د. حسن جعفر يكتب: سنة أولى عملى
د. حسن جعفر
بدأت حياتى العملية كنائب لأمراض النساء والتوليد بقصر العينى، ٣ سنين من التدريب لغاية ما خدت الماجستير، أهم ميزة فى قصر العينى إنك دايماً مسنود لو حصل أى مشكلة هتلاقى حد أكبر منك تسند عليه، ما بتحسش أبداً بالخوف أو الرهبة، الإحساس ده بيختلف خالص لما تبدأ شغلك الخاص، فاكر كويس أول حالة خاصة اشتغلتها بعد ما خلصت نيابتى كانت فى أحد المستشفيات الخاصة فى محافظة الجيزة، ولادة قيصرية، يمكن اشتغلت أكتر من ١٠٠ حالة زيها وأصعب منها فى قصر العينى، بس إحساس أول حالة خاصة بيختلف جداً، عامل زى إحساس الماتشات الودية والرسمية بيبقى ليها رهبة خاصة، بتدخل أوضة العمليات بتقدم رجل وتأخر رجل، بتراجع فى دماغك كل خطوات العملية اللى عملتها ١٠٠ مرة قبل كده، والأسوأ من كده بييجى على بالك كل المشاكل اللى شفتها فى كل العمليات اللى اشتغلتها قبل كده، وبيجيلك إحساس بالخوف لو ده حصل وانت مش مسنود ولوحدك، إحساس مستحيل أنساه حتى بعد ما عدى ١٥ سنة على اليوم ده، بتحس إن الآلات الجراحية جديدة عليك، تشريح المريضة مختلف، حتى إنى فاكر كويس إنى خدت وقت طويل جداً فى الحالة دى يمكن يكون ضعف الوقت اللى كنت باخده فى شغلى الطبيعى، كمان التعامل مع أهل المريضة والمريضة نفسها بيبقى حاجة غريبة عليك، لأنك متعود على الشغل الرسمى أكتر بدون اجتماعيات، دايماً أول سنة فى شغلك الخاص هى اللى بتفرق فى حياتك بعد كده، لو ربنا وفقك ومحصلش ليك مشاكل وربنا إداك القبول عند المرضى، الدنيا بتمشى كويس بعد كده ومع الوقت بتكتسب خبرات كتير مع الشغل والعكس صحيح لو لا قدر الله حصل أى مضاعفات فى أى حالة فى بدايات شغلك، توفيق ربنا واجتهادك ومدى تأقلمك على طريقة الشغل الجديدة بيكونوا نقط فارقة فى مستقبلك، خلاصة الموضوع إن الحياة العملية مختلفة كتير، وعشان كده مش شرط أى حد ناجح فى دراسته بيكون متميز بعد كده فى شغله، الموضوع كبير وفيه عوامل كتير، ودايماً هيفضل محفور فى ذهنك أول مكان بدأت فيه خطوات حياتك العملية، عشان كده أنا فاكر جداً المستشفى اللى بدأت فيها شغلى فى محافظة الجيزة حتى بعد ما بطلت أشتغل فيها من أكتر من ٨ سنين.