حلم العثور على مقبرة "الإسكندر الأكبر" يعود بعد هبوط أرضي مفاجئ في الإسكندرية
عاود حلم العثور على مقبرة الإسكندر الأكبر، الأثريين خبراء ومسؤولين، عقب تعرض أرض ملاصقة لحديقة الشلالات بمنطقة الأزاريطة وسط الإسكندرية لانهيار أرضي مفاجئ في موقع عمل البعثة اليونانية اليوم، وصل إلى عدة أمتار.
وتسبب حدوث الانهيار في المنطقة التي عُرفت قديما باسم "الحي الملكي البطلمي"، والتي عُثر بها على عدة اكتشافات أثرية هامة، في إثارة اهتمام المواطنين وأهالي المنطقة حول إمكان العثور على قبر الإسكندر الأكبر، ما تسبب في ارتباك مروري هائل بمنطقة قسم شرطة باب شرق، التي تربط أحياء وسط وشرق الإسكندرية بغربها.
وقال الدكتور مصطفى رشدي مدير عام الآثار بالإسكندرية، إنهم فوجئوا بالهبوط رغم أن البعثة اليونانية كانت تعمل منذ فترة، فتم تشكيل لجان متخصصة للتنقيب وإعداد تقرير عن حالة الأرض والسبب الرئيسي في الهبوط.
وأوضح رشدي في حديث خاص لـ"الوطن"، أن هذه اللجان ستنقب عن الآثار الموجودة تحت الأرض لمعرفة ما إذا كان قبر الإسكندر موجودا بالفعل كما يُشاع من قبل الأثريين، أم أن الهبوط جاء نتيجة طبيعية الحفر بجوار الأرض.
وأشار إلى أن فريق من الآثار يقوم حاليا بالتعاون مع محافظة الإسكندرية بفحص المنطقة والتعرف على سبب الهبوط، مؤكدا أن المنطقة تحتضن تاريخ مصر في العهد اليوناني، لكنها "تعاني الإهمال، وفوضى العقارات المخالفة التي تُبنى على أشلاء تراث الوطن".
ولفت الدكتور أحمد غانم أستاذ التاريخ اليوناني الروماني بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، إلى أن تلك المنطقة تسبح فوق بحر من الآثار تركتها الحضارة اليونانية في مصر.
وأكد غانم أن المنطقة تقع أعلى الحي الملكي القديم في العصر اليوناني، الذي كان يضم صفوة المجتمع ووقف حكم الإسكندر، وضم عددا من اللمسات التراثية والمعمارية للحضارة اليونانية في مصر.
وأضاف أن لغز مقبرة الإسكندر المقدوني ما زال يحير كثيرا من علماء الآثار، لكنها من المرجح أن تكون في هذه المنطقة، مشددا على أنه يجب على علماء الآثار أن يكثفوا من أبحاثهم لحل اللغز.
وقال عزت قادوس رئيس قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، إن محيط منطقة الشلالات "منطقة ملكية للإسكندر الأكبر"، وإنه تم دفنه بهذه الأرض، ولهذا تحوي العديد من السراديب والآثار، لافتا إلى أن الهبوط الأرضي ليس دليلا على وجود آثار أو مقبرة الإسكندر، لكن قد يكون نتيجة حفر البعثة اليونانية وضغط الأرض.