آداب استخدام حمامات الطرق السريعة: «غمض عينيك.. اكتم نَفَسك.. إمسك الباب»
حمامات عمومية على طريق مصر - إسكندرية
يضطر المسافرون لمسافات الطويلة إلى استخدام الحمامات العمومية أو الموجودة داخل كافتيريات الطرق الصحراوية، ولا يختلفان كثيراً عن بعضهما، فكلاهما يفتقر للحد الأدنى من الخدمات وسبل النظافة. أدوات صحية قديمة «بلدى» وروائح كريهة ومشاهد مقززة، يفاجأ بها أصحاب الحظ العثر، من يضطرون إلى قضاء حوائجهم فى الحمامات العمومية بالطرق السريعة، والتى تفتقر للآدمية، ورغم ذلك تم رفع رسوم بعضها من جنيه لتتراوح بين جنيهين و٣ جنيهات وفقاً للمكان، الأمر الذى يغضب روادها.
«كل اللى بيدخل حمامات الطرق السريعة بيبقى مضطر، وممكن يدفع أكتر من كده، لأن مش قدامه حل تانى، وبيفضل طول الوقت داخلها ملثم بالمناديل، هرباً من الريحة النفاذة»، بحسب شروق محمد، إحدى المترددات على تلك الحمامات. غلاء رسوم دخول الحمامات هذا العام، رغم أنها لا تزال تعانى من نفس الإهمال المتعمد، تعترض عليه «شروق»، خاصة أن معظم الحمامات عبارة عن أربعة جدران من الخوص أو الخشب، مفتوحة السقف، ذات أبواب قديمة وبأقفال معطلة، تحمل زائرها جهداً لغلقها أو الاستعانة بالآخرين للإمساك بالباب أثناء استخدام الحمام. «أصحاب الحمامات بيعتبروها تجارة، وكل همهم يجمعوا فلوس من الناس، عشان عارفين أنهم مضطرين لكده، ولما سألت المسئول عن الحمام زودتوا الفلوس ليه من جنيه لـ٢، قال لى خلينا الحمام أفرنجى بدل بلدى، لكن للأسف بنفس البشاعة والريحة».
روادها: تفتقر للحد الأدنى من الخدمات.. وتم رفع رسومها لـ٣ جنيهات
دفع أشرف عبدالله 3 جنيهات، مقابل استخدام أحد الحمامات على طريق مصر إسكندرية الصحراوى، وعن تجربته يقول: «تخيلت إنى هلاقى الحمامات نضفت والخدمة بقت كويسة، لاقيت الباب مابيقفلش أصلاً، ولو قفل بعد جهد كبير، لازم حد يزقه من بره عشان يفتح، ده غير إنه عبارة عن عشة، ولما اضايقت وقلت للى واقف على الحمام مش هادفع، لأن مفيش حمام كويس، كان رده: انت اللى مضطر مش أنا». شعور أصحاب الكافتيريات أن المسافرين مضطرون لاستخدام الحمامات، جعلهم يهملون نظافتها، وكل ما يشغلهم هو جمع رسوم الاستخدام.
«إحنا بنصرف على الحمامات مش زى ما الناس متخيلة، وإلا ماكانتش تبقى صالحة للاستخدام»، يقولها محمود حسن، وشهرته «زوكة»، مسئول أحد الكافتيريات، التى توفر حمامات للمسافرين.
لا يوفر «محمود» عاملاً لتنظيف الحمامات باستمرار إنما يستأجر أحدهم مرتين فى الأسبوع لتنظيف حمام الرجال والسيدات: «ده حمام عمومى، والناس استخداماتها بتختلف على حسب ثقافتها ونضافتها، وأنا مش هادخل أبص ورا كل واحد عمل إيه وأحاسبه. المفروض اللى يستخدموا الحمام يحافظوا عليه، زى ما بيحافظوا على حمام بيتهم».