في ذكرى بناء "السد".. صانعو حلم محطات الطاقة يروون إنجاز "عامل ومهندس شقيان"
أحد المحطات الثلاثة
مشروعٌ قوميٌ كبيرٌ أصبح جاهزًا للانطلاق، منتظرًا إشارة البدء من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الثلاثاء، حينما يفتتح 3 محطات كهربائية عملاقة، في العاصمة الإدارية الجديدة وبني سويف والبرلس، هي الاحدث في العالم، وفقًا لما أعلنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورة، السفير بسام راضي.
وتنتج المحطات الثلاثة الجديدة التي نفذتها شركة "سيمنز" الألمانية، 14400 ميجا وات أي حوالي 50% طاقة كهربائية إضافية لشبكة الكهرباء الحالية بالجمهورية، واستغرق تنفيذ المشروع أكثر من 3 سنوات.
أبطال الإنجاز الذي تحقق على الأرض، مهندسون وعمال وإداريون، ضاعفوا الجهد، وواصلوا الليل بالنهار من أجل تحقيق الحلم في أسرع وقتٍ ممكن.
"الوطن" تواصلت مع الشقيانين، الذين شاركوا بسواعدهم في البناء، وإدخار رصيد جديد لمصر في بنك الطاقة النظيفة، يرونه يتزايد أمام أعينهم يوم بعد يوم، ليؤمن مستقبل أجيال قادمة، ويعيش على ذكرى بناء سد عالي تليد، شيد قبل 48 عامًا في ذكرى ثورة الأحرار، لتوضع صورتهم إلى جانب أصحاب صورة التقطها الزمان، لمن أبوا الابتعاد عن ميدان العمل، ليصير على "مدد الشوف "مدنه" يكمل "مدنه"، قدّامه من أغلى أولادنا عامل ومهندس عرقان".
"هفضل طول عمري فخور إني اشتغلت في مشروع قومي كبير زي ده" كلماتٌ بدأ بها محمد يسري، مهندس ميكانيكا حديثه، معبرًا عن فخره بالعمل في مشروعٍ قومي عملاق، يراه أعظم عمل ميكانيكي في تاريخ مصر.
يسري الذي عمل في محطة بني سويف لمدة 8 أشهر عبر شركة "ماريوت"، وفي محطة العاصمة الإدارية لمدة عام عبر شركة "براتينو إمبيانتي" الإيطالية، أوضح أن العزيمة المصرية التي أنجزت السد العالي من قبل، هي نفسها التي قادتهم لإنهاء المشروع في 3 سنوات فقط.
"كنا بنشتغل بشكل متواصل مبنوقفش" هكذا وصف يسري العمل المتواصل داخل المشروع، لإنهائه في أسرع وقتٍ ممكن، ورغم التعب والإرهاق الذي كان يصيب كل العاملين فيه، إلا أن روح الفريق كانت السائدة بينهم، للخروج بالمشروع في أبهى صوره وأسرع وقتٍ ممكن.
محطتا البرلس وبني سويف يتبعان نظام تبريد مائي لقربهما من مصادر المياة، أما محطة العاصمة الإدارية يتم تبريدها بالتكثيف الهوائي، وفقًا ليسري، الذي لخص مميزات المحطات الجديدة في أنها تعمل بنظام الدورة المركبة، الذي يعمل بالغاز والبخار، وهو ما يضاعف الإنتاج بعكس نظام الغاز الذي كان متبعًا من قبل في المحطات القديمة.
"اشتغلت في المشروع الضخم ده سنة و9 أشهر، هم الأفضل في حياتي العملية" هكذا بدأ أحمد ناجي، مهندس الميكانيكا، حديثه، حيث عمل لمدة عام في محطة بني سويف، ثم تسعة أشهر في محطة البرلس، من خلال أحد الشركات المصرية المشاركة لـ"سيمنز" الألمانية، اكتسب خلالهم خبرةً لم يكتسبها طوال عمله في مهنة الهندسة.
المدة الطبيعية التي من المفترض إنجاز المشروع العملاق بها لا تقل بأي حالٍ من الأحوال عن أربعة سنوات ونصف، حسبما قال ناجي، إلا أن الإرادة المصرية والعمل المتواصل من أجل إنجاز المشروع، قلّص المدة لثلاثة سنوات فقط، مؤكدًا أن العمل لساعاتٍ طويلة كان مرهقًا، إلا أنه كان ممتعًا.
ناجي لم يعمل قط في مشروعٍ عملاقٍ كمشروع محطات الكهرباء الثلاثة، حيث أن المحطات تعمل بنظام الدورة المركبة بوجود 4 خطوط داخل كل محطة، تحتوي كل منها على 2 "توربينة" غازية، تنتج الكهرباء، ويخرج منهما عادم يدخل "توربينة" بخارية ينتج عنها أضعاف كمية الكهرباء التي نتجت من سابقتها.
أما نضال محمد، مهندس التركيبات الذي عمل في محطة بني سويف لمدة عام وشهرين، يرى أن المشروع بمثابة سد عالي جديد للجيل الحالي، فالمحطات الجديدة أصبحت تعمل بالغاز والبخار وهو ما يضاعف إنتاج الكهربا خمسة مرات، مؤكدًا أن مصر بهذه المحطات الثلاثة لا تحتاج إنشاء محطات جديدة.
"إحنا كنا جوة معسكر" وصفٌ أخرجه نضال، يعبر عن العمل الشاق والمتواصل داخل المحطات، والذي كان يستمر 18 ساعة يوميًا، ولا توجد إجازات لمدة 3 أشهر، حتى يتم إنجاز المشروع في أسرع وقتٍ ممكن، إلا أنه على الرغم من التعب الذي كان متواصلًا، فنضال يرى أنها أكثر المشروعات التي أكسبته خبرةً كبيرة.
"كل اللي في المشروع، من المدير لحد أصغر عامل كانوا بيشتغلوا بإيديهم" هكذا عبّر نضال محمد عن الروح السائدة في العمل أثناء إنجاز المشروع، فالتوجيهات العليا لم يكن لها مكان "مكانش فيه جو المدير والمرؤوسين"، معبرًا عن فخره بالمشاركة في الإنجاز بكلماتٍ بسيطة قال فيها "هحكي لولادي إني شاركت في مشروع قومي زي ده".