«السنديونى»: رئيس «المركزى للمحاسبات» يكيل بمكيالين ويستخدم نادى الجهاز ذا الميول الإخوانية لمناصرة قضية شخصية
اعتبر أحمد السنديونى، منسق حركة «رقابيون ضد الفساد»، أن دعوة أعضاء نادى الجهاز المركزى للمحاسبات المحسوبين على الإخوان إلى التظاهر، اعتراضا على إحالة المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز، لمحكمة الجنايات بتهمة «إهانة القضاء»، محاولة الهدف منها «لى ذراع» الدولة، وهو «أسلوب الضعفاء»، حسب تعبيره. وقال «السنديونى» فى حواره لـ«الوطن» إن «جنينة» أضر باستقلال الجهاز، عندما طلب من «لجنة الخمسين» المكلفة بكتابة الدستور أن تتم تسمية رئيس الجهاز عن طريق مجلس الشعب.
■ كيف ترى دعوة نادى «المحاسبات» للتظاهر يوم الأحد المقبل أمام الجهاز اعتراضا على إحالة «جنينة» للجنايات؟
- أعتقد أن هذه دعوة غير مسئولة على الإطلاق، وسماح رئيس الجهاز بذلك يضعه فى مأزق قانونى، فكيف يسمح بمثل هذه الدعوات اعتراضا على أمر إحالة قضائى، وفى المقابل يجرى تحقيقا مع رئيس قطاع ومدير الشئون الإدارية ورئيس إحدى الشعب بالجهاز، بتهمة «الدعوة للتظاهر وتعطيل العمل»، وبذلك يكون قد كال بمكيالين باستخدام نادى «المحاسبات» ذى الميول الإخوانية فى مناصرة قضية شخصية، باعتبار أنه تولى رئاسة الجهاز بسبب خلاف شخصى مع رئيس نادى القضاة ووزير العدل فى 2012، ونحن كأعضاء فى الجهاز نفذنا قرارات إدارية وامتثلنا لها فى وقت لجأ فيه هو إلى التظاهر من أجل «لى ذراع» الدولة، وهو أسلوب الضعفاء.
■ ما الهدف الخفى من تلك الدعوات فى تقديرك؟
- الحقيقة أن من يدعون إلى ذلك، وهم أنصار الإخوان، يريدون اتخاذ الجهاز وسيلة للعودة إلى منطقة «الحرس الجمهورى» مرة أخرى وإشاعة الفوضى فى هذه المنطقة الحساسة، ويحاولون باعتراضهم على إحالة «جنينة» إلى الجنايات التأثير على المحكمة وتحويل الواقعة إلى قضية سياسية.
■ وما مدى تأثير هذه النزاعات الشخصية على عمل الجهاز مستقبلا؟
- إقحام الجهاز فى النزاعات الشخصية يهدر قضية «المحاسبات» الأساسية، وهى استقلال الجهاز، فالقضية لا تتعلق بطبيعة عمل الجهاز الرقابى، بل هى: كيف يسمح أعضاء الجهاز لأنفسهم بمخالفة القانون ثم يطلبون الرقابة على مؤسسات الدولة؟ عندها لن تكون هناك قيمة لهم فى أى مؤسسة، لأننا ببساطة سنكون أول من خالف القانون من أجل مصلحة شخص واحد.
وفى تقديرى أن المطلوب من رئيس الجهاز المستشار «جنينة» أن يصدر بيانا رسميا يؤكد فيه احترامه لدولة القانون ويعلن عن قبوله الذهاب إلى المحكمة لتقديم الأدلة التى تساعد فى إثبات حقه فيمن اتهمهم، ويؤكد فيه أنه لن يدخل هذا المعترك السياسى، حفاظا على الجهاز من أى جدال سياسى.
■ وكيف يمكن تحقيق الاستقلال للجهاز المركزى للمحاسبات من وجهة نظرك؟
- الحقيقة أن «جنينة» تسبب فى ضرب استقلال الجهاز المركزى للمحاسبات عندما طلب من «لجنة الخمسين» المكلفة بإعداد الدستور الجديد أن تتم تسمية رئيس الجهاز عن طريق مجلس الشعب، ويصدر بذلك قرار جمهورى، ولم يتحدث عن العوار الدستورى فى تعيين رئيس الجهاز خلال الفترة السابقة، أو عن استغلال تقارير الجهاز سياسيا، والسماح لأنصاره بالتظاهر أمام محكمة الجنايات، وتعمد فريق محسوب عليه السب والقذف فى حق القضاء، مما أثار حالة من الاستفزاز أدت إلى ضياع حرية الجهاز فى الدستور الجديد.
■ لماذا اختار «جنينة» مراجعا «تحت التمرين» ضمن أعضاء الجهاز الذين عرضوا مطالبه أمام لجنة الخمسين؟
- رئيس الجهاز يفتقد الحنكة الإدارية فى إدارة دفة الأمور، ولقد عمد إلى إرسال مراجع تحت التمرين ضمن اللجنة التى عرضت مقترحات «المحاسبات» أمام لجنة الخمسين، متغافلا 31 عضوا بالجهاز يحملون درجة الدكتوراه.