"الفلاحين": الحكومة أهانت الفلاح بعد تجاهل الاحتفال بعيده للعام الثالث
الفلاحين
انتقدت النقابة العامة للفلاحين الزراعيين برئاسة النقيب العام عماد أبوحسين، تجاهل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي الاحتفال بعيد الفلاح المصري، والذي يتزامن كل عام مع موعد إصدار قانون الإصلاح الزراعي، الذي يعد أحد أهم مكتسبات ثورة 23 يوليو، وبموجبه تمت استعادة الأراضي الزراعية من الإقطاعيين وتوزيعها على الفلاحين، خاصة وأنه العام الثالث على التوالي الذي ترفض فيه الحكومة إقامة احتفالية كبرى لعيد الفلاح، مثلما كان يحدث قبل ذلك.
وأعتبرت نقابة الفلاحين، ذلك إهانة للفلاح في يوم عيده، فبدلا من أن يكون عيدا قوميا، يتم فيه تكريم عدد من الفلاحين كل عام، واعتراف صريح من الدولة بدورهم وترجمة اهتمام رئيس الجمهورية بقضايا الفلاح على أرض الواقع، تقوم الحكومة بمخالفة تعليمات الرئيس وترفض الاحتفال بالفلاح في يوم عيده.
وقال عماد أبوحسين النقيب العام للفلاحين الزراعيين، إن أحوال الفلاحين لم تعد تدعو إلى التفاؤل، لأن الحكومات المتعاقبة في سنوات ماضية لم تلتفت إلى أهمية تطوير الزراعة ودعم الفلاحين العمود الأساسي للمجتمع المصري، الذي لايزال مجتمعاً زراعياً بالأساس،لافتا أن ثورة يوليو 1952 جسدت طموحات وآمال حركة الوطنية المصرية بإصدار قانون الإصلاح الزراعي، والذي أحدث تغييراً جذرياً اجتماعياً في مصر بإعادة هيكل الملكية الزراعية، وأدى لنمو الحركة التعاونية الزراعية وتعميق دورها في خدمة الزراعة والفلاحين، وإقامة توازن نسبى بين الملاك والمستأجرين للأراضي الزراعية، منوها أن عدد الجمعيات التعاونية الزراعية في مصر يفوق 6400 جمعية تضم جميع الحائزين للأراضي الزراعية والبالغ عددهم 5.7 مليون حائز "مالك" لمساحة زراعية تقدر بنحو 5.7 مليون فدان يشكلون بأسرهم 55% من عدد السكان فى مصر، وهو ما يتطلب تدخلاً من الرئيس عبدالفتاح السيسي لإعادة الأمور إلى نصابها تفعيلا لدور الفلاح المصري فى تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد.
وطالب النقيب العام للفلاحين، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، مؤسسة الرئاسة بالتدخل لدعم الفلاح أسوة بما يحدث في مختلف دول العالم، وتحديث الزراعة من خلال تطبيق سياسات تحافظ على الموارد المائية وتطوير عملية الإنتاج والتسويق الزراعي ومستوى التعليم الزراعي، مشيرا إلى أن الحكومة سببت "جرحا عميقا"، للفلاح لأنها لم تحتف به وتف بتعهداتها، من حيث الإعلان عن سعر المحاصيل قبل الزراعة، وأن تكون هذه الأسعار عادلة تغطى تكلفة الإنتاج، وتحقق هامش ربح مناسبا لتصبح الزراعة مهنة مربحة، مشيراً إلى أهمية دور االحكومة في مساعدة المزارعين في إدخال الميكنة في الحصاد والجني، خاصة لمحصول القطن، لأن سعر تكلفة جني الفدان تسببت في عزوفهم عن زراعته، خاصة أن مصر كانت تزرع أكثر من 750 ألف فدان حتى عام 2000.
واشتكى النوبي أبواللوز الأمين العام لنقابة الفلاحين، من تجاهل الاحتفال بعيد الفلاح احتفالًا رسميًا مثل كل تلك الاحتفالات التي ترعاها الحكومة وتكرم أصحابها مثل عيد العمال وغيره من الأعياد والمناسبات الرسمية، متسائلا، لماذا لا يقام حفل سنوي لتكريم المزارعين ممن يحققون أعلى نسبة إنتاجية في المحاصيل المختلفة؟، فيكون هذا الفلاح هو رجل العام في زراعة القطن، وأخر رجل العام في إنتاج الأرز أو القمح أو الذرة أو الفول أو القصب أو البرتقال، ولماذا لا تحرص وزارة الزراعة على إقامة حفل فني ترفيهي لهؤلاء النابغين في الزراعة الحقلية ويشهد السيد الرئيس تكريمهم بنفسه؟، لذلك لابد من إعادة الهيبة والمكانة للفلاح المصري والحرص على التعرف على مشكلاته عن قرب.