دعوة "الأزهري" بزيارة القدس تفجر الجدل بين السياسيين
أسامة الأزهري
فجرت دعوة الدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، بإعادة النظر في الزيارة الرشيدة إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس، جدلا واسعا بين السياسيين، البعض يراها ليست تطبيعا دينيا أو سياسيا مع إسرائيل، والبعض الأخر يعتبرها دعما لاقتصاد الكيان الصهيوني.
وقال الأزهري، إن الزيارات للقدس فيها منافع تعود بشكل مباشر على الفلسطينيين الذين يعانون الحصار والاضطهاد من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وانقسم بعض من السياسيين إلى مجموعتين ما بين التأييد والمعرضة، رأى الفريق الأول أنها مهمة لمناصرة الفلسطنيين، بينما أشار الآخر إلى أن الدعوة ليست مطلوبة حاليا، ويجب أن يكون هناك استكانة، في ظل الأحداث الراهنة ونقل السفارة الأمريكية للقدس.
أيد الأزهري، في الرأي الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، قائلا: إن هذه الدعوة جاءت متأخرة لكنها مهمة، وليست الأولى فقد دعيت من قبل إلى زيارة القدس وأشاد بها الرئيس الفلسطيني عباس أبومازن.
وأضاف فهمي لـ"الوطن"، أن "إسرائيل تقوم بعملية تهويد للقدس، ونحن نتعامل بمنطق الرفاهة ولا نقوم بزيارات، وهذا خطأ، لأننا في النهاية نزور أرض عربية محتلة ومناصرة لأشقائنا المقدسيين هناك، وتأكيد على الهوية العربية للقدس".
وتابع أنه: "علينا التفاعل مع الموضوع بجدية، والزيارات ليست تطبيعا دينيا أو سياسيا، فهذه أرضنا وهذه مقدساتنا، ولا يجب أن نتركها للكيان الإسرائيلي ليؤكد مزاعمه على الأرض، ولا بد من زيارتها".
واعتبر الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دعوة الأزهري جاءت من منطلق تخوف رجال الدين من نسيان قضية القدس، مشيرا إلى أن المطلوب حاليا وبقوة قيام السياسيين ورجال الدين وطلاب المدارس والجامعات، بزيارة القدس باعتبارها جزء لا يتجزأ من الأرض العربية ومقدساتها.
وأضاف اللاوندي، لـ"الوطن"، أن زيارة القدس في الوقت الحالي يعد مساعدة شعبية لهذا المكان المقدس، وخاصة بعد إعلان أمريكا أن القدس كلها عاصمة لإسرائيل، و"يجب أن يكون الرد عليها سياسيا وشعبيا أيضا بزيارة القدس وربطها بالأراضي العربية المقدسة".
وتابع أن دعوة الأزهري لزيارة القدس ليست هي الأولى من نوعها، وأن الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق زارها، وكانت أمنيته أن يصلي هناك كما يقول، وكان الملك فيصل بن عبدالعزيز يقول إنه يتمنى أن يصلي في القدس لكن بعد أن تعود إلى السلطة العربية.
وفي المقابل، عارض مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، دعوة الأزهري، قائلاً: "إنها ليست مطلوبة في ظل استمرار مخطط تهويد القدس والتضييق على سكانها الأصليين وإعلان إسرائيل أن القدس عاصمة لها على مر الأجيال".
وأضاف الزاهد، لـ"الوطن"، أن الزيارات للقدس تعد تصفية للقضية الفلسطينية، ودعم للوجود الإسرائيلي ولاقتصاده، وتطبيع مع الكيان الصهيوني.
ويرى المهندس حسام الخولي، الأمين العام لحزب مستقبل وطن، أن القيام بزيارات للقدس ليس مطلوب حاليا، ويجب أن يكون هناك استكانة، في ظل الأحداث الراهنة ونقل السفارة الأمريكية للقدس.
وأضاف الخولي، لـ"الوطن"، أن الأمور في الوقت الراهن معقدة، وقد تتحول الزيارات للقدس إلى سياحة، فعندما ترسل أفواج إلى هذه المدينة المقدسة سيجري تحويل العملة إلى شيكل الإسرائيلي، وأن هذا دعما للاقتصاد الإسرائيلي.