الأوزان الزائدة تهدد الصورة المثالية للنجوم فى دراما رمضان
وكأن الوزن الثقيل موضة هذا العام فى دراما رمضان، حيث بدا عدد كبير من النجوم وقد تخلوا عن رشاقتهم وظهروا للجمهور فى شكل مغاير ومخالف للشكل المعروف للفنان، ومن يتابع الأعمال الدرامية يدرك أن هناك اتفاقا غير معلن على تغيير الصورة المثالية للفنان، واستبدال صورة أخرى بها يكون فيها الكرش وارتفاع الأرداف سماتها الأساسية.
من هؤلاء النجوم الذين زاد وزنهم بشكل ملحوظ يحيى الفخرانى فى «الخواجة عبدالقادر»، ومحمود عبدالعزيز فى «باب الخلق»، ودلال عبدالعزيز فى «الهروب» و«عرفة البحر»، ونبيلة عبيد فى «كيد النسا 2»، وأحمد ماهر وسلوى عثمان وسميرة صدقى فى «أخت تريز»، ، ورجاء الجداوى وسمير غانم فى «شربات لوز»، وأخيرا تامر عبدالمنعم فى «كاريوكا».
حول هذه الظاهرة ومدى ضررها على الفنان، وانعكاسها على العمل الفنى، يتحدث الناقد محمد صلاح الدين فيقول: ظهر الوزن الزائد للنجوم بقوة فى دراما هذا العام، والذى انعكس بوضوح على الشاشة، علما أن جزءا من عمل الممثل هو شكله الخارجى، لأنه أداة من أدواته، ويجب أن يحافظ عليها، وظهوره بهذه الصورة يعد تشويها للشاشة، خاصة أن السمنة هى أكبر تغيير للشكل الخارجى وتشويه للمظهر الذى تعود الجمهور على رؤية النجم فيه، ويأتى ذلك لعدم اهتمام الفنانين بمظهرهم، عكس الفنانين بالخارج الذين يهتمون بمظهرهم من خلال التردد على النوادى الصحية للمحافظة على مظهرهم، ومديرو التصوير عندنا مهما حاولوا إخفاء ذلك من خلال اللعب بزوايا الكاميرا حتى يخفوا ولو قليلا من أوزان الفنانين، لن يفلحوا وسيفسد العمل.
ويقول المؤلف أسامة نور الدين: لا تختلف الشخصية التى يكتبها المؤلف ويجسدها الممثل إذا زاد وزنها أو قل بصورة ليست كبيرة، فذلك لا يضر بالشخصية التى يؤديها ولكن توجد شخصيات درامية تكتب بصورة معينة يراها المؤلف بشكل محدد ولا يمكن أن يتغير مثل شخصية الأم المصرية فدائما ما تجسد بصورة السيدة السمينة لتعطى انطباعا لدى المشاهد بنوع من الحنان، وكذلك ليس من المنطقى أن يلعب ممثل دور مسجون ثم عندما يخرج من محبسه يكون وزنه زائدا فسيظهر ذلك بصورة ليست منطقية ليستوعبها المشاهد، ولكن يوجد تسلسل منطقى فى رؤية المؤلف للشخصية التى تلعب أدوارا ذات ظرف درامى محدد، ويجب أن يراعيها الفنان من خلال إحساس الممثل وعمق تركيبة الشخصية والتزامه بطبيعة الشخصية التى يجسدها.
ويقول مدير التصوير والمخرج محمد حمدى: الشكل والوزن لدى الفنان هما مهمته الأساسية، وبشكل مهنى من المفترض أن يحافظ على لياقته لأنها جزء أساسى لديه، ولهذا يجب لمعالجة هذه الأزمة التى يعانى منها مديرو التصوير أن يتبع الممثلون نظاما غذائيا محددا مع ممارسة الرياضة، ومهمتنا الأساسية بصفة عامة هى إخراج الممثل فى أحسن صورة وشكل جمالى، ولكننا أثناء التصوير نعانى من هذه المسألة بسبب أننا نضطر لإعادة العديد من اللقطات التى تظهر بها هذه العيوب.
ويقول المخرج مصطفى الشال إن هذه المشكلة تؤثر بصفة عامة على أداء الممثلين من ناحية الحركة، حيث نلاحظ بطئا فى الحركة مع زيادة وزن الفنان، خاصة مع كبر السن، ولكنه لا يؤثر بشكل كبير على أداء الشخصية التى يلعبها الفنان، وتظهر هذه المشكلة فى الوقت الحالى لدى العديد من الممثلين وخاصة الممثلات لأنها للأسف طبيعة المرأة المصرية بصفة عامة، ونواجه هذه المشكلة بشكل أكبر عندما يتوقف مسلسل ثم نستأنف التصوير وأجد زيادة فى وزن الممثل لأن المشاهد سيلاحظ هذا الاختلاف.
وأخيرا تقول دكتورة سامية سليم، استشارى التغذية بطب قصر العينى، إن من أهم الأسباب الأساسية فى زيادة الوزن هى كبر السن، فكلما يكبر الإنسان تتغير الهرمونات وتكون لديه رغبة فى الأكل بشراهة وخاصة الحلويات، فيبدأ الوزن يزيد، وتبدأ الحركة تقل، وبالتالى حرق الدهون يكون أقل، وكذلك طريقة الأكل بشكل سريع، وأكل جميع الأصناف مرة واحدة يؤثر على الجسم، وكذلك تناول الحلويات والفاكهة عقب الطعام، ويجب أن يضع الممثل عدة تحديات أمامه من أجل أن يصل لمستوى بدنى وصحى على أعلى مستوى، منها إجراء فحوصات طبية على الغدد لمعرفة ما أسباب قلة حرق الدهون، ومعرفة نسبة السكر والأنسولين فى الدم، وقياس نسبة الدهون، ويجب المتابعة قبل المفاجأة بهذه الأمراض، بالإضافة لممارسة الرياضة بشكل منتظم لأنها من أهم الوسائل للمحافظة على الجسم.