إذا كنت ممن يخافون من قراءة قصص الرعب، فلا تقرأ هذه القصة، فهي واحدة من القصص الحقيقة المرعبة، وإن كنت من محبي الرعب، فاطفئ أنوار غرفتك، وأطلق لخيالك العنان مع الأحداث.
حدثت تفاصيل هذه القصة في مصر قديما منذ أكثر من 300 عاما، كانت الدنيا لا تزال براحا وتوجد مساحات من الزرع والحشائش التي تغطي الأرض وبجوار هذا المستشفى يوجد شجرة قديمة جدا يتخطى عمرها أكثر من 500 عام، ولا تزال شامخة لا يستطيع أحد أن يقترب منها ويقطعها.
كان المستشفى يستقبل ضحايا الحروب والحوادث والحروق، وعرف عنه في هذا الوقت أنه أسوأ مستشفى في القُطر كله لأن معظم المرضى يموتون ولا يخرجون من المستشفى أبدا، ظل هذا المبنى يستقبل في الضحايا لدرجة أن بعض الناس الموجودين وقتها أجزموا بأن ما يقرب من 3 آلاف شخص دخلوا ولم يخرجوا ولا يعرف أهلهم شيئا عنهم.
أصبح هذا المبنى في الوقت الحالي مهجورًا تمامًا لا يدخله إنسان ولا حيوان، فالجميع يخافون من الاقتراب منها، فمنهم من شاهد حارسا ومنهم من شاهد كائنا غريبا ومنهم من شاهد حيوانا أسطوريا يتجول في المستشفى ليلا، وتصدر أصوات غريبة وصراخ.
هاتفني صديقي "وائل" وأخبرني بأن هناك موضوعا جديدا وقال لي:
- أزيك يا صديقي عامل إيه
= الحمدلله يا وائل أخبارك إيه
- الحمدلله.. فيه موضوع يا معلم من اللي قلبك يحبه
= خيييير يا عم بموضوعاتك دي
- مش هينفع في التليفون هستناك يا أحمد بالليل ومتنساش صاحبك "بشير"
= طالما وصلت لبشير يبقى هناجي حالا
وبالفعل اتجهنا إلى وائل وأخذني وبشير إلى مكان المستشفى، وأخبرني بأن هناك أشياء غريبة تحدث في المكان ولا يعرف مصدرها، أصوات استغاثة وصراخ فتيات، وزجاج، وأكد الناس أنهم وجدوا وجها أسودا في نهاية المطاف.
أخذت بشير ودخلنا من الباب، وعندما ذكرت اسم الله سرت في بدني قشعريرة لمدة 3 دقائق، وقتها أيقنت بأن المكان مسكونا، وأن هناك من يراقبنا، صعدت أنا وبشير درجات السلم، ووجدت نفسي أمام ممر طويل، مليء بالكراسي القديمة وأسرة المرضى المتهالكة، وعلامات أخرى مكتوبة بالدماء.
حالة من الفوضى وظلام دامس في المكان، وعينا بشير تلمعان ويسير هنا وهناك، لم أسمع سوى صوت قدمي وهي تحطم بقايا الكراسي البلاستيكية القديمة الموجودة على الأرض حتى وصلت إلى نهاية الممر لأجد غرفة طويلة مليئة بالدواليب الصغيرة، فوجهت مصباحي ناحيتها، وإذ بخيال يجري بسرعة أمامي ويختفي في نهاية الغرفة الطويلة.
ووجدتنا اذكر الله كثيرا، وأشعر ببرودة غريبة في المكان كادت أن تجمد أصابعي:
= بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. فيه حد في المكان؟؟!!!= فيه حد في المكان؟!!!
فطلبت من بشير أن يتقدم أمامي، وبالفعل كان يسبقني بخطوات، وقبل أن نصل إلى نهاية الغرفة وجدنا على الحائط عينين لامعتين، فأوقفني بشير، وقال كلمة واحدة "القرآن".وقتها لم أشعر بنفسي وبما أفعله وانطلقت في قراءة القرآن، وفي كل مرة أردد الآيات يصدر صوتا شديدا جعل الحائط يتصدع.
* بس كفاية.. أرجو بطل تقرا
= أنت مين وعايز إيه
* أنا مش عايز حاجة.. محدش سايبني في حالة
= أنت مين؟!
* هقولك بس خلي "القط" يسيبني
= بشير سيبه
وبمجرد أن تركه اختفى، فقرأت القرآن مرة أخرى لكن هذه المرة كانت هناك أصوات كثيرو وصرخات تترد واشتعلت النيران في عدد من الدواليب الصغيرة، وكلما قرأت أكثر وبصوت عالٍ زادت الأصوات وانتشرت النيران.
خرجت أنا وبشير من الغرفة بعدما تأكدنا من أنها خالية من أي شيء، وتابعنا طريقنا نحو المجهول، وفي الطريق سمعت أصوات أبواب تفتح وتغلق، واتجهت إلى الغرفة ودخلتها وبشير خلفي وإذ بقط أسود يجلس في مكان مرتفع بالغرفة، فألقيت عليه السلام.
وأكملنا وإذ بصراخ يتردد عدة مرات يأتي من الطابق الثالث في المستشفى، وحينما وجهت المصباح ناحية الطابق انقطع الصوت، وبدأت أردد بصوت عالٍ:
- بسم الله
- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.. حتى عاد الهدوء إلى المكان مرة أخرى، بعدها صعدت أنا وبشير إلى الطابق الثالث، وكان المكان مظلما وقولت بصوتٍ عالٍ:
- بسم الله.. فيه حد هنا
- بسم الله.. لو فيه حد اديني إشارة
وبدأت أفتح الأبواب بقوة وأطلب إشارة من الموجود في المكان، وقتها سمعت أصواتا غريبة وبشير بدأ يسير بطريقة مريبة، حتى تيقنت أن هناك شيئا غريبا في هذا الطابق، وبحذر شديد تفقدت الغرف كلها حتى وصلت إلى الغرفة الأخيرة فوجدت صندوقا خشبيا يشبه النعش وعليه أتربة كثيرة، وقفز بشير فوق الصندوق وبدأ يطرق بقدميه عليه.
صار الموقف مرعبا جدا حينما طلبت أي إشارة على وجود شيء بالمكان، وبالفعل حدث هذه المرة فبدأت النوافذ تغلق وتفتح وحدها، فطلبت أمارة أخرى حتى أخرج من المكان وإذ بالصندوق يهتز بشدة جعل "بشير" يقفز على ذراعي، وينفتح الصندوق ويظهر وجه شيطاني مخيف لدرجة جعلت بشير يتحول إلى شكله الطبيعي.
وبدا هذا الشيء في الصراخ.. فرددت آيات من القرآن وأقسمت عليه بألا يؤذي أحدا بشرط أن يخرج من المكان ويتركه، وبقيت لمدة 30 دقيقة أردد في القرآن وأسمع صوت هذا الشيء يضعف شيئا فشيئا، حتى احترق أمامي، وفي هذه اللحظة انكسر كل زجاج المستشفى، وخرجت بسرعة منها، ونظرت إليه من الخارج لأجد ظلال تتحرك وتتجه إلى الطابق الثالث وفجأة وقعت شرفة الطابق بالكامل، وعاد بشير إلى طبيعته، وهطل المطر بعدها، ظننت أن القصة انتهت، لكني رأيت حارس المكان يخرج من المستشفى ويتجه إلى أحد البيوت.انتهت