توصيات علماء «مصر تستطيع»: الاهتمام باللغة الإنجليزية والتعليم الفنى
عدد من المشاركين فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتعليم» خلال إحدى الجلسات
خرج مؤتمر «مصر تستطيع بالتعليم»، الذى نظمته وزارة الهجرة، على مدار يومى 17 و18 ديسمبر الحالى بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعدد من التوصيات هى محصلة الكثير من المناقشات والجلسات الحوارية التى دارت خلال المؤتمر.
وعقد المؤتمر على مدار 15 ساعة من العمل المتواصل، 12 جلسة نقاشية حضرها العلماء المشاركون فى المؤتمر بمشاركة مسئولين من الوزارات والأجهزة المعنية بالعملية التعليمية وتطويرها والنهوض بها، فضلاً عن جلسة واحدة شارحة قدمها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى.
المشاركون يؤكدون أهمية دراسة احتياجات سوق العمل «المحلية والإقليمية» لتوفير خريجين متوافقين معها.. وإنشاء فروع الجامعات الدولية فى مصر
وناقشت الجلسات عدداً من الموضوعات وهى: التعليم العالى ودعم منظومة الاقتصاد المصرى، ومنظومة تعليم أساسى «معلم، مدرسة، منهج»، والرؤية خارج الصندوق، و«اسأل الخبراء». كما ناقش المؤتمر خلال جلساته وظائف المستقبل وريادة الأعمال، وإعداد الطالب لمهارات القرن الـ21، ودور التعليم العالى فى دعم منظومة الاقتصاد المصرى، والتعليم الفنى والارتقاء بالصناعة والخدمات، والمناهج الدراسية فى عصر الذكاء الاصطناعى «متعة التعليم الإلكترونى»، ودور المدرسة والفن فى تنمية الطالب المدرسى، والتجارب الدولية الناجحة فى مجال التعليم العلاجى، وتنمية مهارات الطالب، والتعليم المدمج لذوى صعوبات التعلم والقدرات الخاصة، وريادة الأعمال ودور التعليم فى تحفيز الطالب على الابتكار.
وجاء انعقاد مؤتمر «مصر تستطيع بالتعليم» تماشياً مع إعلان الرئيس «السيسى» 2019 عاماً للتعليم، بما يعكس توجه الدولة المصرية للاستفادة من عقولنا المهاجرة بالخارج ضمن استراتيجية مصر لبناء الإنسان المصرى، كما يهدف المؤتمر إلى دعم الجهود الحكومية لتطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعى والجامعى، وكذلك التعليم الفنى لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية لسوق العمل، إضافة إلى بحث جهود تأهيل المعلم ورفع المستوى المهنى وكذلك آليات النشر العلمى ودور خبرائنا بالخارج فى دعم ترتيب الجامعات المصرية دولياً.
وأتاحت وزارة الهجرة من خلال سلسلة مؤتمرات «مصر تستطيع» منفذاً ومناخاً استيعابياً للعقول المصرية المهاجرة فى مجال التعليم والبحث العلمى والتعليم الفنى لتعظيم الاستفادة ودمج خبراتهم ضمن استراتيجية مصر لتطوير المنظومة التعليمية.
وطرح العلماء المشاركون فى أعمال المؤتمر أفكارهم الداعمة لاستراتيجية تطوير التعليم التى تتبناها الدولة حالياً، وأصدروا عدداً من التوصيات المهمة، منها الاستعانة بالخبراء والعلماء المصريين المقيمين بالخارج فى تقييم أوضاع المؤسسات التعليمية والمناهج وطرق التدريس، ووضع الخطط والبرامج التدريبية الداعمة لنجاح استراتيجية تطوير منظومة التعليم وفقاً للمعايير الدولية، فضلاً عن زيادة الاهتمام بالتعليم الفنى قبل الجامعى والجامعى، مع إتاحة الفرصة لخريجى التعليم الفنى قبل الجامعى فى الحصول على الدرجات العلمية الأعلى فى تخصصاتهم، والاهتمام بتدريس اللغة الإنجليزية، وزيادة عدد ساعات تدريسها؛ باعتبارها اللغة الأكثر انتشاراً فى المحافل العلمية.
كما أوصى العلماء بدراسة الاحتياجات المستقبلية لسوق العمل المحلية والإقليمية، لوضع خطط كفيلة بتوفير خريجين متوافقين مع هذه الاحتياجات كأحد أساليب القضاء على البطالة فى مصر. وشدد المؤتمر فى توصياته على الاستفادة من تجربة محافظة البحر الأحمر فى مجال «التغذية المدرسية» التى تعتمد على الربط بين المدرسة والأسرة، مع الاهتمام بتحويلها إلى منظومة صحية تعليمية متكاملة، تمنع التلاميذ من التسرب وتساعد على تنمية شعور الانتماء للأسرة والمدرسة، وهما نواة الانتماء الوطنى السليم.
وأكد المشاركون ضرورة الاهتمام بتدريس الأخلاق والسلوكيات الحميدة، وربط الطلاب بالموروث الشعبى والوطنى عبر تقديم المناهج بصورة شيقة وقوالب فنية ومسرحية ملائمة؛ بهدف الحفاظ على الشخصية المصرية بالشكل الذى يضمن تحقيق الانضباط السلوكى فى شتى مناحى الحياة، بالإضافة إلى تحفيز المستثمرين على إقامة مراكز للتدريب المهنى المستمر على الصناعات التى يقيمونها فى مصر، خصوصاً الصناعات المعتمدة على تكنولوجيا حديثة ومتقدمة، وحث هؤلاء المستثمرين على زيادة فرص التعليم الفنى المزدوج لطلاب التعليم الفنى بحلول عام ٢٠٣٠، ومنح امتيازات للملتزمين منهم بهذا المبدأ.
وشدد العلماء أيضاً على ضرورة الاهتمام بالأنشطة المدرسية، مع توظيف برامجها ومسابقاتها فى تنمية الطالب وتشجيعه على الالتزام المدرسى وغرس قيم الانتماء ومحبة الآخر وقبوله، واستحداث صياغات وبرامج تعليمية خاصة لذوى صعوبات التعلم والاحتياجات الخاصة لتمكينهم من متابعة المناهج الدراسية بسهولة، مع العمل على إدماجهم مع أقرانهم فى المدرسة، والتركيز على أهميتهم وفاعليتهم فى المجتمع، والحرص على مشاركة الطلاب أنفسهم فى وضع المناهج لذوى الاحتياجات الخاصة، والاستفادة من خبرات العلماء المصريين بالخارج وتصميم دورات تدريبية لأهالى وأصدقاء ذوى الاحتياجات الخاصة وصعوبات التعلم لتقبل أبنائهم. وأشار المشاركون كذلك إلى ضرورة إنشاء فروع الجامعات الدولية فى مصر، مع دعم البرامج الدولية المانحة للشهادات المتفقة مع المعايير الدولية لزيادة تنافسية المؤسسات التعليمية المصرية، مع الاهتمام بخفض تكاليف التعليم فى هذه المؤسسات، وتشجيع وتعليم الشباب ريادة الأعمال والابتكار فى إدارة الأفكار وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية ناجحة، واستخدام بدائل إلكترونية للتنمية المهنية، وإعداد المعلمين وفقاً للاستراتيجية الوطنية الجديدة لتطوير التعليم.
وكرمت نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عدداً من العلماء المشاركين فى المؤتمر، وهم: فيكتور رزق الله، هدى المراغى، إسماعيل غيتة، هانى سويلم، علاء عبدالعزيز، عمرو العدوى، جمال إبراهيم، رأفت منصور، ندى مجاهد، أحمد شاكر، المؤمن عبدالله، عمرو عبدالمنعم، حنان خليفة، طارق حجازى، كريم أبوالمجد، أحمد عمار، محمد عطالله، أحمد الغازولى، دينا غباشى، رشيق المراغى، هانى سويلم، محمد حمودة، هانم أحمد، عبدالرازق سباق، إيمان الشريف، عاصم أبوحطب، أمل فرح، حسين زناتى، وسارة فهمى.
كما كرمت «مكرم» أيضاً اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، وكامل أبوعلى، رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر، وعزة الشربينى رئيس مجلس إدارة مدارس «مالفرن كوليدج»، ومصطفى مرجان من مؤسسة «مصر الخير»، وباسل سامى رئيس مجلس إدارة فندق «شتايجنبرجر» المُضيف للمؤتمر.
وخلال احتفالية التكريم، فاجأ الدكتور حسين زناتى، خبير التعليم المصرى المقيم فى اليابان، أحد المشاركين فى المؤتمر، الحاضرين بعرض أوبريت غنائى بعنوان «هِم يا مصرى» كتبه ونفذه بنفسه مع مجموعة من اليابانيين.
وقال «زناتى» إن الأوبريت هدية من الشعب اليابانى إلى كل المصريين، وإن تنفيذه استغرق 4 سنوات، وشارك فيه 380 طالباً ومدرساً وفلاحاً وعاملاً يابانياً، مشيراً إلى أن «الأوبريت يهدف إلى التآخى بين الثقافتين المصرية واليابانية».