موريتانيا تغير اسم شارع "جمال عبدالناصر" بنواكشوط.. ومسؤول: قرار عفوي
جمال عبدالناصر
في خطوة أثارت جدلا في الشارع الموريتاني، صادق المجلسان البلديان في تفرغ زينة، ولكصر بالعاصمة "نواكشوط"، بداية الأسبوع الماضي، على تغيير اسم شارع "جمال عبد الناصر" إلى شارع "الوحدة الوطنية"، وذلك تخليدا للمسيرة التي نظمتها الحكومة يوم 9 يناير، وهو اليوم الذي أعلن يوما للوحدة الوطنية.
وصادق المجلسان، على قرار تغيير اسم الشارع خلال دورة استثنائية عقداها الإثنين الماضي، بناء على طلب من سلطات الوصاية على البلديات في وزارة الداخلية، ويقع الجزء الغربي من الشارع في "تفرغ زينة"، فيما يقع الجزء الشرقي في بلدية لكصر.
ويعد الشارع من أبرز الشوارع في العاصمة نواكشوط، ويمر غير بعيد من القصر الرئاسي، كما تطل عليه العديد من الوزارات والمؤسسات الرسمية، إضافة لمؤسسات مالية كبيرة، كما يمر غير بعيد من السوق المركزية بنواكشوط، بحسب ما نقل موقع "الأخبار" الموريتاني.
"أعتقد أنها خطوة سيكون لرئيس الجمهورية رأي آخر فيها"، هكذا علق نقيب الصحفيين الموريتانيين محمد سالم ولد الداه، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، على القرار، قائلا: "تابعت هذه الخطوة وهي مثار جدل وهناك اعتراضات عليها، لكن أعتقد أن رئيس الجمهورية سيكون له رأي آخر عندما يعود من الخارج".
ويمنح القانون المجالس البلدية حق تسمية الشوارع العمومية، وتغيير أسمائها، لكن حول ما إذا كان الأمر يتطلب موافقة رئيس الجمهورية، قال "ولد الداه": "لا يتطلب الأمر موافقة رئيس الجمهورية، ولكن تغيير شارع باسم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر بالتأكيد سيكون لدى الرئيس رأي آخر فيه".
ويحمل الشارع منذ عقود اسم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأطلق عليه الاسم منذ استقلال موريتانيا عن فرنسا عام 1960.
ويرى نقيب الصحفيين الموريتانيين، أن القرار ليس له أي خلفية سياسية وإنما هو قرار عفوي من مجلسي البلدية، مشددا على أنه حسي تحليله ليس له أي أبعاد سياسية تتعلق بالزعيم المصري الراحل.
وحول مزاعم وجود خطط إخوانية وراء تغيير اسم الشارع، استبعد "ولد الداه" ذلك، قائلا: "صحيح أن الإخوان تصاعد نفوذهم في المجالس البلدية، لكن البلديتين التين يقع الشارع في نطاقهما لا وجود مطلقا للإخوان في مجلسيهما".
ويتقاطع شارع جمال عبدالناصر مع شوارع أخرى سميت على رؤساء أجانب، كشارع الرئيس الفرنسي شارك ديكول، وشارع الرئيس الأمريكي جون كنيدي.
من جهته، وصف "تيار الطليعة التقدمية" القومي، في بيان رسمي، أن القرار "خطوة مستغربة" من الحكومة الموريتانية، مضيفا أن "السلطات الموريتانية تعمل حاليا على إجراءات نزع اسم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر عن أهم وأشهر شارع في العاصمة نواكشوط، بعد أن عرف به طويلا".
واعتبر التيار، أن القرار محاولة لانتزاع مكانة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في قلوب الموريتانيين كغيرهم من الشعوب العربية والأفريقية، بحسب البيان، داعيا السلطات إلى التراجع الفوري عن القرار.
في السياق ذاته، ناشدت اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني في موريتانيا الرئيس محمد ولد عبد العزيز للتدخل من أجل التراجع عن تغيير اسم الشارع، وقالت في بيان نقلته وسائل إعلام موريتانية، اليوم، إنها على ثقة بحس الرئيس محمد ولد عبد العزيز القومي الذي سيحول دون ذلك.