«معرض الكتاب» يحتفى بتاريخ «القضاء الدستورى» و«حفر القناة».. و«الثقافة» تنشر «وصف مصر» فى مجلد واحد
تصوير:
محمد نبيل
10:16 ص | السبت 02 فبراير 2019
استمرار توافد رواد معرض الكتاب فى يومه الثانى عشر
يواصل «معرض القاهرة الدولى للكتاب»، فعالياته فى «يوبيله الذهبى»، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، بسلسلة من الندوات التى أقيمت مساء أمس، ضمن محور الاحتفاء بشخصيتى المعرض والأحداث المئوية، حيث عُقدت ندوة حول «القضاء الدستورى» فى ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيسه، إضافة إلى تاريخ «إنشاء قناة السويس»، ونشرت وزارة الثقافة لأول مرة، كتاب «فى وصف مصر» فى مجلد واحد، كما طرحت «شخصية مصر» للدكتور جمال حمدان.وقال المستشار محمد عبدالقادر، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا ومحافظ الغربية السابق، إن «الدستورية العليا تقر جميع حقوق المواطنين، والجميع متساوون»، مشيراً إلى أنها إحدى المؤسسات الشامخة فى الدولة.
وأضاف «عبدالقادر»، خلال ندوة «القضاء الدستورى فى 50 عاماً»، أدارها المستشار الدكتور خالد القاضى، رئيس محكمة الاستئناف، وشارك فيها المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس المحكمة الدستورية العليا، وعدد من نوابه وعدد من المستشارين وأساتذة الجامعات والمفكرين والمثقفين وجمهور المعرض، أنه «يعود الفضل فى تأسيسها إلى المستشار عوض المر فى بناء القضاء وترسيخ المفاهيم القانونية، وأن لها أدواراً وأعمالاً لا يجوز التدخّل فيها»، موضحاً أن هدفها كبح جماح الفساد، وتفسير بعض النصوص القانونية، التى تحتوى على معنى «شمولى» أو «فكرى ضيق».
«عبدالقادر»: «الدستورية العليا» هدفها كبح جماح الفساد.. و«النمنم»: جماعة الإرهاب حاصرت المحكمة فى «أسود سنة»
وقال حلمى النمنم، وزير الثقافة السابق، إن «2012 كان عاماً أسود فى تاريخ الدولة وسنة غبراء عليها، إلى أن جاءت الإرادة المصرية فى 30 يونيو بثورة شعبية»، موضحاً أنه لا يليق بتاريخ مصر أن يدخل رئيس المحكمة الدستورية العليا إلى مكتبه بسيارة مدرعة، نظراً للحصار الذى فرضته جماعة الإخوان فى تلك الفترة.
وأوضح «النمنم»، أن «المحكمة تستمد قوتها من قوة الدولة والمجتمع، ويعد أبرز قراراتها تعديل دستور 2005، وهو الذى أطال فى عمر فترة الحكم للرئيس الأسبق مبارك».واقترحت فرخندة حسن، أول رئيس للمجلس القومى للمرأة، «إنشاء هيئة أو مفوضية مستقلة يكون من شأنها ضمان تحقيق إحدى مواد الدستور، وهى المادة المتعلقة بعدم التمييز، ويكون عملها عن طريق آلية ما تنفذ على أرض الواقع، لتكون وسيلة للتعاون بين السلطة والشعب، بحيث تتيح للمواطن أن يلجأ إليها فى حال تعرضه لأى نوع من التمييز، مما يعطيه شعوراً بالأمان».
بينما شهدت قاعة ثروت عكاشة، إقامة ندوة بعنوان «قناة السويس.. الاقتصاد والمستقبل»، بمشاركة كل من الدكتور عبدالحميد شلبى، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الأزهر، وأحمد الشربينى عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وأدار الندوة الدكتور خلف الميرى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس.وأكد «الميرى» أن «قناة السويس تاريخياً تم افتتاحها عام 1869، إلا أنه كانت هناك عدة محاولات منذ القرن السادس عشر لحفر قناة تربط بين البحرين (الأحمر والمتوسط)، حتى تبنى الفكرة الخديو سعيد، ومنح امتياز الإشراف على حفر القناة للمهندس الفرنسى فيردناند ديليسبس».
وأضاف أن «القناة شهدت على مدار تاريخها العديد من العقبات المتعلقة بمحاولات تمصيرها، وهو الأمر الذى تم على يد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد تأميمه القناة عام 1956، كما مرت بالعديد من العقبات التى تتمثل بالتنافس من قبل لعدم وجود الطرق البديلة للربط بين الشرق والغرب».وأكد «شلبى»، أن «المشروعات الكبرى دائماً ما تكون قاطرة التنمية فى أى دولة، وأحياناً تأتى من قبل قوى استعمارية، لكننا نستفيد بها مع مرور الزمن، فعلى سبيل المثال محمد على باشا لا أحد يستطيع إنكار دوره فى إقامة العديد من المشروعات الكبرى التى أسهمت فى إحداث نهضة اقتصادية وعسكرية، إلا أنه حينما عرض عليه مشروع قناة السويس رفضه تماماً بسبب تبعاته من وجهة نظره، فى ظل زيادة المطامع الاستعمارية حال إقامته».
ونشرت الهيئة العامة للكتاب، لأول مرة، كتاب «فى وصف مصر» فى مجلد واحد بعد أكثر من قرنين على تأليفه، وليس على شكل أجزاء كما جرت العادة فى أوقات سابقة، وقد خرج المجلد للبيع للجمهور فى شكل مجموعة من الكتب عددها 35 كتاباً تقدم وصفاً شاملاً للواقع المصرى فى 37 جزءاً، ويباع فى كرتونة سوداء يتم جرها على عجلتين، وطُبع عليها بحروف ذهبية «اليوبيل الذهبى، وصف مصر، تأليف علماء الحملة الفرنسية، ترجمة زهير الشايب ومنى زهير الشايب وآخرين»، كذلك كان اهتمام وزارة الثقافة بكتاب «شخصية مصر» لعالم الجغرافيا السياسية «جمال حمدان»، حيث عُقدت بالقاعة الرئيسية، ندوة عنه كأحد الكتب المؤسسة للثقافة العربية، وهو بمثابة موسوعة علمية فى دراسة المكان والأشخاص والزمان، ويعرض فى كثير من «الأجنحة» بالمعرض، إلا أن حقوق طبعه الأساسية لدى دار الهلال.وقال محيى فتحى، مسئول فى جناح الهيئة العامة للكتاب بقاعة 3، إن «المجلد يباع منذ أول أيام المعرض فى نسختين، إما نسخة فاخرة بسعر 2500 جنيه، أو نسخة عادية بسعر 2170 جنيهاً، ويتم توريد عدد من النسخ يومياً من مطابع الهيئة، تتراوح بين 5 و10 نسخ»، مضيفاً: «بييجى لنا شُنط وصف مصر اليوم بيومه.. طازة يعنى»، مشيراً إلى أن مطابع الهيئة تعمل بشكل مستمر لاستيفاء حاجة الجمهور، حيث توجد قائمة انتظار تجاوزت الـ100 من زوار المعرض الذين سجلوا أسماءهم وأرقام هواتفهم لحجز المجموعة، ولرغبتهم فى اقتنائها فور توافر النُسخ قبل أن تنفد الكميات الجديدة.
وأضاف «محيى» لـ«الوطن»، أن «المجلد تم طبعه هذا العام لأول مرة فى نسخة تباع كاملة للجمهور، بعد أن كان يتم طبع بعض أجزائه، كما أن الورق المستخدم من نوع الـ(كوشيه)، وهو ورق ناعم الملمس من الجانبين، لتبدو ألوانه جميلة وطبعته فى أحسن أحوالها، وتباع الكتب فى صندوق من الكرتون على عجلة، تيسيراً على المشترى، حيث يجرها، لأن وزنها ثقيل، مما يجعل حملها صعباً».وقال محمد السيد، مدرس علم نفس واجتماع بإحدى مدارس الثانوية العامة بمحافظة الإسماعيلية، بعد تصفّحه أحد الأجزاء: «مبسوط إنى ماسك كتاب وصف مصر، وهو غالى بس فيه معلومات مهمة وضرورى نقراه».ويأتى المحاسب عنتر عثمان، ذو الـ45 عاماً من سوهاج، سنوياً، وسط عائلته وأبناء أخيه ليقضى أسبوعين بالقاهرة لحضور معرض الكتاب، لكن هذا العام كانت الزيارة مختلفة بالنسبة إليه، حيث يمكنه أخيراً اقتناء «وصف مصر»، وقال: «السعر مقبول بالنسبة لى، لأنى سألت عليها كتير، ومالقتش منه غير أجزاء، ودى بتشرح كل حاجة فى مصر من خلال 1700 عالم فى مجالات مختلفة».
على صعيد ذى صلة، خصّص المهندس هامى عبدالله، يوماً من زيارته للمعرض لشراء كتاب «شخصية مصر» للدكتور جمال حمدان، وأكد لـ«الوطن»، أن «المطلع على هذا الكتاب سيجد أن مؤلفه استوفى كل العناصر الأساسية لكتابة السيرة الذاتية لمصر، فجمع بين التاريخ والجغرافيا والعوامل الاجتماعية والاقتصاد والسياسة وتناولها جميعاً»، مؤكداً أن «الكتاب شرح كيف تم بناء مصر، والعادات، وطبيعة تصرف الشعب مع الجغرافيا، وبالتالى نبعت منها السياسة والمواقف التاريخية التى أثرت فيها، وأدت إلى تصوير صورة مجتمعية واضحة، والدكتور جمال حمدان كانت له رؤية ليست قاصرة على التأريخ فقط، وإنما تأريخ استراتيجى»، متابعاً: «لكل منطقة فى مصر قصة تاريخية ووضع جغرافى وسياسى»، مؤكداً أن التاريخ ليست له قيمة عندما ينفصل عن الجغرافيا، و«حمدان» يعتبر «الكورس» الأساسى فى كل كليات التخطيط العمرانى والهندسة، وكتبه مراجع لهم.