عمال «محطة مصر» لـ«الوطن»: «بندور على صاحبنا في الجثث»
جانب من حريق محطة مصر
في صمت شديد هرول شابان لإغلاق أحد منافذ بيع المشروبات على رصيف 6 بمحطة مصر، فيما تجمهر حولهم الكثيرون.
وبينما يحاول كبت دموعه، يقول "أ.م"، إنهم سيغلقون منفذ بيعهم ومصدر رزقهم وسيتحركون بحثًا عن زميلهم المفقود "أيمن"، مضيفا: "زميلنا اللي كان وقت الحادثة موجود، مش لاقيينه ومش عارفين مات ولا حصله ايه".
وتابع أن الحادثة لن تخلف فقط «خراب ديار» بسبب غلق مصدر رزقهم، وإنما أيضا من الممكن أن تخلف حالة وفاة لشاب في العشرينات ومقتبل العمر، لذلك سيبحثون عنه بين المستشفيات والجثث التي تم نقلها إليها.
وفي منفذ الأطعمة المجاور له، خيم الحزن على العاملين فيه، حيث يردد أحدهم «لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول ولا قوة الا بالله»، ويقول "م.ك" إنه فوجئ أثناء وجوده داخل المنفذ بصوت الجرار الشديد نظرًا لسرعته قبل اصطدامه ليفاجئ بقدومه مشتعلًا قبل الارتطام بالجدار وعامود الكهرباء ليزداد الأمر سوءً بالماس الكهربي.
«فجأة سمعنا واحدة بتصرخ ابعدوا ابعدوا هنموت، طلعنا نجري لقينا المنظر كده».. بهذه الكلمات وصف العامل لحظات الواقعة التي تسنى له رؤيتها، مضيفا أنه ساهم في نقل المصابين لداخل الكافتريات بالمحطة التي تحولت لمنطقة أشبه بالمستشفى بتراكم الجثث والمصابين فيها.
وأضاف أن الحادث سيؤثر سلبا أيضا على عمله بسبب إلغاء الرحلات والتي لن تمكنه من قريته كالمعتاد.
ونشب حريق هائل داخل محطة مصر، إثر اصطدام أحد جرارات القطارات بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 بعد خروجه عن القضبان، ما أدى إلى انفجار «تنك البنزين»، وأسفر عن اشتعال النيران في الجرار والعربة الأولى والثانية بالقطار.
وأخلت قوات الأمن المحطة من الركاب ومنعت الدخول إليها، وقررت السكك الحديدية إيقاف حركة القطارات بمحطة مصر، وذلك تزامنًا مع وصول نحو 20 سيارة مطافئ للسيطرة على الحريق، الذي أسفر عن وقوع عدد من الوفيات والإصابات فضلًا عن تفحم عدد من الجثث.
ووجه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، بتوفير أقصى مستويات الرعاية للمصابين، والوقوف على الأسباب الرئيسية للحادث، فيما وصل هشام عرفات وزير النقل، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة إلى محطة سكك حديد مصر لتفقد موقع الحريق، كما انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان الحريق لإجراء معاينة تصويرية و مناقشة عدد من شهود العيان وتفريغ الكاميرات.