«السيسى»: فرص مثمرة للتعاون مع ألبانيا فى مجالات السياحة والطاقة
الرئيس السيسى خلال لقائه رئيس ألبانيا اليوم
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن مباحثاته مع رئيس ألبانيا بقصر الاتحادية اليوم، شهدت نقاشات مثمرة حول أفضل السُّبل لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يتناسب مع عمقها التاريخى، وتم الاتفاق على أهمية عقد اللجنة المشتركة برئاسة وزيرىْ خارجية البلدين كآلية أساسية لبحث مجالات التعاون وتعزيز التنسيق المشترك داخل المنظمات الإقليمية والدولية، وإزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أكدنا أهمية البُعد الشعبى فى تلك العلاقات، وهو ما سيترسّخ بالإعلان عن تشكيل جمعية الصداقة البرلمانية بين مصر وألبانيا.
الرئيس يعقد مباحثات مع نظيره الألبانى.. ويؤكد: تناولنا أوجه التعاون الاقتصادى والتنسيق فى مجال مكافحة الإرهاب
وأضاف الرئيس فى كلمته، خلال المؤتمر الصحفى مع نظيره الألبانى: «تناولنا أوجه التعاون الاقتصادى وكيفية العمل على زيادة التبادل التجارى، الذى لا يتناسب مع طبيعة وأهمية العلاقات السياسية بين مصر وألبانيا، واتفقنا على أهمية العمل على الانتهاء من إجراءات تشكيل مجلس الأعمال المصرى - الألبانى المشترك، ليُمثل ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات».
وشهدت المناقشات استعراض فرص التعاون المثمرة فى مجال السياحة، والتنسيق فى مجال الطاقة والغاز الطبيعى، لا سيما فى ضوء الدور الذى تضطلع به مصر كمركز إقليمى فى مجال الطاقة، وكذلك بالنظر إلى موقع ألبانيا الاستراتيجى المهم كإحدى دول عبور الغاز إلى جنوب أوروبا.
«السيسى»: الاتفاق على أهمية عقد اللجنة المشتركة برئاسة وزيرىْ خارجية البلدين.. وتشكيل «جمعية الصداقة البرلمانية»
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إنه لمن دواعى سرورى أن أرحب بالرئيس «إيلير ميتا»، أخاً عزيزاً وضيفاً كريماً على أرض مصر، فى زيارة تُعد هى الأولى فى تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأن أعرب عن تطلعى لأن تمثل هذه الزيارة نقطة انطلاق لتعزيز العلاقات الثنائية فى مختلف المجالات. كما أودّ أن أؤكد فى هذه المناسبة اعتزازى بما يجمع بين مصر وألبانيا من روابط تاريخية وثقافية عميقة، وقواسم مشتركة بين شعبينا، تمثل أساساً مهماً للارتقاء بمستوى العلاقات على جميع الأصعدة، والانطلاق بها إلى آفاق أوسع فى شتى المجالات.
وأضاف «السيسى» أن لقاءه مع رئيس ألبانيا فرصة مهمة لتبادل الرؤى إزاء التطورات المتلاحقة فى منطقتى الشرق الأوسط والبلقان، لا سيما مع ما تفرضه هذه التطورات من تحديات متصاعدة يتعين علينا أن نتعامل معها فى إطار من التعاون والتنسيق المشترك والحرص على أمن واستقرار المنطقتين. وقد تم التطرّق إلى العديد من النقاط المهمة والبنّاءة، خاصة ما يتعلق بالتنسيق فى مجال مكافحة الإرهاب، وسُبل توطيد العلاقات بين مؤسسة الأزهر الشريف والشعب والمؤسسات الألبانية، فى ظل ما يجمع البلدين من حرص، للحفاظ على قيم التسامح الدينى وخطاب الإسلام المعتدل.
وأضاف: «أود أن أعرب للرئيس الألبانى عن ترحيبنا بزيادة التعاون والتنسيق مع دولة ألبانيا فى الفترة المقبلة، لا سيما خلال رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقى، بما يُحقّق مصالح بلدينا والقارتين الأفريقية والأوروبية، ولا يفوتنى فى هذه المناسبة أن أعرب للرئيس «ميتا» عن خالص تهنئتى وسعادتى لقرب تولى ألبانيا رئاسة منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا العام المقبل، الأمر الذى يعكس أهمية الدور الذى تضطلع به داخل محيطها الإقليمى».
ووجّه الرئيس الألبانى إلير ميتا، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على دعوته لزيارة مصر، مقدّماً التعازى فى ضحايا حادث قطار محطة مصر، ومتمنياً الشفاء للمصابين.
رئيس ألبانيا يشيد بكلمة الرئيس فى مؤتمر ميونيخ للأمن: أعاد مصر إلى استقرارها وتقدّمها.. و«ميتا» يزور قلعة صلاح الدين ومتحف الشرطة
وأشاد الرئيس الألبانى بكلمة الرئيس السيسى فى مؤتمر ميونيخ للأمن الذى عُقد قبل أيام، مؤكداً أن جميع القادة تابعوا عودة مصر برئاسة «السيسى» مرة أخرى إلى استقرارها وتقدمها.
وشدد رئيس ألبانيا على أن العلاقات مع مصر تاريخية، ولدينا روابط ومصالح مشتركة، مؤكداً أنه ناقش مع الرئيس السيسى تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى، كما تمت مناقشة القوانين فى هذا الشأن، التى ستُسهم فى التعاون الاقتصادى المتبادَل.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن المباحثات بين الجانبين شهدت استعراضاً لسُبل تعزيز التعاون الثنائى، ودفع مسار التعاون الاقتصادى، وفقاً للاتفاق المبرم بين البلدين عام 1993.
كما رحّب الرئيسان بقُرب الإعلان عن إطلاق جمعية الصداقة البرلمانية المصرية - الألبانية، مشيرين فى هذا الصدد إلى أهمية تلك الخطوة فى تعزيز التواصل بين الشعبين وتحقيق التقارب بينهما.
وقد حرص الرئيس خلال المباحثات على استعراض التطورات الإيجابية التى يشهدها الاقتصاد المصرى، موجّهاً الدعوة إلى الجانب الألبانى للاستفادة من الفرص الاستثمارية التى توفرها المشروعات القومية الجارى تنفيذها، والمزايا الممنوحة للاستثمار فى المناطق الصناعية الجديدة فى مصر، لا سيما المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما تتيحه من إمكانية تصدير المنتجات إلى أسواق خارجية تتمتع فيها مصر بإعفاءات للتجارة الحرة فى العالم العربى والقارة الأفريقية.
وأضاف السفير بسام راضى أن الرئيس استعرض النجاحات التى حققتها مصر فى وقف تدفّقات الهجرة غير الشرعية عبر المتوسّط، والجهود المبذولة فى مكافحة الإرهاب، كما أعرب الرئيس عن استعداد مصر لتعزيز ودفع التعاون القائم بين الأزهر الشريف وألبانيا لتدريب الأئمة والدعاة وتعليم اللغة العربية، ونشر قواعد الدين السليم.
وقد أعرب الرئيس الألبانى عن تثمينه الجهود المصرية فى مجالى الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرّف، مؤكداً الحرص على تكثيف التعاون مع مصر فى هذا الإطار، ومع مؤسسة الأزهر التى تُعد منارة للإسلام الوسطى وحائط صد فى مواجهة تيارات الفكر المتطرّف، مشيراً إلى حضور مصر القوى حالياً على الساحة السياسية الدولية بقيادة الرئيس، لتؤكد مكانتها الرائدة فى منطقة الشرق الأوسط.
وزار إلير ميتا، رئيس ألبانيا، والوفد المرافق له، مساء اليوم، قلعة صلاح الدين الأيوبى، على هامش زيارته إلى مصر، وكان فى استقباله الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.
وقال «مصطفى» إن الزيارة بدأت من مسجد الناصر محمد بن قلاوون، الذى يمثل طرازاً معمارياً فريداً للعمارة المملوكية، إذ أبدى الرئيس والوفد المرافق له انبهارهم من الحالة الروحانية التى انتابتهم، بمجرد وقوفهم فى وسط صحن المسجد.
ثم انتقل الرئيس والوفد إلى بانوراما القلعة، ومنها إلى متحف الشرطة وجامع محمد على؛ وسط شرح حول تطور فن العمارة بالقلعة من كونها عمارة لقلعة حربية أنشأها صلاح الدين إلى مقر لحكم مصر حتى عصر الخديو إسماعيل.
وانتهت الجولة بزيارة قبر محمد على، واستماع الرئيس والوفد المرافق له إلى بعض التواشيح الدينية من الشيخ سعيد الرفاعى.