بين خوف ورهبة.. كاتب مسلم يتساءل عن الإجراءات المتبعة لحمايتهم
جانب من محيط الهجوم
نشر موقع "ذا سبين أوف" النيوزيلندي، اليوم، مقالا لكاتب مسلم يُدعى سهيل دين، تناول فيه الهجوم الإرهابي على المسجدين في مدينة "كريست تشيرش" النيوزيلندية، حيث قال إن الشعور بالدمار والاشمئزاز ينتشر اليوم في المجتمع المسلم بنيوزيلندا، وهو الشعور نفسه الذي يعترم أنفس جميع النيوزيلنديين، في مواجهة تأثير أحد أكبر الهجمات المروعة في تاريخ البلاد.
وتسأل الكاتب: "لطالما فحصنا مجتمعاتنا ومساجدنا بشدة بحثاً عن علامات التطرف، لكن سؤالي هنا كمسلم نيوزيلندي، ما الذي وضع لحمايتنا من الإرهابيين؟"، مضيفا: "يركز الكثيرون بشكل مفهوم على العوامل الرئيسية للمأساة: عدد الأرواح المفقودة وتفاصيل الهجوم. لكن ما يزعجني هو العوامل التي تتجاوز تلك الحسابات".
وتابع الكاتب: "جنازات المسلمين تحدث عادة خلال 24 إلى 48 ساعة من بعد الوفاة، لكن نيوزيلندا لا تملك الأشخاص أو الموارد الكافية لتنفيذ عمليات الدفن عندما يتعلق الأمر بأكثر من متوفٍ في يوم واحد، ومع توقف العديد من الرحلات الجوية، بالإضافة إلى المهمة الصعبة المتمثلة في إبلاغ الأحباء، فإن التفكير في العملية الخاصة بمجتمع صغير لتنظيم خدمة جنازة مناسبة في ظل القيود والإجهاد والصدمات أمر محزن".
ويقول سهيل: "كوننا مسلمين، فقد اعتدنا على رؤية المساجد باعتبارها المكان الأكثر أمانًا للذهاب إليه، حيث تكون المخاوف صفر فلا توجد شكوك حول حدوث خطأ أو حادث مروع عندما تكون في المسجد بجانب إخوتك الملسمين تؤدي الصلاة"، مضيفًا: "كان هناك أشخاص ينتظرون عودة أفراد عائلاتهم، وسيظل الكثيرون بحاجة إلى معرفة مصير أحبائهم. لقد كان من بين المصلين كبار السن والأطفال والمراهقين والمهاجرين واللاجئين والمتحولين حديثًا، في حين أدار الإرهابي سلاحه علينا بناء على ديناتنا وحدها".
وقال "دين" إن هناك مفارقة رهيبة في الأمر، هي حقيقة أن الكثير من المسلمين، بما في ذلك أولئلك الذين قتلوا، قد انتقلوا إلى نيوزيلندا بسبب اعتقادهم بأنها "الملاذ الآمن"، لكن من الصعب فهم كارثة مقتل 49 شخصًا، عندما تفكر في حجم المجتمعات المسلمة الصغيرة.
وأضاف سهيل دين: "لقد قمنا بحماية أنفسنا من الإرهابيين المسلمين، ولكن كمسلم، سؤالي هو: ما الذي وضع لحماية مسلمي نيوزيلندا من الإرهابيين؟ الحياة في نيوزيلندا لن تكون هي نفسها بالنسبة لنا. كل ما يمكنني قوله لزملائي المسلمين الآخرين، هو أن نصلي من أجل أولئك الذين أصابهم الأذى، ونصلي من أجل سلامة أمتنا، ونصلي من أجل جميع النيوزيلنديين الذين دعمونا في مثل هذه الأوقات".
وشهدت مدينة كرايستشيرش هجوما إرهابيا، أُطلق خلاله النار على رواد مسجدين، الأول في شارع دينز، والثاني في شارع لينوود، خلَّف 50 شهيدا، ونحو 47 مصابا.
وقال مفوض الشرطة النيوزيلندية مايك بوش، إنهم ضبطوا 4 أشخاص من منفذي الهجوم الإرهابي، مشيرا إلى أن الحادث متطور، ويحاولون كشف ملابساته.
وأكد أنهم عثروا على عبوات ناسفة بعد الهجوم على المصلين داخل المسجد، وتمكنوا من نزع فتيل عدد من الأجهزة المتفجرة المرتجلة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت جون موريسون، أن منفذ الهجوم في نيوزيلندا، إرهابي أسترالي يميني متطرف، حسبما أفادت قناة "العربية".
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" منفذ الهجوم المسلح، والذي يحمل الجنسية الأسترالية، بأنه إرهابي من "اليمين المتطرف".
وقال مفوض الشرطة في المدينة، مايك بوش، إن رجلين آخرين وامرأة، احتجزوا، كما صودرت أسلحة نارية في مكان قريب من الحادث.
وأشار إلى أن أحد المحتجزين أُطلق سراحه فيما بعد، بينما كان الضباط يحققون فيما إذا كان الاثنين الآخرين على صلة بالحادث.
وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة، ووضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.
وأعلن موقع فيس بوك، إنه أزال حسابات المسلح على فيس بوك وإنستجرام، ويعمل على إزالة أي نسخ من اللقطات الدموية التي تم بثها عن الحادث.
ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، الهجمات، بأنها أعمال إرهابية مخططة جيدا، وقال إن نيوزيلندا عانت من أحلك أيامها، فالجناة يؤمنون بآراء متطرفة "لا مكان لها على الإطلاق في نيوزيلندا، وفي الواقع ليس لها مكان في العالم".