21 إبريل.. إرهاصات "صفقة القرن" أمام اجتماع عربي طارئ في القاهرة
الجامعة العربية - ارشيفية
أعلن سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير دياب اللوح، عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، بحضور الرئيس محمود عباس، الأحد المقبل.
وقال السفير دياب اللوح، في بيان للسفارة الفلسطينية بالقاهرة، اليوم، إن الاجتماع بناءً على طلب دولة فلسطين، مؤكداً أن الرئيس سيضع الوزراء العرب في صورة التطورات الأخيرة للأوضاع في الأراضي المحتلة.
وبدوره أوضح السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية، في تصريح له اليوم، أنه تقرر عقد الاجتماع يوم 21 إبريل، حيث سيشارك فيه الرئيس محمود عباس، لإطلاع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، على رؤيته، وتقييمه للوضع الخاص بالقضية الفلسطينية.
وأضاف أن "أبو مازن" سيطلع الوزراء كذلك على آخر التطورات فى ظل الأحداث الأخيرة ونتائج الانتخابات الإسرائيلية، وكل الأمور التي جرت في الفترة الماضية، مشيرا إلى أن هناك موافقة عربية على عقد الاجتماع.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن الاجتماع سيتطرق لبحث آخر مستجدات وتطورات الأوضاع المتعلقة بالقضية الفلسطينية "سياسيا، وماليا، وإعلاميا"، خاصة في ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وإجراءات الاحتلال المتواصلة ضد الشعب والاقتصاد الفلسطيني.
ومن جهته، قال السفير بركات الفرا، مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية سابقا، لـ"الوطن"، إن الاجتماع الوزاري العربي الطارئ سيناقش المستجدات الفلسطينية في ضوء ما نجده من إرهاصات ما بات يُعرف بـ"صفقة القرن"، والتي لا تقتصر فقط على القضية الفلسطينية، بل تشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
واستطرد "الفرا": "السلطة الوطنية الفلسطينية تواجه الآن أزمة مالية حادة، وهناك قرار أُخذ في قمة تونس نهاية مارس الماضي لتوفير شبكة أمان بـ100 مليون دولار شهريا لها، وهذا قرار متعاقب في كل القمم، ولم ينفذ إلا من خلال بعض الدول، ومن بينها السعودية".
وواصل: "وهذا أمر مهم جدا لأنه في ظل عدم التزام إسرائيل بسداد المستحقات المالية الفلسطينية من الضرائب وغيرها، وفي ظل قطع المساعدات الأمريكية، تجد الحكومة الفلسطينية نفسها في مواجهة صعوبات بالغة، أبرزها عدم دفع مرتبات الموظفين والإنفاق على التعليم والصحة والكهرباء والمياه، خاصة أن الولايات المتحدة أوقفت جميع المساعدات التي كانت تقدر بما بين 700 إلى 750 مليون دولار سنويا".
وأكمل حديثه: "وكانت تلك الأموال تُدفع لبعض المؤسسات في القدس والمقاصد الخيرية والمستشفيات والمساعدات لبعض المشروعات الاقتصادية والجمعيات الخيرية والسلطة الوطنية الفلسطينية، فأصبح صعبا على السلطة الفلسطينية أن تتلافى هذا العجز، وهذا موضوع حيوي، ولا بد أن تفي الدول العربية الشقيقة، وعلى الأقل المقتدرة، بالتزاماتها".
ولفت الدبلوماسي الفلسطيني السابق، إلى أهمية مشاركة الرئيس الفلسطيني في هذا الاجتماع، حيث: "سيتم وضع وزراء الخارجية في آخر التطورات، لأن اليمين المتطرف الإسرائيلي سيظل يحكم، ومن ثم لا جديد في السياسة الإسرائيلية إن لم يكن مزيدا من تكريسها، ما يؤدي إلى عدم وجود سقف محدد بشأن عملية السلام في ظل دعم أمريكي لا محدود للاحتلال".
وواصل: "والخطوات التي نلمسها تحت مسمى صفقة القرن، والإجراءات غير الشرعية الأمريكية من قبيل الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وأكثر من حزب تابع لليكود الآن تطالب بأن يجعل المستوطنات غير الشرعية وغير القانونية في الضفة الغربية تابعة للسيادة الإسرائيلية تمهيدا لجعل الضفة الغربية كلها كذلك".
واختتم حديثه: "وبالتالي لا بد أن يكون هناك موقف عربي موحد من هذه المخاطر كلها، لأن ترك الأمور هكذا سيجر الويلات على المنطقة، ويجب أن نكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فنحن نتفنن في كيف نشجب وكيف ندين، ونستخدم العبارات الرنانة والطنانة ولكن على الأرض، صفر".
فيما كشف المحلل السياسي الأمريكي دانيال بايبس، عن أن صفقة القرن تمكن الدولة الفلسطينية من منطقتي "أ" و"ب" في الضفة الغربية، وأجزاء من المنطقة "ج" فقط، وتعطيها عاصمة قرب القدس، وليس فيها.
وقال "بايبس" الذي يشغل منصب رئيس منتدى الشرق الأوسط، في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن تايمز"، إن الخطوط العريضة لخطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برزت بشكل ملحوظ، رغم أن ترامب وحفنة من مساعديه فقط من يعرفون تفاصيلها الدقيقة، حسبما ذكرت قناة "روسيا اليوم" مساء أمس.
وكشفت تصريحات الإدارة الأمريكية عن دعمها لأي خطوة إسرائيلية متهورة قد تتعلق بالضفة الغربية.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن حديث بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال حول فرض السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية، لن يؤذي خطة واشنطن المنتظرة للسلام.
وفي حديث لقناة "سي إن إن" قال: "أعتقد أن الرؤية التي سنعرضها ستختلف كثيرا عن النموذج المتبع سابقا.. كانت لدينا أفكار عديدة لمدة 40 عاما، ولم تحقق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين... فكرتنا هي عرض رؤية تضم أفكارا جديدة مختلفة ومتميزة، وتحاول إعادة تأطير وحل مشكلة كانت مستعصية".
وسبق أن تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي حول الضفة الغربية المحتلة، خلال الأيام السابقة للانتخابات، وقال "نتنياهو" إنه ينوي فرض القانون الإسرائيلي على جميع المستوطنات بالتدريج، ويأمل أن يتمكن من فعل ذلك بموافقة الولايات المتحدة.
وتعهد نتنياهو بالحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الضفة الغربية وجعل الحكم الإسرائيلي على أكثر من 40 ألف يهودي في المستوطنات، رسميا، على ألا يقتصر ذلك على الكتل الاستيطانية الكبرى، بل وينطبق على المستوطنات المعزولة أيضا.
وفي وقت سابق وعد البيت الأبيض بإعلان خطته للسلا، بعد الانتخابات في إسرائيل، التي جرت الأسبوع الماضي، بحسب "روسيا اليوم".
وهنأت الولايات المتحدة، الحكومة الفلسطينية الجديدة التي شكلها رئيس الوزراء محمد أشتية دون مشاركة حماس، حيث عبرت عن أملها في إمكانية العمل المشترك من أجل إحلال السلام.
وغرَّد جيسون جرينبلات، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام بالشرق الأوسط، عبر "تويتر": "تهانينا لحكومة السلطة الفلسطينية الجديدة... ومن خلال خبرة أعضائها، نأمل في أن نتمكن من العمل معا لإحلال السلام، وتحسين حياة الفلسطينيين، لقد حان الوقت لفتح فصل جديد".