اختلاف ديانة أرملة طه حسين حرم الأحفاد من الميراث
سوزان بريسو
«سوزان بريسو»، زوجة عميد الأدب العربى طه حسين، واحدة ممن آلت ثرواتهم إلى الدولة المصرية، نظراً لاختلاف ديانتها عن أبنائها، فهى من مواليد عام 1895، فرنسية الأصل تنتمى لأسرة كاثوليكية، التقت بعميد الأدب العربى فى باريس، حين كان يدرس هناك، فجذبتها فراسته ومهارته وعقليته وقدرته على التحليل والنقد، وكان ذلك بداية لنقلة جديدة فى حياتها، لتبدأ رحلتها من الغرب إلى الشرق مع زوج كفيف، كانت هى عينيه اللتين يرى بهما، وروحه التى تشعره بالأمان، وفرحته التى حكى عنها فى كل مكان، وظلت «بريسو» إلى جوار «طه» حتى رحل عن دنيانا عام 1973، واستمر حبها له حتى بعد رحيله لتتشبث بالمكان، الذى عاشا فيه معاً.
قدمت أسرة طه حسين نموذجاً فريداً فى احترام القانون المصرى، فعقب وفاة السيدة سوزان بريسو أبلغ الدكتور محمد حسن الزيات، وزير الخارجية السابق وزوج ابنتهما، عن تركتها البسيطة، وسلمها للإدارة العامة للتركات، وذلك وفقاً للقانون 71 لسنة 1962، الذى ينص على أن اختلاف الديانة بين المتوفى وبين أبنائه أو أحد الزوجين يمنع الإرث.
زوج ابنتها سلم ميراثها للدولة وحفيدتها: لم نحصل على حقوق جدنا من الثقافة
تقول سوسن محمد حسن الزيات، حفيدة عميد الأدب العربى، إن جدتها كانت عاشقة لمصر، لدرجة أنها رفضت السفر إلى ابنها مؤنس خارج البلاد، عقب وفاة زوجها، مفضلة البقاء فى منزلهما بمنطقة الهرم، ولفتت «سوسن» إلى أن جدتها أوصت بأن تدفن فى أرض مصر بعد وفاتها، وهو ما تم بالفعل، إذ يرقد جثمانها فى مقابر مخصصة للمسيحيين منذ رحيلها، وأشارت سوسن إلى أن والدها كان هو المسئول عن مثل تلك الأمور القانونية فى الأسرة، ولفتت إلى أن التركة كانت بسيطة جداً، إذ كانت تقتصر على سيارة خاصة وبعض المنقولات الذهبية. والغريب فى الأمر أن الأسرة الأكثر التزاماً بتنفيذ أحكام القانون، لم تتمكن من الحصول على حقوقها المادية كاملة من الدولة، فحسبما قالت: «لم نحصل على كافة حقوقنا المادية منذ التسعينات من وزارة الثقافة، فبعد أن حصلت الوزارة على منزل جدنا عميد الأدب العربى، تبقى لنا مبلغ مالى قدر بنحو 100 ألف جنيه وقتها، ولكننا لم نتمكن من صرفه لأسباب لا نعلمها».