رئيس «مكافحة الإرهاب» بتونس: الأراضى الليبية الملاذ الأول للمقاتلين بعد فشل تمركزهم فى «سيناء»
بن نصر
قال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب فى تونس، العميد مختار بن نصر، إن الجماعات الإرهابية، والعناصر الأجنبية المنضمة لها، تسعى إلى الانتقال إلى ليبيا، بعد تضييق الخناق عليها فى سوريا، مضيفاً فى حوار لـ«الوطن»، أن هذه المجموعات كانت ترى فى «سيناء» ملاذاً آمناً، لكنها فوجئت بيقظة الجيش المصرى والمؤسسة الأمنية المصرية.. إلى نص الحوار.
كيف ترى عملية نقل المقاتلين إلى ليبيا؟
- بالفعل عندما ضاق الخناق على المجموعات الإرهابية فى الشرق، أصدرت قيادات هذه المجموعات تعليماتها بأن يدافع كل منهم عن مكانه ومن لم يستطع فعليه الانتقال إلى أماكن أخرى. ونحن سمعنا فى الأسابيع الماضية، عن إنشاء إمارة إرهابية فى آسيا بالتحديد فى «كشمير» بين الهند وباكستان، وثمة حديث عن إمارة أخرى فى الكونغو أيضاً، هذه المجموعات فى الوقت الحالى تبحث عن ملاذات آمنة.
أى الدول يمكن اعتبارها آمنة أمام هذه العناصر؟
- التفكير كان فى البداية أن يتوجه هؤلاء المقاتلون الأجانب إلى سيناء، لكن مع يقظة الجيش المصرى ومؤسسات الأمن المصرى، أحجم هؤلاء عن البقاء فى «سيناء»، ومن بقوا منهم يتعرضون لملاحقات وحملات يومية، فالجيش المصرى يحكم قبضته عليهم اليوم تلو الآخر، وبالتالى لم تعد «سيناء» بالنسبة لهم مكاناً آمناً.
وما بدائل سيناء أمامهم؟
- بدأوا التفكير فى التوجه إلى أماكن أخرى مثل ليبيا، فى ظل وجود مجموعات متطرفة هناك تحتضنهم وتستفيد منهم فى الصراعات القائمة، أيضاً هناك تفكير فى التوجه إلى مناطق أفريقية، جنوب الصحراء، مثل مالى ونيجيريا والنيجر، ولاحظنا منذ نحو 8 أشهر أن أمريكا تحركت عسكرياً فى أفريقيا لمواكبة تحركات هذه العناصر الإرهابية، وهذه التحركات تدل على أن المعارك المقبلة مع التنظيمات الإرهابية، ربما تكون فى أفريقيا.
"بن نصر": نقل العناصر الإرهابية لشمال أفريقيا خطر على أوروبا
إلى أى مدى تمثل ليبيا ملاذاً آمناً لهذه المجموعات؟
- الآن ليبيا تعتبر الملاذ الآمن الأول للمقاتلين الأجانب، نظراً للفراغ الأمنى الذى يسيطر على مناطق واسعة من البلاد، مع عدم قدرة السلطة الحاكمة على فرض قوتها على كامل حدود البلد، بالإضافة إلى الانقسام والصراع الحالى بين القيادات، كما أن هناك عدداً كبيراً من الميليشيات تتمسك بسلاحها، وهذا خطر على الدولة الليبية، وكل هذه الأسباب تجعل من ليبيا مطمعاً للجماعات الإرهابية، تسعى للتمركز فيها، وربما إن هزمت تفكر فى الانتقال إلى دول أخرى مثل النيجر ومالى.
نحتاج إلى مواجهة شاملة تبدأ من التضييق على التمويل والسيطرة على الحدود
وكيف يمكن مواجهة هذا الخطر؟
- هذا يتطلب أن تكون المواجهة شاملة، وليست مسئولية دول بعينها، وعلى الجميع أن يكونوا صفاً واحداً للتصدى لهذه الظاهرة، أولاً من حيث منع التمويلات، وأيضاً منع الصفقات المريبة مثل بيع تنظيم «داعش» الإرهابى للنفط مقابل السلاح، ولا بد أن تضع تونس والجزائر والمغرب ومصر استراتيجيات مشتركة لخنق هذه الظاهرة ووقف التمويلات التى تتلقاها، وعمليات التهريب، التى تتم عبر الحدود.