تعددت الحكومات ومشاكل الفلاح واحدة
بين حقول الكرنب ودقات الفأس على الأرض يسير أحمد سيد على مهل، حارثاً أرضه استعداداً لإلقاء البذور فيها، الرجل الخمسينى ما يلبث أن يستيقظ من نومه فى قرية المعتمدية فى الفجر حتى ينزل إلى أرضه لأكثر من ساعتين يطمئن على المحصول، ثم يعود إلى بيته من أجل الاستعداد للذهاب إلى عمله فى مجلس الشورى، يمتلك مقاليد الأرض، ويعمل فى القطاع الحكومى، يتذكر مشهد الرئيس المخلوع مبارك وهو يرشف الشاى مع أحد الفلاحين، وتصريحات المعزول محمد مرسى وقت أن كان مرشحاً: «أتعهد بإسقاط ديون الفلاحين وإعادة زراعة القطن طويل التيلة وشرائه من الفلاح بالسعر العالمى وعودة مغازل القطن طويل التيلة للعمل»، وأخيراً وليس آخراً تصريحات الحكومة الجديدة برئاسة د. حازم الببلاوى بأنهم سيدعمون الفلاح، لكنه يرى أن كل ذلك «أوهام».
«شوال السماد بـ150 جنيه فى السوق السودا ومش بنلاقيه فى الجمعيات الزراعية»، قالها الأب لثلاثة أولاد، مؤكداً أن زمن التصدير ولى، والدليل على ذلك إصابة الفلاحين بالملل، وهو ما جعلهم يبيعون أراضيهم أو يبنون عليها، وهو ما دفع الحكومة للاستيراد، رغم المساحات الشاسعة والأراضى المزروعة التى تقدر بـ3.7 مليون فدان وفقاً لبيانات البنك الدولى عام 2011. «لو عاوزين نصدر ونرجع زى زمان لازم نحل جميع مشاكل الفلاح»، كلمات يُشدد عليها د. محمد الشيخ، عميد كلية الزراعة جامعة أسيوط، مشيراً إلى إصابة أكثر من 43% من الفلاحين بالتسمم والأضرار جرّاء استخدام المبيدات، موضحاً أن مكسب الفلاح تضاءل بسبب عدم توافر السماد، علاوة على ارتفاع فوائد بنك الائتمان الزراعى، وعدم إقبال الفلاح عليه، يؤكد «الشيخ» أن الأزمة تكمن فى الدولة التى تحاول «مماينة وكسب الفلاح» بشتى الطرق، دون العمل على أرض الواقع، عميد كلية الزراعة بجامعة أسيوط، يشير إلى أننا سنظل نستورد ما دامت الدولة لا تقوم بدورها حتى فى تسويق منتجات الفلاح.