نوال تأتي لتوزع دقات الطبول مرة في السنة: "بسترزق على حس أبي العباس"
نوال الزيات
بالطبول الملونة، وأحجامها المختلفة، تفترش نوال الزيات، الرصيف المقابل لواجهة مسجد المرسي أبو العباس، وتبقى نحو ليلتين، تنادي على المحتفلين بذكرى مولده، من الكبار وبالتحديد الأطفال الصغار، بصوت ناعم، تعرض بضاعتها المبهجة، وهي توزع دقات الطبول بوجه مبتسم تردد الأذكار، وتتبرك باحتفالات إقامة المولد، لعل وعسى تبيع واحدة تلو الأخرى، وينتعش سوقها.
وتقول "نوال"، البالغة 55 عامًا، إنها تأتي لمرة واحدة في السنة لتبقى على تلك الوتيرة نحو 48 ساعة، وهي مدة إقامة احتفالات مولد المرسي أبي العباس بساحة المسجد، حين تقام طقوس التغني وترديد الأدعية والأذكار، حيث تصطحب نجلها الأوسط، لتحمل بضاعها من بيع الطبول والأواني الفخارية، والخشبية، وبيعها للمترددين إلى أهالي منطقة بحري بحي الجمرك في الإسكندرية، وخاصة للذين يأتون خصيصًا من محافظات بعيدة.
وتضيف "نوال"، لـ"الوطن"، أنها تقصد الزائرين والمحتفلين ببيع الطبول لنشر البهجة بين الأطفال تحديدًا، وتردف: "أنا قعدت إمبارح لما بدأ الاحتفال وموجودة النهارده كمان، وأنا بسترزق على حس سيدي المرسي أبو العباس، ودي عادة نادراها من 20 سنة"، إذ يتراوح سعر الطبلة الخشبية بين 5: 20 جنيها، وسعر الإناء الخشبي بين 25: 50 جنيها.
وتوضح "نوال" أنها تلجأ إلى تلك الحيلة في الاسترزاق، لمساعدة زوجها في توفير التفقات، وأسرتها المكونة من 4 أبناء، وتقول: "إحنا أسرة على باب الله، وزوجي بيعمل في نفس المهنة ولكن بمنطقة السيوف"، موضحة أنها تقطع مسافة طويلة لتأتي إلى جامع المرسي أبو العباس".