«مقاتلون وطهاة وحمالون».. هكذا يستغل الإرهابيون أطفال المعارك
أطفال داعش
ما بين حمالين وسعاة وطهاة وأيضاً مقاتلين، يتم تجنيد آلاف الأطفال فى الجماعات المسلحة والمتمردة، وفى بعض الأحيان لأغراض جنسية أو للزواج القسرى، ووفقاً لمنظمة «يونيسيف» التابعة للأمم المتحدة، يتم تجنيد العديد من الفتيات والفتيان قسراً، رغم أن البعض ينضمون نتيجة لضغوط اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية، لافتة إلى أن ظروف النزوح والفقر تؤدى إلى أن يصبح الأطفال أكثر عرضة للتجنيد.
إطلاق سراح أكثر من 100 ألف طفل وإعادة دمجهم فى مجتمعاتهم منذ 1998
وفقاً للمنظمة التى تعمل على إطلاق سراح الأطفال من الجماعات المسلحة، فإن الأطفال المرتبطين بالجماعات المسلحة يتعرضون لعنف هائل ويضطرون غالباً لمشاهدة وارتكاب أعمال العنف ويتعرضون للإيذاء أو الاستغلال أو الإصابة أو حتى القتل، ويحرمهم هذا الوضع من حقوقهم، ويصاحبه غالباً عواقب جسدية ونفسية قاسية.
تقول المنظمة إنه تم إطلاق سراح أكثر من 100 ألف طفل وأعيد دمجهم فى مجتمعاتهم المحلية منذ عام 1998 فى أكثر من 15 بلداً متأثراً بالنزاعات المسلحة، لافتة إلى أنه فى عام 2010 دعمت اليونيسيف إعادة دمج نحو 11400 طفل كانوا مرتبطين سابقاً مع قوات وجماعات مسلحة، فضلاً عن 28000 من الأطفال الضعفاء الآخرين المتضررين من الصراعات.
تنظيم «داعش» الإرهابى الذى انطلق من سوريا والعراق يعد أبرز التنظيمات التى استخدمت الأطفال بعد تجنيدها، حيث ذكر مرصد الأزهر فى دراسة له عدداً من الاستراتيجيات التى يستخدمها التنظيم فى استقطاب الأطفال، بداية من الإغراء المادى ومروراً بالتأثير العاطفى وحتى توظيفه لوسائل الترفيه والتطبيقات والألعاب ووسائل التواصل الاجتماعى، ولفت المصدر إلى أن الجماعات الإرهابية استحدثت فكرة استخدام الأطفال فى صفوفها لتحقيق أهدافها وتأمين مستقبلها، كما أكد أن التنظيم الإرهابى يقوم بتدريب الأطفال لتنفيذ أحكام الإعدام ضد الآخرين، إرهاباً للأعداء وتربيةً أطفال التنظيم ومستقبله الذى يضمن له البقاء والتمدد حتى استطاع ذلك التنظيم تكوين جيش من «المسوخ الصغيرة» أطلق عليهم «أشبال الخلافة».
وبعد سقوط التنظيم الإرهابى وخسارته لأغلب المناطق التى كان يسيطر عليها فى العراق وسوريا، ومع تزايد المخاوف من عودة هؤلاء الأطفال الذين تشربوا الفكر المنحرف، وتلقوا تدريبات عسكرية جعلتهم قادرين على تنفيذ عمليات إجرامية، أصبحت حاجة الدول ماسّة إلى وضع استراتيجيات للتعامل مع العائدين منهم حتى لا يصبحوا خلايا نائمة فى بلادهم تنشط فى وقت ما وتتسبب فى إلحاق الضرر ببلادهم.