ضحايا أعمال العنف الأخيرة في إثيوبيا قلقون على المستقبل
مظاهرات إثيوبيا
تعرض تيميجين لإطلاق نار من قوات الأمن بينما تم الاعتداء بوحشية على كيدان بيد قوميين من اتنيته، وتعرض آخرون لإصابات مثلهما في مواجهات الأسبوع الماضي في إثيوبيا بسبب ديانتهم، ومن على سريريهما في مستشفى أداما (وسط) ما زالا يحملان على جسديهما آثار العنف الذي شهدته أديس أبابا ثم منطقة أوروميا عندما تحولت احتجاجات ضد رئيس الحكومة أبي أحمد إلى مواجهات اتنية وطائفية، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وقتل 78 شخصا على الأقل، بحسب الحكومة في بضعة أيام، خلال دوامة عنف لطخت سمعة رئيس الحكومة الذي كان حصل لتوه على جائزة نوبل للسلام وأعطت فكرة عن التحديات التي تنتظره في أفق انتخابات مقررة في مايو 2020. وتمت معالجة نحو مئتي شخص في مستشفى أداما وتوفي 16 فيه، وهي أرقام غير مسبوقة بحسب العاملين في المستشفى الذين تحدثوا عن مشاهد فوضى وتدافع لتوفير أسرة ومساعدة المصابين بعد بدء المظاهرات في 23 اكتوبر الجاري.
وقال الجراح ديسالين فيكادو، "نحن محترفون لكن رغم ذلك كنا جميعنا قلقين". وتتيح روايات المصابين في مدينة اداما التي تضم 300 ألف نسمة والواقعة جنوب شرقي العاصمة، فهم كيف فرض العنف نفسه ومن المستهدف ولماذا، وما ينبؤ به ذلك من سوء في المستقبل.
وقال الباحث فيسيها تيكلي، "تشكل اداما بوتقة للمجموعات الاتنية والدينية بالتالي يمكن أن تكون حوادث العنف هذه التي مردها الدين والاتنية بالغة الخطورة". وأضاف محذرا "يمكن أن تكون مؤشرا منبئا بفظاعات جماعية".
وبدأت الاضطرابات عندما اتهم الناشط جوهر محمد وهو مثل أبي أحمد من اتنية الأورومو التي تعد الأكبر في البلاد، السلطات بمحاولة التعرض له.
وكان جوهر وهو صاحب وسائل إعلام وشخصية مثيرة للجدل، ساعد أبي على الوصول إلى الحكم في 2018. لكنه ابتعد عنه لاحقا ما قد يؤثر على شعبيته بين اتنية الاورومو. وروى تيميجين ابابا (17 عاما) انه كان يمر أمام جمع من المتظاهرين عندما اطلقت قوات الامن النار وأصابت طفلا في الثامنة من العمر. وعندما هرع لمساعدة الطفل اصيب في الصدر.
وتساءل من على فراشه في المشفى "كيف يمكن ان يعتبر اطلاق النار على أناس مثله، ردا متناسبا" مع الوقائع، فيما قالت اللجنة الاثيوبية لحقوق الانسان إن عشرة من قتلى الاسبوع الماضي قتلوا برصاص قوات الامن ما يعني ان غالبية القتلى قتلوا بسبب المشاغبين.
فقد اعتدى قوميون من الأورومو على سائقي عربة تكتك بعد ان سالوهم ان كانوا يتحدثون واحدة من أبرز لهجات الاتنية. وحين علموا انهم لا يتحدثون تلك اللغة طعنوهم وضربوهم قبل ان يتركوهم فاقدي الوعي على حافة الطريق مع جروح وكدمات في الوجه والذراعين.
وكان أحدهم نصف أورومي لكنه يتحدث بشكل ركيك اللغة بحسب شقيقه بيروك تيسومي، وآخر وهو قريب لهم من اتنية الأمهرة. ونجا كلاهما لكن بيروك أكد انه قلق على المستقبل، وقال "انطلاقا من الان نحن نعيش في توتر لا أشعر أني في أمان. لا زلت خائفا".
واتهم قوات الامن بأنها لم تفعل شيئا لمنع قوميين اورومو من التصرف كما يحلو لهم. وقال "لم نكن نملك شيئا لحماية انفسنا منهم".
وترتبط الكنيسة الاورثوذكسية التي تمثل نحو 40% من نحو 110 ملايين اثيوبي، بشكل كبير باتنية امهارا. وبحسب احصاء 2017 فان 82% من افراد اتنية الامهرة من الارثوذكس. وقد عبرت الكنيسة عن انتقادات مماثلة، وقال متحدث باسمها السبت الماضي، ان 52 ارثوذكسيا اثيوبيا بين ضحايا أعمال العنف. وتعذر الحصول على اي تأكيد رسمي لذلك. وتم احصاء هجمات على كنائس ومسجد واحد على الاقل.
وبين قوميي اورومو والامهرة تاريخ طويل من العداوة في بلد ممزق جدا يكون التداخل فيه في كثير من الاحيان كبير بين الاتنية والديانة، وبحسب ادارة مستشفى اداما فان الكثير من الذين تلقوا العلاج هم من الاورومو ما يعني ان الذين لا ينتمون إلى هذه الاتنية لم يكونوا المستهدفين الوحيدين.
وفي أوج أعمال العنف تعرض كيدان تولوسا (23 عاما) لهجوم من شبان اورومو مثله ضربوه وطعنوه في البطن. وفقد الكثير من دمه وكان قريبا جدا من الموت، وهو لا يعرف لماذا تعرض للهجوم. وراى بعض اقاربه انه تعرض للهجوم فقط بسبب عدم مشاركته فيه ربما، حسبما ذكرت "فران برس".
وأكد بيروك أنه يعرف أفرادا آخرين من اتنية الأورومو تعرضوا للعنف للسبب ذاته. وقال "حين يكتشفون انك تتحدث (لغتهم) يدعونك للانضمام اليهم واذا رفضت يهاجمونك. اذا كنت من الاورومو عليك ان تتظاهر وان تغتنم الفرصة".