الطيب: التنظيمات الإرهابية تستقطب الأطفال من المواقع الإلكترونية
احمد الطيب بمؤتمر قمة قادة الأديان
قال الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أنه لا يوجد شك في أن الثورة التقنية الرقمية لن تتوقف عن تطور يختلط فيه النافع بالضار، والمصلحة بالمفسدة، ما دامت هذه الثورة تتطور في غيبة من حراسة الأديان والأخلاق الإلهية، موضحا أن الحل لا يكون بمجابهة هذه الثورة، وإنما بالبحث الجاد عن إمكان العودة إلى كيفية الربط بين التقدم العلمي وبين الدين بحسبانه حارسا أمينا على الأخلاق الإنسانية.
وقال الطيب خلال كلمته بمؤتمر قمة قادة الأديان تحت عنوان "تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي"، أن الانفصام الذي حدث بين مسار العلم ومسار الدين هو مأساة الإنسان المعاصر الذي يتقدم في مجال علومه وتقنياته بقدر ما يتقهقر ويتراجع في باب الأخلاق والفضائل، بل إن هذا السباق المطرد بين التقدم العلمي والتقهقر الخلقي هو السبب الأوحد وراء كوارث الإنسان الحديث وعلله المستعصية على العلاج.
وتابع أنه من السهل جدا أن تجد الأن ربطا منطقيا بين التطور العلمي المذهل في مجال الأسلحة الفتاكة مثلا، بل من السهل أن تجد علاقة بين وفرة اقتصاد السلاح وبين الإرهاب، وتنظيماته وجماعاته التي استقطبت الأطفال إلى معسكراتها وجندتهم في التدريب والانخراط في صفوف القتال، عن طريق منصات التواصل الاجتماعي والألعاب الرقمية والمواقع الإلكترونية.
وتعد هذه النسخة الثانية من أعمال قمة قادة الأديان من أجل تعزيز كرامة الطفل في العالم الرقمي، حيث أقيمت النسخة الأولي في عام ٢٠١٧ بالعاصمة الإيطالية، والتي انتهت بـ"إعلان روما" الأخير، والذي دعا السياسيين وقادة الأديان والمنظمات المهتمة بشئون الأطفال، للتعاون في بناء وعي عالمي من أجل حماية الأطفال من الاستغلال عبر الإنترنت، ونتج عنه ملتقى "تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات"، والذي أقيم في نوفمبر من العام الماضي، بالعاصمة الإمارتية أبو ظبي، بحضور الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وعدد كبير من قادة الأديان حول العالم.