مروة زين: الشرطة السودانية ألقت القبض علينا أكثر من 20 مرة أثناء تصوير فيلم "أوفسايد الخرطوم"
المخرجة مروة زين
مجموعة من النساء الشابات فى الخرطوم يقررن تحدى الحظر المفروض من الحكم العسكرى الإسلامى للسودان وتأسيس فريق كرة قدم احترافى، فشلن فى الحصول على تصريح رسمى بتكوينه، حيث تتمكن المخرجة مروة زين فى فيلمها الوثائقى الطويل الأول «أوفسايد الخرطوم» من العثور على فتيات يصممن على ممارسة حقهن البديهى فى ممارسة رياضة يحببنها، ليكون العمل تعبيراً واضحاً عن إرهاصات ثورة قامت فى مجتمع لم يعد قادراً على تحمل المزيد من القيود وتضييق الخناق على حريات شبابه، ومن هنا تصبح كرة القدم رمزاً للحرية والحق فى الحياة قبل أى شىء آخر. شارك الفيلم فى عرضه الأول بمهرجان القاهرة السينمائى، ضمن مسابقة آفاق السينما العربية بدورته الـ41، وتحدثت «مروة» عن كواليس عملها الأول الوثائقى، والصعوبات التى واجهتها خلال التصوير، فضلاً عن موقف الرقابة بشأن عرضه.
ما سبب تحمسك للمشاركة فى مسابقة «آفاق للسينما العربية»؟
- شىء يشرفنى أن يشارك الفيلم فى المسابقة الرسمية للمسابقة العربية، فهى دورة مميزة وبها طفرة كبيرة من الإنجازات الواضحة من حيث تنوع الأفلام وإقامة الندوات وتبادل الخبرات بين الضيوف الحاضرين للدورة الـ41، وهذا أقصى ما أتمناه من العرض المصرى الأول، وأفضل فرصة أن يكون مشاركاً بمسابقة آفاق السينما العربية، فهذا يعتبر من أكبر المميزات بالنسبة لى، فمهرجان القاهرة كبير ومن أقدم المهرجانات المصرية وأعرقها، وكل القائمين على المهرجان أعطوا مجهوداً كبيراً لتلك الدورة بداية من محمد حفظى رئيس المهرجان، وأحمد شوقى، القائم بأعمال المدير الفنى للمهرجان وكل العاملين.
مخرجة الفيلم: لم يُحذف مشهد واحد وننتظر عرضه جماهيرياً بالسودان
لم يكن مهرجان القاهرة السينمائى المحطة الأولى لعرض الفيلم، إلا أنه حصل على عدّة جوائز..
- (مقاطعة): الفيلم تم عرضه للمرة الأولى فى مهرجان برلين السينمائى الدولى، كما تم اختياره فى أعرق وأقدم المهرجانات التسجيلية فى العالم، وآخرها مهرجان «إدفا» الدولى للأفلام الوثائقية بأمستردام، وهو أكبر مهرجان تسجيلى دولى، وحصل على جائزة أفضل فيلم تسجيلى أفريقى من الأكاديمية الأفريقية للأفلام، وجائزة من مهرجان قرطاج، وكان الاحتفاء عظيماً، فأنا ممُتنة لكل طاقم العمل، والمنتجين المشاركين فى العمل منهم المنتجة جيهان الطاهرى، فأعتقد أن الرحلة كانت طويلة، ولكنها جاءت مُثمرة وتستحق التعب والجهد الذى بذلته خلال الشهور الماضية.
استغرقنا 4 سنوات لتصوير الفيلم
ما الصعوبات التى واجهتك خلال تصوير الفيلم؟
- رحلة الفيلم بأكملها كانت صعبة، بدأت بكونى منتجة ومخرجة الفيلم، وأقوم بتصويره بذاتى، وأننى لم أستطع الحصول على تصاريح لتصوير مشاهد الفيلم طوال الـ4 سنوات الماضية، فهذا يعُتبر شيئاً مرهقاً، بأن أكون ملتزمة ومتفرغة لفيلم كل هذه المدة، ولكن الرحلة جاءت مجدية، فإننى تعلمت من الفتيات وحماسهن، وشاهدت أشياء جديدة بالسودان التى صورنا بها معظم أحداث الفيلم، فكانت لدى الفرصة بالتعبير عنهم، فعلى الرغم من أنها بلدى فإننى لم أقِم فى السودان، حيث إننى وُلدت فى السعودية وعشت فى مصر.
فكرة الفيلم جريئة على المجتمع السودانى.. وحاولت كسر العادات والتقاليد من خلال تقديم فكرة كرة القدم النسائية بالسودان
كيف استطعتِ إقناع الفتيات بالتصوير، رغم جراءة القضية؟
- فى البداية جاءت لى مكالمة هاتفية من صديقة فى السودان عملت مع منظمة «رؤية» من أجل تقديم فيلم 5 دقائق عن الكرة النسائية فى السودان، وسافرت بالفعل لمدة أسبوع وتحمست للفكرة وشعرت بأننى مسئولة عن رسالة لا بد أن أوصلها للجمهور، فهؤلاء الفتيات كنّ يلعبن كرة القدم منذ فترة، ولم يكن متُحمسات فى البداية لأنهن لم يكن لديهن علم بالسينما التسجيلية، خاصة أن الفيلم به مخاطرة كبيرة، ولكننى استطعت إقناعهن فى نهاية الأمر بمدى أهمية القضية التى يدور حولها العمل، فعلى الرغم من بيئاتهن الفقيرة وظروفهن الصعبة فإن لديهن أملاً ورغبة فى الحياة وتحقيق حلمهن.
ولكن من المعروف أن كرة القدم النسائية ممنوعة فى السودان، كيف تم التصوير؟
- بالفعل، كرة القدم ممنوعة، لذا قُبض علينا أكثر من 20 مرة أثناء تصوير المشاهد، حيث إنه لم يعد هناك حرية للفنان، خاصة عندما يقدم فيلماً وثائقياً، ولكن إذا قدمنا فيلماً سينمائياً يكون هناك سهولة فى استخراج التصاريح، وفى حالة فيلم «أوفسايد الخرطوم» واجهنا العديد من المشكلات، ولكننا لم نستسلم للأمر حتى خرج الفيلم كما أردنا.
هل واجه الفيلم أى ملحوظات من الرقابة بشأن عرضه؟
- الفيلم لم يعرض فى السودان، وأتمنى أن يُطرح بدور العرض خلال الفترة المقبلة، إلا أنه حصل على تصنيف «للكبار فقط» من رقابة مهرجان القاهرة، وأعتقد أن الأمر هنا يرجع لإدارة المهرجان ورؤيته الخاصة، ولم يتم حذف أى مشهد من العمل.