الجيزة: "الكداية".. قرية الاكتفاء الذاتي: هنا كل حاجة بلدي
القرية تعتمد بشكل أساسى على إنتاجها الزراعى
ظلت قرية «الكداية»، إحدى قرى مركز أطفيح بمحافظة الجيزة، تعتمد بشكل أساسى على إنتاجها الزراعى فى توفير الاحتياجات الأساسية من مأكل وملبس ومشرب، فالجميع يأكل من محاصيل الأرض ويرتدون ملابس مصنوعة من فرو الأغنام وجلود الحيوانات، ويشربون من «الطلمبات»، فى حالة نادرة لتحقيق الاكتفاء الذاتى للقرية ولأبناء القرى المجاورة، ورغم مرور السنوات وتعاقب الأجيال أبى أبناء القرية أن يتركوا عادات الآباء والأجداد وتمردوا على أنماط المجتمع الحديث للمحافظة على عاداتهم المتجذرة فى الأرض.
وقال أحمد حسنين، ٥٨ سنة، أحد أبناء القرية وواحد ممن عايشوا فترة الاعتماد على الذات، إن القرية كانت تأكل من إنتاجها وتعمل بنظام المقايضة من خلال تبادل السلع فيما بينهم، بعيداً عن دفع مبالغ مالية لشراء السلع، ولم يتغير الحال كثيرا حتى الآن، من حيث الاعتماد الرئيسى على أنفسهم، والاعتماد على إنتاجهم فى سد احتياجاتهم الأساسية، فبالقرب من مدخل القرية تنتشر «طلمبات» المياه التى يستخدمها المواطنون للشرب عندما يوجدون فى الأراضى الزراعية بعيداً عن البيوت، وإلى جوارها أماكن للجلوس مهدها الأهالى على ضفاف ترعة صغيرة الملاصقة لها، للاسترخاء عند جمع المحصول.
"محمد": بناكل من منتجات أرضنا.. و"خالد": الفرن البلدى شىء أساسى
وأضاف مصطفى محمد، ٤٧ سنة، أحد سكان القرية، أن الجلباب يعد أحد أهم الموروثات، التى يحاولون الحفاظ عليها، إلى حد جعل منه زياً شعبياً لهم ولأبنائهم، وتابع: «طلعنا لقينا نفسنا بالجلابية فقررنا إن ولادنا تكون برضه زينا وبناكل من خير أرضنا». على مصطبة خرسانية أمام أحد المنازل جلس رجلان يبدو أنهما صديقان من زمن بعيد، ، أحمد خميس، ٥٢ سنة، وخالد محمد، ٤٩ سنة، وهما صديقان جمع بينهما الحقل فيما مضى وظلا محتفظين بالصداقة التى لم تغيرها الظروف: «الصداقة عندنا فى القرية شىء مقدس، مستحيل تلاقى حد فينا ملوش صديق»، وأضاف خالد عبدالنبى، ٣٩ سنة، أنه يقوم بتقطيع الذرة تمهيداً لنقله إلى منزله لاستخدامه فى الطهى: «كل حاجة موجودة عندنا، بنربى فراخ وناكلها، والجبنة واللبن والسمنة موجودة، مبنشتريش حاجة من بره، حتى الخضار من الغيط»، والحاجة الوحيدة اللى بنشتريها، هى الأرز لأننا مبنزرعش بقالنا سنين، والقطن بقاله ٤٠ سنه مبنزرعوش»، وتابع «خالد» أن زوجته تربى البط والفراخ والحمام، بغرض الأكل وليس التجارة، مضيفاً: «الفرن البلدى شىء أساسى فى أى بيت، وده بيتعمل من الطوب الطينى، وبنجيب قش ونولعه».