رفض إحراج شاب مسيحي.. المنشاوي شيخ البساطة
طلب من أسرته إعداد وليمة لمسئولين كبار وفوجئوا بأن الضيوف كلهم فقراء
رفض إحراج شابا مسيحيا.. مواقف من حياة المنشاوي "شيخ البساطة"
إنسان بسيط.. هكذا عُرف الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي لم يؤثر جلوسه بين القادة والملوك على بساطة نفسه ورفيع خلقه، فكان لا يحب الشُهرة، ولم يعرف الاستعلاء طريقًا إليه، فهو الشيخ الذي طاف العالم وجلس في أفخم الموائد لكنه لم يتخل أبدا عن قريته، حتى رحل في 20 يونيو 1969.
وبمناسبة الاحتفال بمئوية ميلاد "شيخ القراء" هذا العام، نبرز بعضًا من صفاته الإنسانية.
قصة المنشاوي مع الشاب المسيحي
رغم المَلكة التي وهبها الله للمنشاوي فإنه لم يجنح إلى الكبر، أو الاستعلاء؛ بل كان يتحلى بالبساطة والتواضع الشديدين، وكان كثيرًا ما يتحرر من عمامته ويرتدي جلبابًا وطاقية بيضاوين، ويجلس أمام بيته، حتى أن بعض الناس كانوا يعتقدون أنه بواب العمارة؛ خاصة أن بشرتة قمحية، لكن ذلك لم يكن يضايقه. وذلك بحسب كتاب "سفراء القرآن الكريم" لمحمد عبدالعزيز.
وذات مرة جاء إليه شاب مسيحي، وكان من جيرانه، واقترب من الشيخ ولم يعرفه، ظنًا منه أنه البواب، وقال له: لو سمحت يا عم، أين الشيخ محمد صديق، فنظر له الشيخ، وقال: حاضر يا بني انتظر حتى أرسله إليك، ولم يقل له: أنا الشيخ حتى لا يضعه في حرج! ثم صعد الشيخ إلى شقته، وارتدى العمامة والقفطان والنظارة، ثم نزل إليه، وسلم عليه، وقال له: من الذي سأل عني؟!".
اعترف بخوفه للمذيع
وفي تسجيل من تراثنا الإذاعي، لم يتخل الشيخ عن بساطته في حديثه لوسام البحيري، حيث تحدث عن رحلته إلى إندونسيا حين اضطر إلى البقاء في الاستراحة فاعترف بتلقائية بأنه شعر بالخوف طوال الليل لفراغ الاستراحة من الناس، قائلا: "الاستراحة فيها ما يقرب من كذا أوضة مفيش فيه مخلوق ومش عارف اروح المطار ولا اقعد اعتراني الخوف وكانت القران هو سلوتي طوال الليل".
وليمة للبسطاء
كان الشيخ كريمًا ودودًا يحب البسطاء والمحتاجين، ويتحبب إليهم بالعطايا، وفي أحد الأيام أخبر أهله بأنه يريد عمل وليمة كبيرة على شرف جمع من الوزراء وكبار المسؤولين، فتم عمل اللازم، ثم فوجئ أهله بأن ضيوفه كانوا جميعًا من الفقراء والمساكين من أهل البلدة.