"علقت خبر موتي على الحائط".. جولة في حساب "كاتب المعرض" الراحل
عله يبتسم.. جوله في صفحة كاتب المعرض الراحل "علق خبر موته على الحائط"
"علقت خبر موتي أمامي على الحائط، كل صباح ومساء، كنت ألقي نظرة عليه لأطمئن أن ورقة الجرنال التي كتب فيها الخبر بخط كبير، وصفحة أولى بعيدا عن الوفيات، ما زالت سليمة، وتستطيع أن تقاوم معي الأيام القادمة"، ربما قاومت الورقة في خياله، إنّما روحه لم تقاوم في واقعه، رحل محمد حسن خليفة تاركا هذا الاقتباس من قصته القصير "روحي مقبرة" على صفحته قبل ساعات من رحليه.
شغف وحماس ظهرا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، قبل الذهاب إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب، كان حريصا على توثيق اللحظات وأحيانا يسترجع الذكريات، فحدث مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب ليس مجرد معرض، حال كنت تحمل كتاب بتوقيع شخصي لأول مرة إلى هناك.
ربما بزهو كاتب أنجز أول أعماله، كان يسير فخورا بما أنجزه في أروقة المعرض خلال اليوم الأول من افتتاحه للجمهور، ليشتري الكتب قبل أن يحين موعد حفله المنتظر، لكن للقدر حسابات أخرى، فتركت روح الكاتب الشاب جسده، ناهية حماسة وشغف سنوات من الحلم بلحظة إنجاز لطالما عمل عليه بكل تركيزه قبل خروجه للنور، ليتحول حفل التوقيع إلى حفل تأبين.
كان آخر ما نشره "خليفة" عبر صفحته على فيس بوك، قبل أن يردمها أصدقائه بالتعازي والمواساة، "صباح النور"، متبوعات برابط لذكرى من معرض الكتاب للعام الماضي، وقبلها كان منشورا لغلاف كتابه، الذي اكتفي أن يكتب عليه "تصبحوا على خير" فالشاب الذي كان يستعد لتوقيع مجموعته القصصية، احتفى بها واحتفت به فأصبحت آخر ما نشره في ليلته الأخيرة.
أما ما فوّته "خليفة"، فكان ندورة مقررة في يوم 26 يناير لمناقشة كتاب "المدينة الخاوية" لجاري ريموند "ويلز"، فكر دعوة أصدقاءه: "أتشرف بوجودي يوم 26/1 في قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة رواية (المدينة الخاوية)، الصادرة عن دار العربي، بصحبة الكاتب جاري ريموند، والمترجم سيد عمر، وإدارة إيزيس عاشور".
منشورات عدة تداولها الشاب على منصته للعالم، كان أبرزها إهداء مجموعته إلى والده الراحل "إلى أبي العزيز رحمه الله"، الإهداء الذي قال عنه "ده إهداء المجموعة بتاعتي، جملة واحدة، هتفضل دايمًا الجملة اللي هبدأ بيها أي شيء أكتبه، عَلّهُ ينظر ناحيتي، ويبتسم"، كشف ألما قابعا في روح الكاتب الراحل، الذي لحق بوالده وكأن يريد أن يخبره بإنجازه بنسفه ويشاركه الابتسام بنجاحه.