كل دورة بـ50 إرهابي.. أسرار جديدة عن "مفتي داعش البدين"
التحقيقات: حرض على تفجير المساجد وسبي واغتصاب الإزيديات
مفتي داعش البدين - أرشيفية
عرفت خلية الإعلام الأمني العراقية، العالم عن هوية "مفتي داعش" الإرهابي، الذي ألقت القوات الأمنية العراقية القبض عليه في الموصل منذ أيام، بأنه "إمام وخطيب في عدد من جوامع المدينة".
يعرف "أبو عبدالباري"، بأنه "قيادي في الصف الأول"، بين أفراد التنظيم الإرهابي، وشغل العالم بصورته التي انتشرت عبر مواقع التواصل، حين ظهر بدينا لا يقوى على المشي والحركة، وجرى نقله بشاحنة إلى مركز الاعتقال لصعوبة حالته، اعترف بأفعاله أثناء التحقيق معه، ونشرت معلوماته وسائل إعلام محلية عراقية.
وأوضحت التحقيقات، أنه خلف الحالة المأساوية التي بدا عليها، أخفى تحت شكله هذا إرهابيا خطيرا، كان مسؤولا عن أكثر فتاوى التنظيم تطرفا ودموية، وفي ذمته مئات الضحايا.
وبحسب قناة العربية، أشارت التحقيقات مع الإرهابي، إلى أنه اعترف بأنه حارب فعليا القوات العراقية، عبر مشاركته في تشكيل فصائل مسلحة متطرفة عديدة في البلاد، قبل ظهور تنظيم داعش الإرهابي، منوها بأنه أعطى العديد من الفتاوى، التي من شأنها استباحة الأجهزة الأمنية العراقية وقتلهم، مشيراً إلى عمليات الاغتيال والتفجيرات، التي وقعت في الموصل، في أعوام 2006 و2007، واستمرت حتى 2014.
وكشف الإرهابي، عن تأسيسه مدرسة حملت اسم "عبدالله النعمة"، مؤكدا أنه منح دروسا للعديد من الإرهابيين، أحدهم كان المرافق الشخصي لزعيم "داعش" القتيل البغدادي، والعديد من قيادات الإرهابية في التنظيم ممن شغلوا مناصب عديدة، ومارسوا أعمالاً إرهابية كثيرة.
كما أوضح أنه عمل ضمن ما يعرف بـ "ديوان التعليم بولاية نينوى"، وكلف بالتدريس في مركز يخرج طلابا، بعد دورة تكثيفية، يكلفون بعدها بالعمل بصفة رسمية، وكانت كل دورة تخرج حوالي 50 إرهابيا، بحسب تعبيره.
وكان الإرهابي، رئيساً لما يعرف بـ"المحكمة الشرعية التابعة لديوان القضاء والمظالم" في الموصل، وكشف أن أعضاء هذه المحكمة، اشترطوا دخولهم إليها من الباب الخلفي، كي لا يجري التعرف على هوياتهم.
واعترف قائلا: "أصدرت العديد من الأحكام والعقوبات منها الجلد والغرامة والرجم بحق أهل الموصل".
ظل الإرهابي أبو عبدالباري يدرس في جامعة الموصل، إلى أن نشبت خلافات أدت إلى فصله، وإعادته لإلقاء خطب جرى فيها غسل عقول الشباب، وتغريرهم بالانتماء إلى التنظيم، حيث أصدر الإرهابيون الفتاوى تتضمن الجلد، لمن يدخنون السجائر.
وأخرى تخرج المسيحيين من الموصل، وثانية تسبي الإيزيديات لعناصر التنظيم وتبيعهن، وفتاوى تحلل قتل الرجال الإيزيديين، وكذلك أفتى بوجوب تفجير الجوامع في الموصل التي يوجد بداخلها قبور للأنبياء، بينها تفجير جامع النبي يونس في 2014.
وعن أولاده الاثنين، أوضح الإرهابي أن عبدالباري وعبدالهادي ينتميان إلى تنظيم "داعش"، وعملا في تصوير الخطب التحريضية، كما بايعا التنظيم بطلب منه.
وأكد الإرهابي، أنه جرى الحكم على ولده عبدالهادي بالإعدام، فيما صدر حكم بالسجن 5 سنوات، من إحدى محاكم محافظة السليمانية، لولده عبدالباري.
استمر عمل الإرهابي مفتي داعش، إلى أن بدأت عمليات تحرير الموصل، حينها شدد على مقاتلة القوات العراقية من على منابر الجوامع، ولدى وصول القوات العراقية إلى مناطق الساحل الأيسر، انتقل للسكن في حي المهندسين في دار ابنته وزوجه لفترة شهرين حتى وصلت القوات العراقية إلى منطقة المثنى، ثم تنقل في مناطق عدة وبقي متخفيا عن أنظار القوات الأمنية حتى إلقاء القبض عليه، بعد أن داهمت القوات الأمنية منزله في حي المنصور في الموصل.