المشرف على الفيروسات بـ"القومى للبحوث": بدأنا تحضير لقاح مضاد لـ"كورونا المستجد"
المركز أعد مصل إنفلونزا الطيور وقت انتشارها
محمدأحمد
قال الدكتور محمد أحمد على، أستاذ الفيروسات بشعبة بحوث البيئة، المشرف على مركز التميز العلمى للفيروسات بالمركز القومى للبحوث، إن المركز بدأ العمل لتحضير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، بنفس طريقة إعداد لقاح متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا الجمال»، والذى سبق تحضيره فى معامل المركز. وأوضح فى حواره لـ«الوطن»، أن تحضير لقاح بشرى يستغرق وقتاً طويلاً، فضلاً عن أن فترة تجاربه على الحيوانات، ثم الإنسان، وهذا السيناريو يستغرق فترة زمنية لا تقل عن عام أو عامين حتى اعتماده والموافقة عليه.
د. محمد أحمد لـ"الوطن": الفيروس خطير لأنه انتشر فى أوضاع مناخية مؤهلة ساعدت على انتقال العدوى
هل يمتلك القومى للبحوث الإمكانيات لتحضير اللقاح؟
- بالفعل مصر لديها إمكانيات عظيمة فى مجال البحث العلمى تؤهلها لخوض هذا التحدى، وفى المركز نمتلك العديد من التكنولوجيات الحديثة فى مجال البحث العلمى والتى يمكن استخدامها مع فيروس كورونا، حيث إننا بمجرد الإعلان عن انتشار الفيروس وظهور حالات مصابة به، بدأنا العمل لدراسته.
انتشار الفيروسات بين المواطنين فى أى مكان سببه الاختلاط والاحتكاك المباشر مع الحيوانات
وما أسباب انتشار كورونا؟
- انتشار الفيروسات بين المواطنين فى أى مكان، سببه الاختلاط والاحتكاك المباشر مع الحيوانات، مثل القطط والكلاب والطيور وغيرها، والمعروف لدى البعض أن عدداً من مدن الصين لديها أكثر من 8 أنواع من الحيوانات الحية بين أكلاتها المفضلة، ولا ننسى مرض (اللاسا) الذى ظهر فى نيجيريا قبل أيام بسبب تناول الفئران.
وهل مصر مهيأة لمواجهة انتشار الفيروس؟
- احتمال انتشار الفيروسات فى مصر ضعيف جداً، نتيجة اختلاف عادات الطعام والشراب فى مصر عن تلك الدول.
وما ملخص الدراسة التى أعدها المركز لتحضير اللقاح؟
- سبق لنا أن حضّرنا لقاح إنفلونزا الطيور وقت انتشارها، ويتداول حالياً فى الأسواق، أما فيما يخص «كورونا» سنأخذ جزءاً من الفيروس المسئول عن تحفيز الجهاز المناعى (عن طريق تخليقه فى شركات خارجية)، لإخراج أجسام مضادة، ويتم وضعه فى إنفلونزا بشرية «H1 N1»، حيث يكون اللقاح مزدوجاً لـH1 N1 وكورونا، ويتطلب وجود الفيروس نفسه لإجراء التجارب عليه، ولكن الفريق البحثى يلجأ لاختيار التتابع الجينى للفيروس، الذى يجرى تخليقه بسهولة، وهو ما نعمل عليه فى الوقت الحالى.
وهل هناك علاقة بين «كورونا» ومرض «سارس»؟
- فعلاً، الكورونا عائلة كبيرة من الفيروسات، حيث يخرج منها السارس، والميرس كورونا، والكورونا الجديدة، وغيرها من الفيروسات، وجميعها مختلفة بعضها عن البعض، ووجودها فى عائلة واحدة، يخضعها لنفس التركيب الوراثى والبروتينى.
وهل «كورونا» الأخطر أم «سارس»؟
- هناك حسابات مختلفة نحو معرفة خطورة الفيروسات، وأى فيروس جديد دائماً يُحدث انتشاراً كبيراً ولكن معدل انتشار «سارس» كان أقل واستطاعوا السيطرة عليه، وانتشار الفيروس بين البشر له عوامل مساعدة أولها الاختلاط المباشر، و«كورونا» يمثل الأخطر نظراً لقدومه فى أوضاع مناخية مؤهلة تساعد على انتشار الفيروسات.
وهل هذا أول لقاح يتم إنتاجه أو العمل عليه؟
- ابتكرنا العديد من اللقاحات من قبل، ولعل منها لقاح لفيروس كورونا القديم، أو المعروف بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، التى ظهرت فى السعودية فى 2012 تحت ما يسمى بـ«كورونا الجمال»، التى أصيب بها أكثر من 2500 مواطن سعودى، وتم حصرها نظراً للعوامل الجوية المساعدة التى أهلت للقضاء عليها.
وماذا عن التعاون مع «المصل واللقاح»؟
- المركز بصدد بدء الاختبارات الإكلينيكية، بالتعاون مع مركز المصل واللقاح، وسبق لنا أن قدمنا لقاحاً بطريقة مبتكرة جداً لـ«متلازمة الشرق الأوسط التنفسية».
وكيف ترى إجراءات وزارتى الصحة والتعليم العالى بشأن «كورونا»؟
- عمل ممتاز وإجراءات تدل على أن هناك إدارة وخططاً موضوعة لمواجهة الأزمات بشتى أنواعها، كما أن هناك تعاملاً مع الواقع والحقيقة كما يحدث فى الدول المتقدمة.
وكيف تقيم مسيرة البحث العلمى فى مصر؟
- البحث العلمى فى مصر يمر بفترة ازدهار، وخير دليل على ذلك الاهتمام المباشر من القيادة السياسية بضرورة الاهتمام به وتنميته، وكذلك رؤية وخطط الدولة للتنمية المستدامة 2030.