السيد الحسينى: نبذل جهوداً كبيرة فى الندوات والأنشطة.. «لكننا نؤذن فى مالطا»
مقرر "الجغرافيا والبيئة": نطلب عرض الفعاليات فى "القناة الثقافية"
السيد الحسيني
قال الدكتور السيد الحسينى، عميد كلية الآداب الأسبق، بجامعة القاهرة، مقرر لجنة الجغرافيا والبيئة، بالمجلس الأعلى للثقافة إن اللجان تبذل جهوداً كبيرة، فى تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة المهمة، لكن الأزمة الحقيقية فى عدم وصول هذه الجهود إلى الجمهور المستهدف بشكل كلى.
وتحدث «الحسينى» فى حواره لـ«الوطن» عن رؤيته للتشكيل الجديد للجان، ودمج الجغرافيا والبيئة معاً، موضحاً فلسفة العمل وآلية التنفيذ المتبعة، والأهداف وأبرز القضايا المطروحة، والمعوقات، وكيفية حلها.
نعمل على محو أمية المجتمع المصرى من النواحى الجغرافية والبيئية
ما رأيك فى دمج لجنة الجغرافيا مع البيئة وتخفيض عدد الأعضاء فى التشكيل الأخير؟
- دمج اللجنتين قرار صائب مائة بالمائة، لأن البيئة هى الجغرافيا، والعكس صحيح، كما أن العلاقة بين الاثنين وطيدة، وكلاهما يتناول الموضوعات نفسها، لذلك فالفصل بين الاثنين كان فى غير موضعه، فكلاهما يُكمل الآخر، وداخل قسم الجغرافيا ندرس الجغرافيا البيئية، أما تقليص عدد الأعضاء فليس مشكلة، ومعقول جداً، ومن الممكن الاستعانة بالجغرافيين فهم بالمئات من خارج اللجنة، وأنا رئيس الجمعية المصرية للدراسات الجغرافية، وبالتالى لدىّ إمكانية التواصل مع كل الجغرافيين فى مصر وحتى فى العالم العربى، فيما يتعلق بخدمة اللجنة، والعدد الكبير أحياناً يؤدى إلى الخلل، وكثرة العدد أحياناً تتسبب فى حوار أقل إيجابية، فمسئولية اللجنة أن توظف إمكانيات المجتمع فى خدمة التخصص.
وما الآلية التى تعمل بها اللجنة؟
- إذا نظمت اللجنة ندوة فى موضوع ترشيد المياه فى مصر، فسأقوم بدعوة كل المتخصصين فى هذا المجال، تحت مظلة المجلس الأعلى للثقافة، ومن الممكن أن ننظم الندوة مثلاً فى كلية الآداب باعتبارى عميداً سابقاً لآداب القاهرة، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة وسبق أن نظمنا فعاليات على هذا الغرار.
الجغرافيا علم جاف، فكيف يمكن تقديمها للجمهور؟
- الجغرافيا علم شمولى وفلسفى يخاطب الجميع، لتعدد التخصصات، ورسالة المجلس الأعلى للثقافة رسالة ثقافية، وليست علمية بحتة، أى أننا نقدم الجغرافيا والبيئة إلى العائلة المصرية، بأسلوب مبسط، وليس بأسلوب علمى كما تقدم فى الجامعة أو الجمعية الجغرافية، التى نقوم فيها بعمل أبحاث علمية وندوات متخصصة، وتصعب على العامة، أما لجنة الجغرافيا فى المجلس، فهى لجنة ثقافية، لغير المتخصصين بالثقافة الجغرافية، وهذا ليس مشكلة.
وما أهمية الجغرافيا للمواطن غير المتخصص؟
- وراء كل مصيبة أو ربح أو خسارة فى العالم الجغرافيا، والجغرافيا توجه السياسة، «جيوبوليتيك»، فهل تعرفون أن الرئيس بوتين اعتلى منذ عدة أشهر رئاسة الجمعية الجغرافية الروسية، وهذا يدل على الأهمية الكبرى لعلم الجغرافيا.
ما أبرز الموضوعات التى تقدم فى اللجنة؟
- فى المجلس نقوم بعمل ندوات وكتابات، مثلاً نظمنا ندوة عن «ترشيد المياه العذبة فى مصر»، فى كلية الآداب بالتعاون مع المجلس وحضرها نحو 800 طالب وأساتذة، ونظمنا ندوات عن سد النهضة، والتغير المناخى وطبعاً هذه قضية ملحة وضرورية، أى أن الندوة حضرها جمهور كبير ليس بالضرورة متخصصاً لمناقشة قضية تهم جميع الناس وليس للجغرافيين فقط، كما قمنا بعمل سلسلة كتب «اعرف بلدك»، كل محافظة ومدينة مصرية عملنا كتاباً عنها، واللجنة تكلف متخصصين بعمل الكتب، وموجودة فى المجلس، فأنا عضو فى اللجنة منذ 1978، منذ كان المجلس فى الزمالك، وأذكر أننى كنت أتقاضى 4 جنيهات فى الجلسة. لأننا جيل جُبلنا على العمل التطوعى.
إلى أى مدى يتم الأخذ بالتوصيات التى تصدر عن الاجتماعات؟
- «نؤذن فى مالطا» لكننا لم نحبط بعد، ومستمرون حباً فى العلم، ورغبة فى خدمة الناس.
هل يصل هذا الجهد المبذول للجمهور المستهدف؟
- هذه هى المشكلة، لأنه لا يصل كلية للناس، فعدد الحاضرين فى أى ندوة قليل، وربما يزيد العدد عندما تكون الندوة فى الجامعة، وأنا أحزن عندما تكون المداخلات من المتخصصين فى الندوات من أروع ما يمكن، ولا تصل إلى الجمهور المستهدف، يوجد قناة ثقافية فى التليفزيون المصرى، فلماذا لا تنقل أنشطة اللجان، لكى يستفيد منها الناس، وسأطرح الموضوع على الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، لتخصص للندوات المهمة جزءاً من وقت القناة. فنحن نقوم بعمل ما علينا، وبشكل تطوعى، مشكلة الثقافة منذ القدم، غياب وسيلة التوصيل، كل اللجان تعمل، لكن الفعاليات لا تصل إلى الناس، فتبدو اللجان كأنها لا تفعل شيئاً، نتمنى أن تكون هناك جهة فى الثقافة مهمتها اختيار أفضل الفعاليات، لتقديمها للجمهور عبر التليفزيون، لتؤتى الجهود ثمارها، نحتاج أن يصل صوتنا إلى الجمهور.
وما معوقات العمل؟
- نحن من المفترض كأساتذة كبار أن نحاول تطويع العقبات، فمثلاً جمهور المجلس ليس كبيراً، فننتقل إلى عقد الندوات فى الجامعة، سواء فى القاهرة أو الإسكندرية أو المنصورة وبنها وأسيوط وأسوان، بحيث يتسع نطاق عملنا، ولا نقف مكتوفى الأيدى، جهدنا المجانى، الذى من الممكن أن أحشد فيه 10 من أساتذة الجامعات المصرية فى فعاليات، يعملون عليها لمدة شهور، ثم لا تصل إلى الناس، فما يتم مناقشته فى لجان المجلس الأعلى للثقافة ثروة قومية، فلماذا لا يتم الاستفادة منها، بدلاً من المواد الركيكة التى تقدم للجمهور دون فائدة، ولدينا متخصصون على مستوى الوطن العربى فى كل المجالات، وليس على مستوى مصر فقط، مصر عظيمة بمن فيها.