معهد واشنطن: تعليق المساعدات العسكرية لمصر أثبت قصر نظر الإدارة الأمريكية
يصل اليوم نبيل فهمى، وزير الخارجية، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، المحطة الأهم فى جولته بالولايات المتحدة الأمريكية التى كان بدأها بزيارة إلى سان فرانسيسكو حيث التقى ممثلين عن الجالية المصرية، وألقى محاضرة أكاديمية بأحد المعاهد السياسية الدولية.
وتنطلق زيارة «فهمى» بلقاء يعقده الاثنين مع الباحثين بالمعهد الدولى للدراسات السياسية والاستراتيجية، كما يلتقى عدداً من النواب فى الكونجرس الأمريكى قبل أن يعقد مباحثاته مع نظيره الأمريكى جون كيرى الثلاثاء.
ونظمت السفارة المصرية فى واشنطن مؤتمراً أمس لممثلى وسائل الإعلام داخل واشنطن لإحاطتهم علما بجدول زيارة «فهمى» التى تختتم الأربعاء، ثم يتوجه إلى نيويورك لعقد مباحثات مع السكرتير العام للأمم المتحدة بان كى مون وسط توقعات بتحرك أممى وشيك لدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب.
وأطلق معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط تحليلاً سياسياً للتقارب المصرى الأمريكى الراهن، أعده الباحث عادل العدوى، جاء فيه أن الزيارات الرسمية المصرية التى جاءت على المستويات العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية بمشاركة الفاعلين فى صنع السياسة الأمريكية يمكن اعتبارها محاولة أوسع نطاقاً لتحسين التفاهم السياسى بين البلدين.
وأضاف أن «فهمى» يوجد فى واشنطن كوزير لخارجية الحكومة المؤقتة فى مصر، وأن هذه الزيارة تأتى فى أعقاب رحلة أكثر أهمية من قبل اللواء محمد فريد التهامى رئيس المخابرات المصرية، التى كانت لها أبعاد فنية، وموضوعية، وركزت على ثنائية التعاون الاستخباراتى وجهود مكافحة الإرهاب، وحققت إنجازاً تمثل فى موافقة واشنطن على تسليم مصر المروحيات الأباتشى.
وأضاف: «العلاقة العسكرية ما زالت تمثل حجر الزاوية فى العلاقات المصرية الأمريكية، ومن المقرر أن يتوجه وفد عسكرى أمريكى إلى القاهرة قريباً، والزيارات الثنائية هى خطوة إيجابية نحو تضييق انعدام الثقة الذى استمر بين العاصمتين، وكان المصدر الرئيسى للتوتر إصرار إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على النظام السياسى الذى يشمل المصالحة مع الإخوان».
وتابع: «كثيرون من صناع السياسة الأمريكيين يريدون ضمانات موثوقة على أن القاهرة ستخفف موقفها المتشدد ضد الإخوان، وعناصر المعارضة السلمية».
وتابع الباحث فى معهد واشنطن: «نجاح زيارة فهمى يعتمد ليس فقط على قدرته فى الاستفادة من زيارة التهامى، ولكن أيضاً على الجهود السعودية والإماراتية القوية لتغيير التصورات السلبية لدى واشنطن، ومهمة وزير الخارجية المصرى صعبة، واجتماعاته سواء مع جون كيرى أو فى البيت الأبيض ستكون ذات أهمية كبرى، لتقديم تطمينات هادئة من القاهرة بأن التعاون فى مكافحة الإرهاب لن يكون رخصة للقمع».
وأضاف: «زيارة المشير السيسى لموسكو والتعاقد على صفقة سلاح كبرى واستقدام الطائرات المتطورة ميج 35 والتعاون مع موسكو فى إطلاق قمر صناعى جديد كان لها أثر عميق فى تغيير المسار الأمريكى مع مصر لاسيما أن روسيا كانت سريعة فى اغتنامها للفرص مع مصر لأسباب استراتيجية وتجارية واستفادت كثيراً من التدهور الذى شهدته العلاقات المصرية الأمريكية الذى بلغ مداه فى أكتوبر الماضى مع قرار الإدارة الأمريكية تعليق المساعدات العسكرية لمصر وكانت خطوة غير مسبوقة فى تاريخ العلاقات بين البلدين وكانت واشنطن تريد إرسال رسالة باستيائها، وقدرتها على التأثير فى مجرى الأحداث فى مصر، وثبت أن هذه الخطوة لم تكن مجدية بل عكست قصر نظر نتجت عنه آثار إقليمية ضارة للسياسة الخارجية الأمريكية».
ويخلص تحليل معهد واشنطن إلى أن إدارة أوباما تستعيد جهودها حالياً مع القاهرة التى تستعد لانتخابات رئاسية يتوقع فيها فوز المشير السيسى باكتساح، وتسعى للإبقاء على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين خاصة فى بُعدها العسكرى الأصيل الذى ضمن لعقود علاقات مستقرة بين البلدين.