أساتذة طب نفسي عن خوف طلاب الثانوية العامة: أولياء الأمور السبب
هالة الشيخ
أجمع عدد من أساتذة الطب النفسي أن السبب الرئيسي لهلع طلاب مرحلة الثانوية العاملة من النزول لأداء امتحانات نهاية العام، والتي ستبدأ السبت المقبل، يتمثل في تصدير الطاقة السلبية لهم من قبل أولياء الأمور، وتهويل الأمر أمام أبنائهم بشكل مبالغ فيه، ما يصيبهم بحالة من التوتر والخوف الشديدين، ويؤثر عليهم بالسلب سواء على مستوى المذاكرة أو اجتياز الامتحانات.
وأشار الأطباء إلى ضرورة استخدام الأيام القليلة التى تسبق بداية ماراثون الامتحانات، فى بث الطاقة الإيجابية والتفاؤل في نفوس الطلاب، كى يستطيعوا التقدم إلى الامتحانات والحصول على درجات مرتفعة، دون إصابتهم بالاكتئاب أو غيره من الأمراض النفسية.
تقول الدكتورة هالة الشيخ، أستاذ الصحة النفسية وخبيرة العلاقات الإنسانية، إن هناك نسبة قلق طبيعية مطلوبة في حياة كل فرد، وهي نسبة لا تؤدي للإصابة بأي مرض نفسي، ولا تعوق الفرد عن أداء المطلوب منه، بل تزيد من إصراره على أداء مهامه بشكل جيد.
وأضافت أن عدم الشعور بالقلق يصيب الفرد بنوع من التبلد، وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه أى شيء، وبالتالي لا يستطيع القيام بالدور المطلوب منه، ولا يشعر بأهمية الأشياء من حوله.
وبالمقابل، تشير "الشيخ" إلى أن الشعور الزائد بالقلق قد يصيب الفرد بأمراض نفسية مختلفة أبرزها الاكتئاب.
وتابعت أن وزارة التربية والتعليم تقوم بما فى وسعها لتقديم عدة إجراءات احترازية لحماية الطلاب من الإصابة ونقل العدوى، ومن المفترض أن يطمئن الطالب وأسرته أنه حال التزامه بالإجراءات الصحية من ارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي بينه وبين زملائه، ستمر فترة الامتحانات دون خوف.
وأشارت أستاذ الصحة النفسية إلى ضرورة استغلال الطلاب لفرصة هذا العام، والذي يختلف كثيرًا عن الأعوام الماضية، بسبب زيادة اهتمام الوزارة بهم، وتوفيرها لمجموعة من المراجعات النهائية ونماذج للامتحانات "بوكليت"، إضافة إلى تقليل مساحة المنهج عن كل عام: "لازم أولياء الأمور يصدروا الطاقة الإيجابية لولادهم، حفاظًا على صحتهم النفسية، بجانب قدرتهم على اجتياز الامتحانات".
وعن الطلاب الذين يعانون من حالات اكتئاب أو يحاولون الانتحار، ترى "الشيخ" أن السبب الرئيسي وراء ذلك هم أولياء الأمور الذين تركوا أولادهم يصلون لتلك الحالة دون مساعدتهم والترويح عنهم، وتخفيف الوضع عليهم: "الخوف من الثانوية العامة موجود كل سنة، لكن الفيروس مخوف الطلاب شوية، ودور أولياء الأمور إنهم يقللوا الخوف على ولادهم مش يزودوه".
من جانبه، يقول جمال فرويز، استشارى الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن اقتراب موعد أداء الامتحانات النهائية يزيد من توتر الطلاب، خاصة مع انتشار فيروس كورونا وزيادة معدل الإصابة به، وفى نفس الوقت يزيد توتر أولياء الأمور من عبء الطلاب، ما يؤثر على حالتهم النفسية، والتي تدفعهم في أوقات كثيرة للامتناع عن المذاكرة.
وأوضح أن الأيام القليلة التى تسبق موعد الامتحانات، يجب أن يقوم أولياء الأمور فيها الترويح عن أولادهم، من خلال الجلوس معهم وتبادل الأحاديث، وعدم تركهم بمفردهم لفترات طويلة داخل غرفتهم كي يذاكروا، لأنه فى هذه الحالة يكون منشغل بالتفكير عن مصيره عند النزول للجان، أكثر من انشغاله بدروسه ومذاكرته.
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن القلق المبالغ فيه، سيؤثر بشكل كبير على قدرة الطالب على اجتياز الامتحانات، وعدم حصوله على مجموع عالٍ يحقق له الالتحاق بالكلية التى يريدها: "حتى لو الطالب نزل امتحان لكن قلقان زيادة، هيأثر على مستوى أدائه".
وأوضح "فرويز" ضرورة توصيل فكرة إيجابية للطالب، مفادها أن هذه الظروف ربما تكون السبب في حصوله على مجموع أعلى مقارنة بالظروف الطبيعية.