فى الفترة التى تعرضت فيها للاغتيال المعنوى وقف إلى جانبي في هذه الفترة كتّاب كالأستاذ سلامة أحمد سلامة والأستاذ جمال سلطان (جريدة المصريون) وأساتذة كالدكتور مصطفى كامل السيد والدكتور علي الدين هلال والدكتور سعد الدين إبراهيم والدكتور حسن نافعة وسفير مصر السابق في واشنطن نبيل فهمي، ولا أنسى أبدا مساعدتهم لي في تلك الفترة الصعبة. ويدخل في باب الكوميديا السوداء أن كاتب أمن الدولة الذي أسماني بـ"سعد الدين إبراهيم الألماني" هو من بين من يروجون الآن لشائعة عضويتي بأمانة السياسات شأنه شأن بعض القانونيين الذين دافعوا باستماتة عن تعديلات التوريث في ٢٠٠٧ ويهاجمونني بعد تعديلات مباشرة الحقوق السياسية. فأين كانت عضويتي بأمانة السياسات حين أسميت بسعد الدين إبراهيم الألماني ولماذا لم تذكر في مقالات كتبة أمن الدولة؟.
وفي ٢٠١٠ دعوت إلى مقاطعة الانتخابات المزورة التي أجريت لتمرير التوريث، وكتبت مقالا في الشروق عن دواعي المقاطعة وصفه كثيرون بدافع أساسي للمقاطعة من قبل بعض الأحزاب وكتبت دراسات لمؤسسة كارنيجي التي كنت أعمل بها وقتها تنتقد الانتخابات، وهو ما رتب تجدد حملات الصحف الحكومية ضدي. وقد يتذكر بعض الأشخاص مداخلاتي الإعلامية وقتها، وكيف كان رجال الحزب الوطني والحكومة يهاجمونني كعادتهم مع جميع المعارضين والمخالفين.
لم يبدأ التزامي بالديمقراطية بعد الثورة ولست بباحث عن سلطة، بل أرغب في مساعدة وطني الذي أعشقه في التحول نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والإسهام في صناعة حاضر ومستقبل أفضل. نعم أعمل بالسياسة وأتشرف بعضوية مجلس الشعب وأجتهد كل يوم للبناء ولدفع التغيير إلى الأمام. لي مواقف يُختَلف عليها وتصريحات أسيء فهمها أو لم تكن واضحة وأخطأت في قراءة بعض المواقف السياسية، إلا أنني أبدا لم أخالف ضميري ومبادئي ولم أبحث إلا عن ما ينتصر للديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات ويشهد على هذا دوري داخل مجلس الشعب وبلجنة حقوق الإنسان التي قدمت للمجلس تعديلات قانونية لضمان مكافحة التعذيب وقاربت على الانتهاء من قانون جديد للجمعيات الأهلية يضمن حرية التنظيم في المجتمع المدني. وليعلم كل من يتهمني بالسعي للسلطة أن عليه العودة إلى مواقفي قبل الثورة وبعدها وممارسة الإنصاف في التقييم. وليعلم كل من يهاجمني بعبارات يعف قلمي عن تدوينها ويمارس استعلاء زائفا يإيقافي عند "حدودي" و"حجمي"، إنني لا أخاف وعاهدت نفسي ألا أنزلق إلى الرد على مثل هذه الأمور.
شائعة ٣ الزوجة لأولى الوهمية: وهذه هي أشد العوامل تأثيرًا عليَّ وأنا أكتب الآن، وأقواها من بين عوامل أخرى دفعتني إلى الكتابة. فأنا قادر على مواجهة كل تطاول على حياتي الشخصي بقوة، وهي خط أحمر ينبغي على من لا يستحون فهمه والابتعاد عن الإساءة إليها. ولن أقبل ما حييت أن يقرأ أولادي من بعدي ما يسيء إلى والدهم عن غير حق وبافتراءات لا يحمل من يرددها ذرة من ضمير. علاقتي بزوجتي الأولى، بأم أولادي الألمانية رائعة ونتحدث كل يوم عن شؤونها هي والأولاد وليس اسمها هو "آن ألكسندر" لمن اخترع هذه القصة المفبركة ليلة تمرير مجلس الشعب لتعديلات مباشرة الحقوق السياسية، وليست الصورة التي عرضت لها بحقيقية (بل هي لمقدمة أخبار بقناة بي بي سي البريطانية!)، ولم تطلع أم أولادي على رسالة واحدة متبادلة بيني وبين جمال مبارك لسبب بسيط وهو أنه أبدا لم تكن هناك رسائل بيني وبينه. وولديَّ قرة عيني علاقتي بهما جميلة وأكثر ما يسعدني في الدنيا ولا أقبل المساس بهما ممن انعدم ضميرهم وغاب حياؤهم ولا من غيرهم. وإن كان هناك أمر قد يدفعني إلى تغيير مساري الحالي والابتعاد عن السياسة، فهو الضغوط الأخيرة على جدولي والتأثير السلبي على الوقت الذي أخصصه لهما، وكذلك لوالدتي السيدة العظيمة التي تحملت مسؤولية أسرتنا بعد وفاة والدي -رحمة الله عليه وهو- في سن صغيرة. وإن كان هناك من أمر قد يدفعني لترك البرلمان أو أي مساحة أخرى للعمل السياسي فهما ولديَّ وألمي من تراجع الوقت معهما، وليس أي شيء آخر. ولديَّ هما ما لي في الدنيا فلا يقترب أحد من علاقتي بهما ولا يمسها.
أما بسمة، سيدة قلبي وحبيبتي التي تعلم عني كل شيء ولا أستريح إلا بعد أن أتحدث معها ولها بابنيَّ وأمهما علاقة طيبة تتطور على نحو رائع، فهي تشرفني بوجودها في حياتي وحبها لي مصدر سعادتي اللانهائية ولم ولن أفكر في مطالبتها بترك عملها بالفن، المجال الذي احترمه وأعشقه. علاقتي ببسمة بدأت في النور والعلن وستظل في النور والعلن دوما، فعلى من يتطاول أن يستحي ويبتعد. أحببت بسمة وهي تمثل وأفخر لارتباطي بها وأرجو أن تتحملني بوقتي القليل وإرهاقي المستمرين.
هذه شهادتي للرأي العام وهذه هي الحقائق. فمن شاء فليصدقها. فقد كتبتها مخلصا لنفسي وأسرتي ولمن وضع ثقته بي من المصريين والمصريات، والتي أرجو من الله ألا أخذلها.