جدل حول حقيقة وجود رأس الحسين داخل الضريح.. وشهود عيان: رأيناها
ضريح الإمام الحسين
تحتفل الطرق الصوفية بمصر والعالم بمولد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، سيد الشهداء وسبط النبي الكريم، كما يحتفلون في هذا التوقيت من كل عام بذكرى استقرار رأسه الشريف في مسجده بالقاهرة.
وخلال الاحتفالات، تخرج بعض الأحاديث تزعم عدم وجود الرأس الحسينية في القاهرة، وهو الرأي الذي تبنته بعض الصحفات السلفية هذه الأيام، إلا أن الرأي الثابث في هذا الأمر هو وجودها في مسجده بالقاهرة، بحسب روايات تاريخية وشهود عيان أيضا.
تاريخياً، يقطع الدكتور الحسيني هاشم وكيل الأزهر وأمين عام مجمع البحوث الأسبق، باستقرار رأس الحسين في مصر، استنادا إلى آراء عدد كبير من المؤرخين المعتمدين بحسب وصفه، ومنهم: ابن إياس في كتابه، والقلقشندي في "صبح الأعشى"، والمقريزي الذي عقد فصلا في خططه المسمى "المواعظ والاعتبار".
وأشار وكيل الأزهر السابق إلى رواية (ابن ميسر) وهو أحد المؤرخين المصريين، والتي تقول إن الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي، هو الذي حمل الرأس الشريف على صدره من عسقلان، وسعى به ماشيا حيث وصل مصر، وحلت الرأس في مثواها الحالي من القصر عند قبة باب الديلم، حيث الضريح المعروف الآن بمسجده المبارك بالقاهرة الفاطمية.
الشيخ منصور يصف لحظة دخوله إلى مكان رأس الحسين في الضريح
لكن ليس التاريخ وحده، فشهادات عيان أيضاً أكدت الرواية نفسها، حيث قال الشيخ منصور رفاعي عبيد، وكيل أول وزارة الأوقاف سابقا، أن في سنة 1992 خرجت بعض الأقاويل وبعض المقالات في الجرائد تشكك في وجود رأس سيدنا الحسين بمصر، وبالفعل شكلت لجنة أمنية للدخول والتأكد، وكانت اللجنة مكونة من مأمور قسم الجمالية، ومهندس مختص بالأثار الاسلامية يدعى عمر الفاروق، وثلاثة أشخاص من الأزهر.
وأضاف الشيخ رفاعي، عندما عزمنا على الدخول، كنا في حالة من القلق الشديد، لأن الدخول على أولياء الله الصالحين ليس بالشيء الهين، ولكن المهندس عمر الفاروق شجعنا على الدخول وقال لنا "نحن هنا لإظهار حقيقة فتقدموا"، ففتحنا باب المقام الموجود حاليا، ونزلنا للأسفل ثلاث درجات، فوجدنا الحوض المربع الذي تتواجد بداخله الرأس الشريف.
وتابع في حديث سابق، مع الإعلامي طارق علام ببرنامجه "هو دا" على شاشة المحور، إن هذا الحوض تم بناءه سنة 1928، بهدف نقل رأس سيدنا الحسين من القبو القديم، وهو عبارة عن حوض جميل الشكل يتواجد أسفله الاسمنت لمنع دخول الأتربة والحشرات، وقاموا بعد ذلك بوضع المسك والزعفران في الحوض ثم بعد ذلك وضعوا الرأس الشريف.
واستكمل وكيل وزارة الأوقاف سابقا، عندما هبطنا للأسفل وجدنا هذا الحوض مغلق بقفل فقمنا بفتحة، وقمنا بتوجيه النور ناحية الحوض، ونظرنا بداخله فإذا بالقطعة الخضراء بها الرأس الشريف.