الشهيد العقيد أحمد عشماوى.. «الطيب والمقدام» فى إدارة مفرقعات القاهرة
بسهولة ستتعرف عليه من ملامحه.. تتيقن أنها لم تعرف غير الابتسامة والمرح.. إنه العقيد أحمد عشماوى الذى استشهد صباح أمس الأول أثناء تفكيكه عبوة ناسفة بالقرب من سور قصر الاتحادية.
ستجد اسمه معروفاً لدى إدارة المفرقعات.. أهالى المنطقة التى يقيم بها.. الجميع لا يتذكر له سوى كلمات تدل على طبيعة تلك الشخصية «ده كان راجل طيب، جدع، بيحب الخير لكل الناس، عمره ما زعّل حد، يعرف ربنا كويس».
استشهد «عشماوى» فى شهر رمضان.. ودَّع زوجته وبناته الثلاث.. وكأنه كان يعرف أنه لن يراهن مرة أخرى.. نزل الرجل من بيته فى تمام الساعة السابعة والربع.. توجه إلى مكان عمله بإدارة المفرقعات بمصر الجديدة.. جلس يقرأ القرآن.
مرت ساعة أو أكثر.. هاتفه الشخصى يرن «ألو أيوه أحمد بيه.. شرطة النجدة مع حضرتك.. فيه بلاغ من الأهالى بالعثور على قنبلة بدائية الصنع بالقرب من سور قصر الاتحادية.. وبالتحديد تقاطع شارع الأهرام مع الميرغنى.. العقيد عشماوى يحضر نفسه ومعه باقى ضباط المفرقعات، ويخطر اللواء علاء عبدالظاهر مدير المفراقعات بالقاهرة واللواء سامى يوسف مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بورود بلاغ أمام قصر الاتحادية، وانطلق «عشماوى» وبصحبته باقى الأفراد إلى مكان البلاغ.
صرخات أسرته لا تنتهى.. مشهد الحزن والحسرة يسود ميدان الحجاز، المنطقة التى يقيم فيها الضحية، وأيضاً الحزن يكسو مسقط رأسه مشتول السوق بالشرقية على فقدان الشهيد.
اللواء سامى يوسف، مساعد وزير الداخلية للحماية المدنية، والعقيد أيمن سيد الأهل، خبير بإدارة المفرقعات، قالا لـ«الوطن»: إن مشهد الحزن والحسرة ممتد فى كل الأماكن التى عمل بها هناك فى إدارة المفرقعات بالقاهرة التى كان يعمل بها الشهيد العقيد أحمد عشماوى الذى التحق بالخدمة فيها منذ سنة 1999، 14 سنة قضاها الشهيد فى الخدمة، اجتهد فى عمله منذ أن التحق بكلية الشرطة وتخرج فيها سنة 90 وكان رقم 93 فى دفعته، كان من المتفوقين، ثم عمل فى مديرية أمن القاهرة لعدة سنوات وبعدها انتقل إلى مديرية أمن المنيا وعمل بها عدة سنوات، وعاد مرة أخرى إلى القاهرة وعمل بإدارة المفرقعات وحصل على ترقية «رائد» 1999 ثم رتبة «مقدم» 2006 ثم رتبة «عقيد» العام الماضى 2013،، وأضاف قائلاً: «كل الناس كانت بتحبه، المجندين اللى بيشتغلوا معاه، الظباط، الأفراد.. كان ظابط شاطر جداً، التحق بالإدارة وسافر فى بعثة فى لندن، وكان من المتوفقين فى تلك البعثة».