جيرت فيلدرز.. تبرعوا بـ«الهجوم على الإسلام»
كان أول من أطلق فيلم «فتنة» الذى أثار غضب العالم الإسلامى والجاليات المسلمة فى المهجر عام 2008، بسبب إساءته للإسلام، هو زعيم اليمين المتشدد فى هولندا جيرت فيلدرز، الذى كان من أوائل من وضعوا نسخة الفيلم المسىء للرسول «براءة المسلمين» على موقعه الخاص فى شبكة الإنترنت.
يعتمد فيلدرز فى انتقاداته للإسلام على استراتيجية مؤثرة، فيظهر رفضه للإسلام من خلال منظور يبدو من الخارج كأنه دفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين والمحافظة على قيم الثورة الفرنسية، أكثر منه كراهية للإسلام، من خلال تقديم النصوص الإسلامية كأنها تدعو للعنف ضد المرأة والشواذ، كما ترتكز استراتيجيته على تلك الفكرة التى تحوّل كل من ينتمى للإسلام إلى إرهابى خطير يؤمن بالنقاب ويؤيد بن لادن، وبالتالى يظهر فيلدرز فى صورة فارس الديمقراطية الذى يحمل مسئولية الدفاع عن الحقوق الأساسية للمواطنين.
بدأ فيلدرز رحلة صعوده السياسى فى هولندا بتغذية المخاوف من المسلمين، فأصبح رمزاً رئيسياً لمناهضتهم فى أوروبا، واحتفت به الجماعات المتطرفة فى أمريكا وكندا، خاصة حين طالب بحظر القرآن فى هولندا، مشبهاً إياه بكتاب «كفاحى» لهتلر، لكنه مُنع من دخول المملكة المتحدة عام 2009 بسبب آرائه، كما شارك فى فعاليات كثيرة ضد الإسلام فى الولايات المتحدة وكندا وإسرائيل وبرلين، بالإضافة إلى كتابه «حرب الإسلام على الغرب» عام 2012.
تراجع حضور فيلدرز السياسى كثيراً، ومُنى حزبه بهزيمة مخزية فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة فى بلاده، وخسر ما يقرب من نصف المقاعد التى كان يشغلها حزبه فى البرلمان، لكنه يتلقى دعماً مالياً من مجموعات أمريكية مؤيدة لإسرائيل تشاركه أفكاره، حيث إن التمويل الأجنبى للأحزاب لا يتعارض مع القوانين الهولندية.
وفيلدرز ليس غريباً على الشواطئ الأمريكية، فقد كان يسافر باستمرار إلى الولايات المتحدة لجمع الأموال وإلقاء المحاضرات، وفتح خطابه الأشهر فى نيويورك فى خريف عام 2010 الذى عارض فيه بناء مسجد على بعد خطوات من منطقة «جراوند زيرو» الطريق مرة أخرى لترويج رسالته ضد الإسلام، حيث دعا نيويورك «لأن تدافع عن نفسها ضد قوى الظلام والكراهية وآفة الجهل.