في ذكرى مولده.. الشيخ مصطفى عبدالرازق «الفيلسوف» إماما للأزهر
الشيخ مصطفي عبد الرازق
تحل اليوم 15 فبراير 2021 ذكرى رحيل شيخ الجامع الأزهر الرابع والثلاثون، الإمام مصطفى عبد الرازق، الملقب بفيلسوف الأزهر الشريف.
وبحسب دار الإفتاء المصرية وتقريرها المنشور عبر موقعها الرسمي، فإن الإمام الأكبر الشيخ مصطفي عبد الرازق من مواليد قرية أبِي جرج، بمحافظة المنيا، لعام 1885، وهو الابن الرابع من أبناء المرحوم حسن باشا عبد الرازق.
مصطفى حسن أحمد محمد عبد الرازق، حفظ القرآن الكريم بقريته، ثم درس بالازهر وهو ابن العشرة أعوام وظهرت بواكير نبوغه، وكان والده يتدارس معه في الإجازات كتب الآداب ودواوين الشعراء فنمت موهبته وأينعت، وأحبَّ الصحافة فأنشأ مع إخوته وأقاربه صحيفة عائلية كان يطبعها على مطبعة «البالوظة»، ثم أنشأ جمعية غرس الفضائل من شباب أسرته وكانوا يتناوبون فيها الخطابة في مساء الجمعة من كُلِّ أسبوع.
الإمام محمد عبده
للشيخ مصطفي عبد الرازق العديد من المقالات الأدبية في الصحف العامة كذلك القصائد والشعر، وكان بين والده وبين الشيخ محمد عبده مودة وصداقة وثيقة انعكس أثرها على الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق، حيث تأثر بالإمام محمد عبده كما تأثر بالشيخ بسيوني عسل، أستاذه في الفقه، والشيخ محمد حسنين البولاني، والشيخ محمد شقير، والشيخ الإمام أبي الفضل الجيزاوي، والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية.
خلال عام 1908 حصل الشيخ مصطفى عبد الرازق علي العَالِمية، وهي الدكتوراة، وبعد شهر من نجاحه انتُدِب للتدريس بمدرسة القضاء الشرعي، وطالب الإمام عبد الرازق بإصلاح مناهج الأزهر وإلغاء مدرسة القضاء الشرعي، وتألفت جماعة للمطالبة بالإصلاح أطلق أعضاؤها عليها اسم «جمعية تضامن العلماء» وكان الشيخ مصطفى عبد الرازق في مقدمة أعضائها فغضب الخديوي على هذه الجمعية وأوعز إلى مدرسة القضاء الشرعي بالضغط عليه للاستقالة منها، فقدم الشيخ استقالته من المدرسة لا من الجمعية.
سفره إلى فرنسا
وفي عام 1909 سافر الإمام مصطفي عبد الرازق إلى فرنسا، فدرس تاريخ الفلسفة والأدب الفرنسي، وأعدَّ رسالة الدكتوراه عن الإمام الشافعي، ثم أخرج مع المسيو برنار ميشيل ترجمة بالفرنسية لكتاب الشيخ محمد عبده «العقيدة الإسلامية» من رسالة التوحيد.
ظل في فرنسا حتى قيام الحرب العالمية الأولى، إذ عاد للقاهرة في 1915، وعين موظفاً في مجلس الأزهر الأعلى بإشارة من السلطان حسين كامل، ثم سكرتيراً للمجلس الأعلى للأزهر والمعاهد الدينية، وفي 4 سبتمبر سنة 1920 صدر قرار من مجلس الوزراء بتعيين الشيخ مصطفى عبد الرازق مُفتشًا بالمحاكم الشرعية.
وزيراً للأوقاف في 7 وزارات ثم شيخاً للأزهر
نال رتبة البكوية في 2 من فبراير سنة 1937، ثم اختير وزيراً للأوقاف في الوزارة التي ألفها محمد محمود باشا في 27 من أبريل سنة 1938، وظلَّ وزيرًا للأوقاف في هذه الوزارة وما تلاها من وزارات حتى 5 من فبراير سنة 1942.
كما دخل وزارة النقراشي التالية لها أيضًا، وبقي وزيراً للأوقاف حتى تم تعيينه شيخًا للأزهر، فقد شغل الشيخ مصطفى عبد الرازق منصب وزير الأوقاف في 7 وزارات، وهو أول شيخ أزهري يتولى هذه الوزارة.
في 15 فبراير 1947، ذهب الشيخ الإمام مصطفى عبد الرازق إلى مكتبة الأزهر، فرأس جلسة المجلس الأعلى للأزهر ثم عاد إلى بيته فتناول طعامه ونام قليلا، ثم استيقظ فتوضأ وصلَّى، وشعر بإعياء شديد فاستُدعي الطبيب فوجد أن الشيخ قد وافته المنية، فقد نفذ قضاء الله فيه.