دراما الشباب تهزم «ملايين» النجوم الكبار بـ«القاضية»
حققت المسلسلات التى قام ببطولتها مجموعة من الفنانين الشباب نجاحاً أكبر من مسلسلات كبار النجوم، ومنها «سجن النسا» و«السبع وصايا» و«عد تنازلى» و«الصياد»، حيث حققت هذه الأعمال نجاحاً فاق مسلسلات «صاحب السعادة»، و«دهشة» و«جبل الحلال» وغيرها، رغم أن أجر النجم الواحد فى هذه الأعمال يكاد يوازى ميزانية مسلسل كامل من أعمال الشباب.
والسؤال الآن: هل يستحق النجوم الكبار هذه الملايين التى يحصلون عليها؟ ولماذا تصر القنوات الفضائية على شراء أعمالهم رغم أنها لا تحقق نفس النجاح الذى يحققه الشباب؟ الناقد رامى عبدالرازق قال: «من أكثر العناصر التى أفسدت الدراما ارتفاع أسعار النجوم وتوجيه النصيب الأكبر للنجم، وبالتالى فهو عنصر أساسى من عناصر إفساد الدراما، لولا الشباب الذين استطاعوا أن يقدموا أعمالاً بتقنيات عالية وورق جيد وأجور وميزانيات بسيطة، وليس صحيحاً أن وجود اسم النجم على التتر يجعل المسلسل عظيماً، ولا بد أن يكون هناك حد أقصى للأجور و(اللى مش عاجبه ما يشتغلش)». وأضاف: «النجوم الكبار لا يريدون فقط إلا منافسة باقى المسلسلات، لكنها فى النهاية وقعت على رؤوسهم لأنهم لم يصمدوا أمام مسلسلات الشباب، فعادل إمام لا يستحق 35 مليون جنيه فى «صاحب السعادة»، لأنه لم يقدم فيه أى جديد، وما دام لم يضف الفنان إلى رصيده الفنى فسيسحب من رصيده السابق لدى الجمهور، وعندما تحصل ليلى علوى على 6 ملايين جنيه أقول «يا خسارة الفلوس»، لأنها لم تقدم جديداً أيضاً فى «شمس»، ويجب أن تكون هناك وقفة من المنتجين أمام هذه الأجور الكبيرة».
بينما كان للناقد سمير الجمل رأى آخر، حيث قال: «هناك ملايين تدفع فى أعمال لا تعرض سوى الانحراف والقتل والاغتصاب والمخدرات والبلطجة، ولا يدفع أحد هذه الملايين لتقديم أعمال تعرض شيئاً جديداً وجيداً للمشاهد، وبالتالى فهذه الأعمال أشبه ما تكون بغسيل أموال لأنها تشجع الطالح وتمنع الصالح».
وأضاف أن «كل الأجور المعلنة غير صحيحة، ومن يحصل على 5 ملايين يقول إنها 10 ملايين، تمهيداً لرفع أجورهم فى أعمالهم المقبلة، فهى لعبة تجارية للنجوم، والقضية هنا ما الذى قدمه هذا النجم للناس، ومن الذى يدفع له، وبالتالى هناك تمويلات مشبوهة تدخل فى الدراما التليفزيونية».
المنتج هشام شعبان يرى أن أجور الفنانين تحدد حسب «العرض والطلب» من القنوات الفضائية، واختيار الفنان لبطولة العمل يتم حسابه على أساس هل هذا النجم عند بيع مسلسله سيغطى تكلفة إنتاجه أم لا، و«إذا كان بطل المسلسل لن يعوضنى فلوسى فلن أستطيع أن أدفع له أجره، وحالياً المحطات الفضائية تقسِّط ثمن المسلسلات على سنتين أو ثلاث، وفى العام الذى يليه نبيع لهم المسلسل الجديد، ما يؤدى إلى تراكم أموالنا لديهم، وإلى تعطيل دورة رأس المال، ولكن فى النهاية أستطيع أن أقول إن موضوع العمل الجيد هو الذى يحدد إمكانية نجاحه بصرف النظر عن أبطاله أو نجومه، والدليل على هذا نجاح مسلسلات الشباب الجماعية هذا العام والعام الماضى».
أما المنتج أحمد الجابرى فقال إن «النجوم الكبار يغطون تكلفتهم، لكن هامش الربح للمنتج هو المشكلة، لأنه أحياناً يكون هذا الربح قليلاً، وأحياناً لا يكون هناك ربح أصلاً، والفائدة الكبرى تعود على القنوات من الإعلانات التى تعرض مع المسلسل، لكن فى النهاية المنتج يعمل كى يصبح موجوداً فى السوق، والنجوم الكبار يحصلون على أجور كبيرة لأنهم يعلمون أنهم يبيعون بأسمائهم بشكل جيد، وفى النهاية أؤكد أن المنتج لا يختار النجم للمسلسل، بل تختاره القنوات الفضائية لتجلب باسمه الإعلانات».