"صحيح البخاري".. مصحف السنة النبوية الشريفة
أكثر من 1400 عام مرت على هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنذ نزلت رسالة الإسلام على المصطفى وبدأت السنة النبوية الشريفة في الإشراق على الأمة. مع تواتر السنين وتعدد مصادر نقل الأحاديث النبوية، كان ضروريا إيجاد آلية لحفظ هذا التراث من الاختفاء أو التلاعب، لذا خرج أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري بأول مصنف في الحديث الصحيح المجرد المنسوب إلى الرسول الكريم.
ولد الإمام البخاري ليلة الجمعة 13 شوال سنة 194 هـ، ومات أبوه وهو صغير، فنشأ في رعاية أمه، فتوجّه إلى حفظ الحديث، وقرأ الكتب المشهورة وهو في السادسة عشر من عمره، حتى قيل إنه كان يحفظ وهو صبي 70 ألف حديث، سندًا ومتنًا، وتوفي سنة 256 هجرية.
"صحيح البخاري" هو أشهر كتب محمد بن إسماعيل، بل هو أشهر كتب الحديث النبوي، جاء مبوبًا على الموضوعات الفقهية، حيث بلغ إجمالي الأحاديث المكتوبة 7257 حديثا بالمكرر، ومن غير المكرر 4000 حديث منسوب للرسول الكريم، قام البخاري بالجمع والتحقق من صحة الأحاديث حسب علم الحديث الذي أسسه، وعندما انتهى كان عمره 38 عاما، أي تقريبا سنة 232 هـجرية.
كان البخاري لا يضع حديثًا في كتابه إلا اغتسل قبل ذلك وصلى ركعتين، حيث قصد واضع مصحف الأحاديث في صحيحة إبراز فقه الحديث الصحيح واستنباط الفوائد منه، وجعل الفوائد المستنبطة عناوين للكتاب، لذلك فإنه يذكر متن الحديث بغير سند (حديث) وقد يحذف من أول الإسناد واحد فأكثر، أما أحاديث صحيح البخاري بالمكرر بلغت 7593 حديثـًا، حسب ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي لأحاديثه، ويرى الحافظ ابن حجر العسقلاني صاحب "فتح الباري في شرح صحيح البخاري" أن عدد أحاديث البخاري 7397 حديثـا، وفي صحيح البخاري أحاديث معلقة وجملتها (1341)، وعدد أحاديث البخاري المتصلة من غير المكررات قرابة أربعة آلاف.
من الشيوخ الذين نقل البخاري عنهم الأحاديث النبوية في صحيحه: "محمد بن أبي حاتم عبد الله بن يوسف التنيسي" حيث فاقت رواياته عنه 300 رواية، و"علي بن عبد الله المديني" حيث فاقت مروياته 200، و"أبو اليمان الحكم بن نافع"، و"موسى بن إسماعيل التبوذكي".
صحيح البخاري
صحيح البخاري
صحيح البخاري