«كبار العلماء»: «الطلاق الشفوي» وقوعه صحيح.. و«الجندي»: كأنه لم يكن
«الأطرش»: الزوج الذي يهدد زوجته شفهيا آثم.. وكلمة الطلاق تهز العرش
الدكتورة آمنة نصير
أثار الطلاق الشفهي جدلاً دينياً جديداً بعد ظهوره فى مسلسل «لعبة نيوتن»، فهل يُعد صحيحاً أم باطلاً؟ وهو السؤال الذي يطرحه الكثيرون، إلا أن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كانت قد حسمت الجدل فى الطلاق الشفهي من قبل، حيث أقرت وقوع الطلاق المستوفى أركانه وشروطه، بما استقر عليه المسلمون منذ عهد الرسول الكريم، وأكدت أنه على المطلِّق أن يبادر بتوثيق هذا الطلاق فور وقوعه، حفاظاً على حقوق المطلقة وأبنائها.
وشددت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على أنه من حق ولىّ الأمر شرعاً أن يتخذ ما يلزم من إجراءات لسن تشريع يكفل توقيع عقوبة تعزيرية رادعة على من امتنع عن التوثيق أو ماطل فيه، محذِّرة المسلمين كافة من الاستهانة بأمر الطلاق، ومن التسرع فى هدم الأسرة، وتشريد الأولاد.
«الجندي»: كأن لم يكن
وفى المقابل قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن أى طلاق شفهى لا قيمة له ولا يُعتد به ولا يترتب عليه أى آثار من عدة وخلافه. وأضاف، خلال استضافته بالصالون الرمضانى الذى نظمته تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، مساء أمس الأول، حول الجدل الذى أثاره مسلسل «لعبة نيوتن» عن الطلاق الشفهى، بحضور النائب طارق الخولى عضو مجلس النواب عن التنسيقية، ودينا المقدم عضو التنسيقية، أنه إذا طلق الرجل زوجته شفهياً، وهاجر إلى كندا، ومرت 10 سنوات دون استخراج وثيقة الطلاق، فهى زوجته، حيث إنه لا يتم احتساب عدة المرأة إلا بعد استخراج وثيقة الطلاق.
وأضاف «الجندى»: «الطلاق عند الفقهاء هو حل رباط الزوجية، ونحن نتحدث عن وسيلة إيقاع الطلاق، وأى شىء لا تترتب عليه آثاره كأنه لم يكن».. وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن العقد شريعة المتعاقدين وكل ما لا تترتب عليه آثاره هو والعدم سواء، مشيراً إلى أن «الطلاق الشفوى لا قيمة له ولا تترتب عليه آثاره، وأى واحد طلق مراته شفهياً، فهى ما زالت زوجته».
«الأطرش»: الزوج الذي يهدد زوجته شفهياً آثم
من جانبه قال الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، إن الطلاق الشفوى نافذ، ولذلك حذّر النبى الكريم من الطلاق، فقال: «أبغض الحلال عند الله الطلاق»، لأن كلمة الطلاق يهتز لها عرش الرحمن، وذلك لأن الرجل كان رجلاً ويفى بكلمته وقتها، ولما نقض الرجل كلمته وعُرف عن بعض الرجال كذبهم وخيانة ضميرهم ومن باب الحرص على حقوق المرأة، صدرت القسيمة، التى تثبت الزواج.
وأوضح أن الطلاق ثلاثة أقسام: طلاق الهازل، والسكران، والغضبان، أما الأخير فلا يقع لقول النبى «لا طلاق فى إغلاق» والإغلاق هو أن يغلق على الإنسان بحيث لا يدرى ما يقول، وكذلك طلاق السكران لا يقع، أما طلاق الهازل فيقع لقول الرسول الكريم «ثلاث هزلهن جد» منها الطلاق، فإذا قال شخص هازل لزوجته أنتِ طالق فقد وقعت الطلقة، والله سبحانه وتعالى يقول: «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف»، لذا إذا قال الرجل لزوجته «أنتِ طالق» وحقّت عليه الطلقة فهذا الطلاق شرعاً واقع لا محالة، أما قانوناً فليس طلاقاً، ولكنه وقع فى كل الأحوال. خاتماً حديثه بقوله: «لا يجوز للزوج تعليق زوجته دون تطليقها رسمياً، والزوج الذى يفعل ذلك فهو آثم ويحاسبه الله على فعلته»، متابعاً: الوسيلة التى تساعد الزوجة فى الطلاق عند مماطلة الزوج هى إقامة دعوى خلع.
«نصير»: وضع الضوابط يصون كرامة المرأة
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الهدف الأول وراء «وضع ضوابط للطلاق الشفهى»، هو السعى لوضع الأسرة فى دائرة الحلال، وصون كرامة المرأة، حيث جعل الله للرجل رخصة مرتين، كما قال الحق: «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ»، ووضع الرجل فى دائرة الانضباط، والذى بيده «عقدة النكاح» بطريقة تتوازن مع تراثنا الإسلامى.
وأضافت: «لكن من المؤسف أن القضية خرجت عن مسارها المنشود، وبدلاً من البحث والاجتهاد، ضاع الهدف النبيل الذى نسعى إليه، بتحقيق أسرة مستقرة، تعيش بالحلال، لتتحول لمعركة حادة وتراشق بالآراء».