عمال النظافة بالبحيرة: فرحتنا بالعيد تكمل بشغلنا في الشارع وسط الناس
عامل نظافة بالبحيرة
في الوقت الذي يخرج فيه الجميع للاحتفال بالعيد، سواء لزيارة الأقارب والأحباب والتنزه، أو التجمع في المنازل لتناول الحلوى والأكلات الخاصة بالأعياد، هناك رجال لم تعرف إجازة العيد طريقا لهم، وظلوا في أماكن عملهم بعيدًا عن فرحة العيد، وباختلاف مواقعهم تختلف طريقة قضائهم للعيد، فمنهم من يكون في البحر بعيدًا عن الأرض تماما، ومنهم من يكون قائم على المتنزهات وتنظيمها، بالإضافة إلى الأطباء والضباط والمهن الهامة.
وفي العيد هناك فئة لا تعرف الإجازة، ودورها وإن كان لا يهتم به أحد، إلا أنه هام جدًا لا يمكن الاستغناء عنه، وهم عمال النظافة الذين ينتشرون في الشوارع مع أول ظهور لشعاع الشمس، سواء في الأعياد أو الأيام العادية، ويزيد العبء عليهم في الأعياد والمناسبات، نظرًا لكثرة خروج المواطنين.
إبراهيم عبدالله، عامل نظافة بالدلنجات، يقول لـ«الوطن»، فرحتنا بالعيد تكتمل وسط الناس وفرحتهم وخروجهم، وهو مشهد لا نراه طوال العام، حيث يبدأ يومنا وسط أحداث نمطية تتكرر في كل يوم، وهو مشهد خروج المواطنين مسرعين إلى أعمالهم تبدو عليهم ضغوط الحياة، والجميع مشغول بحاله ولا يفكر إلا في كيفية وصوله إلى عمله في الموعد المحدد.
وتابع، أن أيام العيد تأتي لتكسر الروتين اليومي، ويسود المرح والفرحة والبهجة بين المواطنين في شوارع المدينة، وبهذا المشهد تكتمل فرحتنا ويزيد نشاطنا للعمل، ونكثف من تواجدنا في الشوارع خلال الأعياد، نظرًا لزيادة القمامة الناتجة عن احتفالات المواطنين سواء بالأكل أو أكياس وعلب الحلوى، ولم نشعر أبدًا بالتعب فنحن نعمل بحب لخدمة أهلنا وأحبابنا.
شعبان كامل، عامل نظافة بكفر الدوار، يؤكد حديث زميله في المهنة، «نكثف من تواجدنا بالشوارع خلال العيد، ولا شك أن العمل بالأعياد له طابع مختلف، نشعر وكأننا نعيش وسط أسرة كبيرة، فقد لاحظت أن المواطنين في الأعياد يوزعون الابتسامة والبهجة بخلاف الأيام العادية، وعلى الرغم من العمل الإضافي الذي نتحمله في الأعياد، إلا أن سعادتنا بفرحة الأهالي تفوق أي مشقة وتعب».
والتقط سعيد كامل، أطراف الكلام قائلا: «مهنتنا لها رسالة هامة جدًا لا يعرفها إلا أصحاب الأفق الواسعة، فنحن نتحمل عبء نظافة الشوارع في الأعياد والأيام العادية، وتعودنا بحكم عملنا أن نقضي العيد في الشارع بين الناس وفرحتهم، وهو ما ينعكس علينا بالإيجاب ويشعرنا بأهميتنا في المجتمع الذي نعيش فيه».