سودانى يبيع نظارات فى إمبابة: دى آخرة اللى يزور دول «الربيع العربى»
لم يكن عبدالرحمن موسى (مواطن سودانى)، يتوقع أن أمنيته بزيارة بلدان الربيع العربى، لن تكتمل، فالزيارة التى بدأها الرجل الخمسينى بمصر توقفت فى مصر، مقرراً بعد فترة من الإقامة فى القاهرة العودة إلى بلده السودان والتخلى عن الحلم الذى كان يحلم به.
بائع نظارات شمسية على كوبرى المطار بمنطقة مطار إمبابة، هو الحال الذى انتهى إليه «عبدالرحمن» الذى عانى طويلاً من إقامته فى مصر وفقد ما معه من أموال، فاضطر إلى العمل كبائع نظارات لجمع تذكرة العودة إلى السودان، مقرراً عدم استكمال الرحلة التى كان ينويها: «كان نفسى أزور بلدان العالم العربى، وأشوف إيه اللى وصلت ليه، لكن قررت عدم استكمال الرحلة والعودة إلى بلدى».
بين باعة يفترشون منتجات صينية يجلس «عبدالرحمن» بينهم يغنى أغانى من التراث السودانى غير مفهومة لمن حوله، راوياً لكل من يفتح معه حديثاً من الزبائن قصته كرحالة كان ينوى زيارة بعض البلدان العربية، لكنه فشل: «أنا قررت أبدأ زيارتى بمصر، عشان حكايات صديق سودانى يقيم فى القاهرة منذ فترة طويلة، حكالى كتير عن مصر وحسيت بحنين ورغبة فى زيارتها ومنها إلى باقى البلدان العربية التى شهدت ثورات.. لكن خيرها فى غيرها».
ينتمى «عبدالرحمن» إلى قرية «سنار» فى شمال السودان، وبعد خروجه على المعاش بعد عمله شرطياً فى مدينته لمدة تزيد على 17 عاماً، شعر برغبته فى الخروج من السودان والتعرّف على ما حدث فيما يسمى بـ«الربيع العربى»: «رغم أنى شايف أن الثورات اللى حصلت ماجابتش الخير فى البلاد اللى قامت فيها، لكن الحال فى مصر تمام وكويس جداً.. ومصر بدأت تسترد عافيتها».