«السيسى» لـ«الإعلام»: «محتاجين نخلى بالنا من كل كلمة بنقولها».. وأرفض محاولات الوقيعة بين مصر والسودان
اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيره السودانى عمر البشير، على رفع مستوى اللجنة الوزارية إلى المستوى الرئاسى، ودعم الجيش الوطنى الليبى، وإقامة علاقات ثنائية بين البلدين، وطالب الرئيسان وسائل الإعلام بالحرص فى تناول العلاقة بين البلدين.
وقال «السيسى» فى مؤتمر صحفى، بقصر القبة أمس: «نرحب بالبشير فى بلده مصر وبين أبناء شعب مصر أبناء النيل، ذلك النهر العظيم الذى جمع ولم يفرق بينهم، وسعادتى البالغة بهذه الزيارة الهامة تأتى فى وقت تتوحد فيها الإرادة السياسية والإرادة الاقتصادية بشكل يرقى إلى تطلع الشعبين ويعزز الاستفادة المشتركة لتحقيق النمو الاقتصادى».
وأضاف: «دارت مناقشات بيننا، واتفقنا على وجود علاقات ثنائية بين البلدين ذات الاهتمام المشترك، منها علاقات زراعية واقتصادية مشتركة، ورفع مستوى اللجنة المشتركة من المستوى الوزارى إلى الرئاسى، وناقشنا التطورات على الساحة الأفريقية والشرق الأوسط، والأوضاع فى ليبيا، حيث حاز الملف الليبى على اهتمام خاص بالنظر لعضوية البلدين فى الآلية التشاورية لدول جوار ليبيا.
وشدد على دعم مصر للخيارات الحرة للشعب الليبى وأهمية دعم المؤسسات الشرعية الليبية، وفى مقدمتها الجيش الوطنى الليبى والتوصل إلى وجود أفق سياسى لتسوية الأزمة فى ليبيا بما يضمن تحقيق الاستقرار السياسى والاستتباب الأمنى ويصون الحقوق المشروعة للشعب الليبى.[FirstQuote]
وأكد «السيسى» رفضه لأى محاولات للوقيعة بين مصر والسودان، مشدداً على أنه لن يستطيع أحد تعكير صفو العلاقات القوية بين الشعبين المصرى والسودانى، لافتاً إلى أن دور الإعلام يجب أن يكون بناءً فى الفترة المقبلة، للمساعدة على تفعيل العلاقات الثنائية وتنميتها والتركيز على الإيجابيات، وقال: «إن بناء العلاقات بين البلدين يحتاج إلى الحرص والعمل من مؤسسات الدولة وكمان الإعلام، محتاجين نخلى بالنا من كل كلمة بنقولها، ونبقى حريصين على كل كلمة بنقولها».
من جانبه، أكد الرئيس السودانى عمر البشير على كل ما قاله الرئيس السيسى فى حرصهما على التوافق فى كل الموضوعات المشتركة، وقال فى كلمته فى المؤتمر الصحفى: «اتفقنا على إزالة أى عقبات وتبنى الأشياء المشتركة، وهناك إرادة سياسية قوية بين البلدين، وهناك مصالح تمكننا من تحقيق التوافق حولها».
وطالب «البشير» وسائل الإعلام بتبنى دور بناء فى العلاقة بين البلدين، وأضاف: «الناس على دين إعلامهم، والعلاقات بين البلدين تؤثر عليها الأجهزة الإعلامية».
وأكد «البشير» أن الإعلام له دور خطير جداً، ويمكن أن يكون بناء أو هداماً فى علاقات الدول، وشدد الرئيس السودانى على أن ما اتفق عليه مع الرئيس السيسى لن يؤثر عليه أجهزة إعلام، واصفاً ما تم الاتفاق عليه «بالبناء المتين»، الذى لن تهزه أى رياح أو عواصف مهما كانت.
وقال «البشير» إن الدور البناء للإعلام مهم جداً وكل أجهزة الدولة عليها أن تذيب كل العوائق التى تمنع التواصل وتبادل المنافع بين البلدين.
وأشار البشير إلى رفع مستوى اللجنة العليا المشتركة من وزارية إلى رئاسية لتحقيق ما يتفق عليه بين أجهزة الدولة فى البلدين، مشيراً إلى أن مؤسسات المجتمع المدنى فى البلدين عليها دور مهم، وهناك تواصل مستمر بينها.[SecondQuote]
ولفت إلى أنه سيكون هناك طرق أسمنتية تربط بين مصر والسودان منها الساحلى وشرق النيل والذى سيفتتح فى مارس المقبل.
وشدد الرئيس السودانى على أن اتفاقية الحريات الأربع تعطى امتيازات للمواطنين فى كلا البلدين، وسيتم العمل على تفعيلها خلال المرحلة المقبلة لكى يكون للمواطن المصرى الحق فى التنقل والإقامة والعمل والتملك فى السودان بكل حرية وكذلك المواطن السودانى.
وقدم «البشير» فى ختام كلمته الشكر للرئيس السيسى على حفاوة الاستقبال، قائلاً: «نحن معك إلى الأمام».
من جانبها، قالت مصادر سودانية، إن وزيرى الاستثمار السودانى مصطفى عثمان، والمصرى أشرف سالمان، عقدا جلسة مباحثات ثنائية، واتفقا على الاستثمار المصرى فى السودان، وخلق فرص استثمارية فى مجالات الزراعة والصناعة والتعدين، موضحة أن الاستثمارات بين البلدين نحو 10 مليارات دولار مفعل منها 2 مليار دولار فقط.
وأضافت: «إن البشير التقى ببعض رجال الأعمال المصريين الذين لديهم استثمارات فى السودان منهم نجيب ساويرس وأحمد بهجت، وحثهم على زيادة الاستثمارات فى الخرطوم، بحيث تصل إلى 10 مليارات دولار»، موضحة أنه تحدث معهم على الاهتمام بالاستثمار فى الثروة الحيوانية.
وكان «البشير» قد غادر القاهرة، أمس، بعد مباحثات أجراها على مدار يومين مع الرئيس السيسى، استعرضا فيها تعزيز العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجارى، وبحث إمكانية إنشاء منطقة للتجارة الحرة بينهما، وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين لإزالة أى عوائق تحول دون الارتقاء بالتعاون الثنائى بينهما فى كافة المجالات، ولتحقيق التكامل بين القاهرة والخرطوم وجعل العلاقات بينهما نموذجاً يحتذى للعلاقات (العربية - العربية)، وتنفيذ عدد من المشروعات الاستثمارية المقترحة لنقل مصر إلى المرتبة الثنائية بدلاً من الرابعة على مستوى قائمة الدول المستثمرة فى السودان.