«عمرو» نفسه فى «رغيف عيش» بس «حساسية القمح» تمنعه
أعراض غريبة هاجمت الصغير، المعدة تتورّم، ونقص حاد فى كل العناصر الأساسية بالجسم، وفقدان شديد وسريع للوزن، لم يعد هناك بُد من استشارة طبيب، لتأتى النتيجة صادمة «انتفاخ البطن سببه سوء الهضم الشديد الذى يتعرّض له»، لم يقتنع الأب أحمد الكومى بتشخيص الأطباء، خاصة أن الحالة مستمرة، فما كان منه إلا أنه عاود عرض ابنه «عمرو»، ابن الـ13 سنة، على طبيب آخر بمستشفى أبوالريش، لتأتيه النتيجة أشد قسوة: «ابنك عنده حساسية نادرة من القمح».
أسقط فى يدى الأب، وهو يسمع طبيب ابنه «القمح، حد يتعب من القمح اللى داخل فى كل الأكل، طب هيعيش؟»، أسئلة كثيرة دارت بذهن الأب، حاول فى البداية التعايش مع الأمر، وتجاوزه بتفادى تناول صغيره أى منتجات يدخل فيها القمح «المشكلة أنه مفيش، وكل مرة ياكل حاجة بالغلط يجيله إسهال وجسمه يتصفى ويقعد تعبان شهر، لا عارف يروح المدرسة ولا عارف يعيش ولا ياكل زى اللى فى سنه».
حالة عمرو ليست الوحيدة، هكذا اكتشف الأب، من خلال «حملة التوعية بمرض السيلياك، لا للقمح لا للجلوتين»، خاصة بعد تصريحات وزير التموين د. خالد حنفى عن دراسة توفير خبز خاص لمن يعانون من حساسية القمح، وإنتاج مخبوزات خالية من الجلوتين وعمل قاعدة بيانات بالتعاون مع وزارة الصحة لمعرفة عدد المصابين.
ورغم معاناة «الكومى» مع مرض ابنه، فإن هناك من يعانى بصورة أكبر، هكذا هو حال «شاكر محمد طاهر»، فتحاليله تثبت عدم إصابته بحساسية القمح، لكن واقعه يحمل العكس «رحت جميع المستشفيات، وآخر حاجة رحتها أم المصريين، كل الأعراض عندى، لكن الدكاترة مش عارفين يشخصوا المرض، مابقتش عارف أفرق بين التهاب القولون وأعراض حساسية القمح، وده حال ناس كتير مصابين بالمرض ومش عارفين».
خطورة المرض حسب تأكيد د. عامر الطويل أحد المتخصصين بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، وأحد مؤسسى حملة التوعية بمرض السيلياك، لا تكمن فقط فى عدم وجود علاج، لكن لكونه مرتبطاً بأسلوب حياة المصريين المعتمد على الخبز والقمح: «لازم المريض يعتمد على منتجات دقيق الذرة أو الأرز التى تحتوى على كل مكونات دقيق القمح، فيما عدا مادة الفلوطين المسببة لمرض السيلياك».
فى الوقت الذى أكد فيه أحمد كمال، مسئول ملف الخبز والمخابز بوزارة التموين أن الوزارة تدرس إنتاج دقيق خالٍ من الجلوتين وإتاحته بصفة مبدئية لمخابز القطاع العام قبل تعميمها فى المخابز الخاصة: «بندرس تخصيص جزء من إنتاج كل مخبز لهؤلاء المرضى، وفقاً لعددهم فى المنطقة وتوزيعه عليهم ببطاقات التموين».