محلب في لقاء نظيره الياباني: نسعى لتحرير الاقتصاد من أعبائه المتراكمة
حضر المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المشترك لمجلس الأعمال المصري الياباني، المنعقد بالقاهرة تحت عنوان "مصر واليابان معًا لمستقبل أكثر إشراقًا"، بمشاركة شينزو آبى، رئيس وزراء اليابان، وعدد من الوزراء.
ورحب محلب، بنظيره الياباني شنزو آبى، في مصر، قائلاً "نستقبله اليوم على أرض الكنانة، وفى رحاب الأهرامات التي زارها بالأمس، التي كانت مزاراً لوفد الساموراي في بعثته إلى مصر عام 1864، قاصداُ ضفاف النيل للتعرف على تجربة شعبه الرائدة، وبناء جسر للتواصل بين حضارتي الشرق الأقصى، والأدنى من تلك الحقبة التاريخية".
وألقى كل من إبراهيم العربي، وشونزو شيمزو، رئيسا مجلس الأعمال المصري الياباني المشترك، في بداية اللقاء، كلمتين أكدا خلالها على عمق العلاقات بين البلدين، وأنه يتم العمل معًا لبناء قصة نجاح في المجالات المختلفة.
وقال محلب، "إن مصر سطرت فصلاً جديدًا في تاريخها العريق الممتد لآلاف الأعوام، أظهر فيه الشعب المصري بسالته ووطنيته وزوده عن كرامته الوطنية وحريته واستقلال إرادته، بعد ثورتين مجيدتين في يناير 2011 و يونيو 2013، انتفض من خلالهما في وجه الانغلاق والإقصاء، ودافع عن هويته الوطنية في وجه القوى الظلامية، فتحقق له ما أراد، وعلى ذلك، فإن مصر تقدر مواقف الدول الصديقة التي تقف معها في تلك المرحلة الفاصلة من تاريخها الحديث، ولا تنسى أبد الدهر من احترم إرادتها وخياراتها السياسية".
وأشار إلى أن خيارات الشعب المصري تجسدت في كافة مراحل استحقاقات خارطة المستقبل السياسي المتفق عليها، بدءاُ من الاستفتاء على التعديلات الدستورية في يناير 2014، والانتخابات الرئاسية في يونيو 2014، والتي تٌستكمل بإجراء الانتخابات البرلمانية في مارس، وأبريل المقبلين.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء "إننا نستقبلكم اليوم ومصر على أعتاب مرحلة جديدة، تستهدف فيها النهوض باقتصادها الوطني، وتحقيق معدلات عالية للتنمية الاقتصادية، بالرغم من التحديات التي تواجهها مصر في تلك المرحلة، ولعلنا اليوم فى أمس الحاجة لأن تتضافر الجهود لتحقيق الغاية المنشودة في سبيل دفع الاقتصاد الوطني من ناحية، ورفعة ورفاهية المواطنين من ناحية أخرى".
وأشار إلى أن "تلك المرحلة إنما تفتح آفاقاً واسعة للتعاون مع دول العالم، تولى فيها مصر اهتمامًا خاصاً بتطوير العلاقات الاقتصادية مع القارة الآسيوية، ولعل اليابان هي إحدى تلك الدول التي تحظى بمكانة مرموقة في أذهان وقلوب الشعب المصري، والتي يرى فيها تجربة تنموية فريدة، متمثلة في كفاح وعمل مضن للشعب الياباني، الذى أصر على التغلب على الصعاب، والنهوض بأمته ودولته إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم".
وقال محلب، إن علامات التعاون المصري- الياباني تظل راسخة ف أذهان الشعبين، متجسدة في العديد من المشروعات المشتركة الكبرى على مدى العقود، وعلى رأسها دار الأوبرا المصرية، التي لا تزال شاهدة على تاريخ طويل من التعاون الثنائي، والجامعة اليابانية - المصرية للعلوم والتكنولوجيا، التي تعد نبراساً للمعرفة والعلوم، ولعل المتحف المصري الكبير، الذى يتم إنشاؤه حاليا بالتعاون مع اليابان في رحاب أهرامات مصر، هو واحد من العلامات المضيئة في تاريخ العلاقات، والذى هو بمثابة "صرح العقد الثاني للألفية الجديدة"، وإضافةٌ للإنسانية جمعاء.
وأشار إلى استهداف تحرير الاقتصاد من أعبائه المتراكمة، وما تصدره من تشريعات استثمارية جديدة لتسهيل التدفقات الاستثمارية بين مصر ودول العالم، وتنفيذ مشروعات قومية كبرى، وإننا اليوم نتطلع للاستفادة من تلك الفرصة لتطوير علاقاتنا الثنائية ودفعها إلى آفاق أرحب، "لأننا نرحب بشراكة مصرية يابانية واسعة في المشروعات القومية، والتنموية التي تشهدها مصر في هذه المرحلة التاريخية من انطلاقها الاقتصادي غير المسبوق.
وشدد محلب، على الثقة المصرية في اليابان، وإن الحكومة المصرية اتخذت مساراً محدداً لمحاربة الإرهاب بكافة صوره، مؤيدة بدعم شعبي واسع مقدرين الإدانة الصادرة عن الحكومة اليابانية ضد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مصر في الفترة الأخيرة، متطلع لتعاون اليابان مع مصر في جهود مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، دعماً وسنداً في مواجهتنا لهذه الظاهرة التي تتطلب تضافر الجهود من الجميع لتعقبها ودحرها، ولعل مبادرة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لمواجهة الفكر المتطرف والتي أطلقها الأزهر خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأكدت على ضرورة مواجهة الفكر الظلامي، وتصحيح مفاهيم الدين الإسلامي الداعي إلى السلام، وينبذ العنف وسفك الدماء.
وخاطب محلب، نظيره الياباني قائلًا "إنه وإن كنتم بدأتم جولتكم إلى المنطقة بزيارة مصر، فإنكم تعلمون أن منطقة الشرق الأوسط تشهد العديد من القضايا الساخنة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومن هنا فإننا نأمل في أن تسهم زيارتكم في دفع عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط، وأن تستحث الأطراف للمضي قدمًا على خطى السلام من ناحية، وأن تسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية للشعب الفلسطيني من ناحية أخرى. وإننا نقدر الدعم الذى قدمته اليابان للشعب الفلسطيني في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي انعقد في القاهرة في أكتوبر 2014".
وأشار محلب، إلى ضرورة إجراء الإصلاحات اللازمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وترى مصر ضرورة إعطاء الأولوية لزيادة تمثيل الدول النامية وخاصة الدول الأفريقية في مجلس الأمن، بما يعوض الظلم التاريخي الواقع على كاهل القارة الأفريقية، مشيرًا إلى مشاركة المجتمع الدولي شواغله فيما يتعلق بأخطار الانتشار النووي، وإعادة التأكيد على مبادرة مصر لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل.
ودعا محلب، لمشاركة يابانية "واسعة، ورفيعة المستوى" في "مؤتمر مصر المستقبل لدعم الاقتصاد" في شرم الشيخ، في مارس المقبل، لتدشين شراكات مصرية – يابانية واسعة على النحو الذي يلبي تطلعات الشعبين والحكومتين، وعلى المستوى كما تقدم بخالص التقدير إبراهيم العربي، وشونزو شيمزو، رئيسي مجلس الأعمال المصري الياباني المشترك، ودعا كافة المشاركين من الجانبين المصري والياباني لانعقاد ناجح للدورة الـ9 لمجلس الأعمال المصري الياباني,
وبدأ رئيس الوزراء الياباني كلمته بقول "السلام عليكم جميعا"، ثم عبر عن سروره بزيارة مصر، تمحور حديثه حول حول الحكمة العربية الشهيرة، "خير الأمور أوسطها"، التي اقتبسها شينزو آبى أكثر من مرة، مؤكدًا أن كلا من مصر واليابان يولى أهمية للاعتدال، والوسطية.
وعبر آبى، عن أن بلاده تشعر بالخطر من تنامس الأفكار الإرهابية، مشيرا فس الوقت نفسه إلى أن استقرار منطقة الشرق الأوسط هو الأساس للتقدم والازدهار للعالم كله، وأن "اليابان ترفع راية دولية لتحقيق السلام في العالم، وتحرص على استقرار الشرق الاوسط، ولديهم رغبة لبذل الجهود لتحقيق ذلك".
وقطع رئيس الوزراء الياباني وعدً،ا بأن تقدم بلاده للشرق الأوسط كافة المساعدات في البنية التحتية والخدمات، وغيرها، بما قيمته ٢,٥ مليار دولار.
وأشاد آبى، بالشعب المصري قائلاً "الشعب المصري مخلص وجدى، ويؤمن بقيمة العمل، ويصنع منتجات جيدة، مضيفا: إنه من دواعي سرورنا أن نتعاون معكم في إنشاء المتحف المصري الكبير، والجامعة المصرية اليابانية"
وأشار رئيس وزراء اليابان إلى أن" مصر تبذل جهودًا جبارة من أجل الاستقرار، واستقرار مصر سيؤدى إلى استقرار منطقة الشرق الأوسط، مشيدا بالجهود التي تبذلها مصر لتحقيق الديمقراطية بشكل يتناسب معها، قائلا: دعوني أصفق لكم، تحية لهذه الجهود".
وأعلن أن اليابان ستساعد في مشروع تطوير مطار برج العرب، الذى سيخدم الجامعة المصرية اليابانية، وكذا المنطقة الصناعية بالمدينة، كما ستقدم اليابان قروضا بـ٣٦٠ مليون دولار فى مجالات خدمات قطاع الكهرباء، بالإضافة إلى المساعدة فس مشروعات النقل.
وعن جهود اليابان بالمنطقة أشار إلى دعم بلاده للأردن فى جهودها لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة، كما يتم تقديم مساعدات للفلسطينيين، واليابان ستقدم مساعدات بـ٢٠٠ مليون دولار للدول المجاورة لما يسمى تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أن بلاده تؤمن بأنه سيأتي يوم تستطيع فيه الاعتراف بدولة فلسطين، ولذا نتطلع لتسريع المفاوضات لما فيه مصالح الشعبين.
واختتم رئيس الوزراء اليابانس كلمته بالتأكيد على العلاقة التي تربط بين الشعبين المصري، والياباني قائلاً "تحيا الصداقة بين اليابان ومصر، واليابان والشرق الأوسط.
وتشهد جلسات المؤتمر مناقشة عدة موضوعات، منها الاستعداد الياباني ورؤية اليابان للشراكة البناءة في التعاون والاستثمار مع مصر في المرحلة المقبلة، عرض عن المقومات المصرية وبيئة الاستثمار والأعمال للشراكة بين مصر واليابان، كما سوف يتم تقديم عروض عن المشروعات القومية الكبرى، التي يتم تنفيذها خلال هذه الفترة وفى المستقبل، باعتبار هذه المشروعات قاطرة الاقتصاد القومي في المرحلة المقبلة.
وتشمل جلسات المؤتمر ايضاً استعراض بعض مقترحات رجال الأعمال اليابانيين لنظام الأعمال والاستثمار في مصر، ورأي الجانب الياباني فيما يتعلق بتطوير العمل المصري الياباني المشترك، كما سيتم استعراض قصص النجاح الواقعية المتبادلة بين مصر واليابان، من خلال الشركات المصرية واليابانية الموجودة على أرض البلدين.
الجدير بالذكر أن مجلس الاعمال المصري الياباني تم إنشاؤه منذ عام 1999م، كمنظمة غير حكومية لا تهدف للربح، منوطة بدعم التعاون المصري الياباني بالاشتراك بين القطاعين العام والخاص، ويضم في عضويته المؤسسات الحكومية المصرية واليابانية وشركات القطاع الخاص، واعتمد المجلس على العمل المشترك لدفع عجلة التعاون بين البلدين إلى الأمام في كافة القطاعات التجارية والصناعية والخدمية وتشجيع الاستثمار الياباني، والدعم المستمر للتقارب المصري الياباني على وجه الشمول اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.