نتحدث كثيراً عن «قصر العينى» وعن «مستشفيات جامعة القاهرة» ونعرف أنها مستشفيات كبيرة تؤدى خدمات عظيمة وجليلة، لكن للأسف دون إدراك حقيقى بهذا الحجم وهذه الضخامة وهذه «العظيمة الجليلة» التى نتحدث عنها.. حتى إننا وعبر مقالين سابقين لم نستطع الوفاء بالحديث الشامل الوافى عنها.. من عيادات الاستقبال إلى أكبر قسم.. والأولى هى التى تضم العيادات المختلفة لفروع الطب وتقدم الخدمات التشخيصية والعلاجية للمترددين عليها وهى أيضاً تقوم بصرف العلاج المناسب لهم وتعتبر فى ذاتها وحدة إدارية مستقلة التزاماً باللامركزية التى تتبعها المستشفيات!
وفى أى سياحة لهذا الصرح العظيم الذى علينا أن نتباهى به ونقدمه مقصداً طبياً لكل الأشقاء العرب والأصدقاء الأفارقة نعرف على الفور -أو علينا أن نعرف- أن -مثلاً- مبنى مستشفى قصر العينى التعليمى الجديد من 12 طابقا بـ1200 سرير.. الدوران الثامن والتاسع منها قسما العلاج بأجر، بينما تم تزويد المستشفى بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية فى العالم ويضم أقسام الأمراض الباطنة العامة وهى مقسمة إلى ثمانية أقسام.
وكذلك أقسام الجراحة الباطنة العامة وتضم أيضاً ستة أقسام.. ومعها الجراحات المتخصصة وتتكون من خمسة أقسام وكذلك الوحدات الطبية المعاونة التى لا غنى لأى مستشفى عنها وهى الرعاية المركزة وبنك الدم ووحدة المناظير والمعامل المركزية وقسم الأشعة التشخيصية ووحدة العمليات الجراحية، وهى وحدها مكونة من 18 غرفة عمليات بغرف التعقيم والتخدير والإفاقة وكافة أنواع الميكروسكوبات الجراحية وأيضاً أجهزة الليزر والأشعة التشخيصية.هذا المستشفى مكون من عدد كبير من المصاعد لخدمة المرضى والزوار ونقل الأغذية والمعدات والأدوات المستخدمة فى العمل الطبى وربما لا يصدق الكثيرون أنها تبلغ 27 مصعداً!
أما مستشفى المنيل الجامعى الكبير كثير منا يعتقدون أنه أصغر كثيراً من «قصر العينى» ولا يتصورون أنه مكون من 1795 سريراً تتكون منها وحدات المستشفى الإدارية وهى: مستشفى المنيل البحرىويشرف على أقسام الجراحة والمسالك البولية والباطنة والعظام واستقبال الحوادث وطبعاً قسم الأشعة المركزية، والقسم الثانى هو مستشفى المنيل القبلى الذى يشرف على أقسام الجراحة أيضاً خصوصاً جراحة القلب والصدر وجراحة المخ والأعصاب وأمراض القلب والرمد والأمراض العصبية، وآخر للأمراض النفسية وكذلك الصدرية والجلدية والتناسلية وقسم الأذن والأنف والحنجرة! ثم أخيراً وحدة العمليات وتضم حجرات العمليات التى تخدم الوحدتين السابقتين بـ١٦ غرفة عمليات مجهزة.
أما مستشفى أبوالريش الذى يستقبل نصف مليون مريض سنوياً يتم حجز من عشرين إلى ثلاثين ألفاً منهم، فيضم 355 سريراً منها 121 رعاية مركزة، وبها 35 حضانة يتردد على المستشفى ما بين 1500 إلى 2000 طفل يومياً وهو -طبعاً- أكبر مستشفى أطفال فى مصر والشرق الأوسط تأسس عام 1983 بمنحة يابانية.. وأخيراً من هذه الصروح الكبيرة مستشفى النساء والتوليد.
ربما أيضاً كثير منا لا يعرفون أنه أحد مستشفيات جامعة القاهرة ويضم خمسة أقسام لعلاج أمراض النساء والتوليد وتحتوى على 300 سرير تقريباً وبها غرفتان للعمليات فضلاً عن قسمين للجراحة وآخر للمعامل وثالث لوحدة الأطفال المبتسرين! أما مستشفى أمراض الثدى بالتجمع الأول، الذى له قصة طويلة بعد إنقاذه من النسيان نرويها فى مناسبة أخرى، فيستقبل 55 ألف حالة سنوياً فى كل تخصصاته «باطنة أورام - جراحة أورام - إشعاع - تحاليل الأورام - التخدير وعلاج الألم - الأشعة التشخيصية - الإحصاء»، إلى جانب 3 غرف عمليات، و3 أسرة بالعناية المركزة.
كذلك يضم 25 صيدليا ونحو 255 ممرضاً ويعتمد على أطباء قصر العينى حيث يستقبل استشارياً كل يوم و3 أعضاء هيئة التدريس وأستاذاً مساعداً، وتجرى أعمال التطوير باستحداث قسم العلاج الإشعاعى وزيادة الطاقة الاستيعابية والأشعة التشخيصية من 3 أجهزة إلى 8 وإنشاء صيدلية إكلينيكية جديدة تضم 6 أجهزة طبية حديثة وزيادة عدد العيادات الخارجية من 6 إلى 16 وزيادة العدد فى قسم العلاج الكيميائى إلى 36 بدلاً من 24!
ولذلك ليس غريباً مع هذه الصروح الطبية أن تُجرى بها فى 2022 للمترددين عليها 5 ملايين و281 ألفاً و699 تحليلاً من خلال معاملها المختلفة، وكذلك أُجريت بها 80 ألف عملية جراحية من بينها 4 آلاف و292 قسطرة قلب و23 ألفاً و414 بمستشفى المنيل الجامعى و20 ألفاً و874 بمستشفى الطوارئ والاستقبال و10 آلاف و652 بمستشفى النساء والتوليد و8 آلاف و454 عملية فى مستشفى أبوالريش اليابانى و3 آلاف و690 عملية بمستشفى أبوالريش المنيرة.
كما تم حجز 176 ألفاً و438 مريضاً داخل مستشفيات جامعة القاهرة إلى جانب 26 ألفاً و434 مريضا بوحدات الحالات الحرجة و2462 بوحدات الأطفال و26 ألفاً و199 بمركز الخدمات بمستشفى المنيل الجامعى.. هذه المؤسسات الكبيرة استقبلت فى عياداتها 1.5 مليون مريض!