في ذكرى "25 يناير".. الثوار يستبدلون ميدان التظاهر بـ"وش مصر"
"مهما يطول السجن مهما القهر.. مهما يزيد الفُجر بالسجانة.. مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر"، أبيات شعرية حماسية جمَّعت ثوار 25 يناير حول الشاعر زين العابدين فؤاد ومائدة ميدان التحرير المستديرة، وقتما فاضت بهم القيود وقرروا في العام 2011 ألّا تجمعهم السجون الفعلية والحياتية مرة أخرى.
الشاعر الثوري، جمع في أبياته وأمسياته مَن طاف الميدان هاتفًا يومًا، مطالبا بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، على مدار السنوات الثالث السابقة على إشعال فتيل الثورة.
وفي الذكرى الرابعة، لن يتجمع الثوار في ميدان التحرير كما اعتادوا، ستضمهم أبياته الشعرية في يومهم الذي سطَّروه في كتب التاريخ، سينتظرون كلماته في مكتبة "الكتب خان" بالمعادي، تعيد لهم في حفل توقيع الطبعة الخامسة من ديوان "وش مصر" للشاعر زين العابدين فؤاد، دفء شتاء يناير في حرم الصحبة بالميدان.
اختار الشاعر، أن يكون حفل توقيع كتابه، الذي ينعم بترديد قصائده المكتوبة منذ 50 عامًا حتى اليوم، موافقًا ليوم 25 يناير، حيث يتملكه نفس الإحساس الذي اجتاحه وقتما نزل الميدان في يناير 2011، ووجد الشباب يغنون "مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر؟".
وقال زين العابدين، في تصريح لـ"الوطن"، اليوم، إنه اتفق مع ناشرة الديوان أن تكون النسخ جاهزة قبل يوم 25 يناير، استعدادًا لحفل توقيعه المقرر في معرض الكتاب بالتزامن مع إحساء الذكرى الرابعة للثورة.
"أنا مستنية اليوم ده بفارغ الصبر"، رؤية رفقاء الميدان مدَّت راندا سامي، من مصابي الثورة، بطاقة حماسية كلما تذكرت لحظة اللقاء مع ثوار يناير كالناشط أحمد حرارة، وبدر البنداري، وميرفت موسى، وعلى رأسهم أبيها الروحي الشاعر زين العابدين فؤاد، صاحب الكتاب المنتظر توقيعه الأحد المقبل.
وأضافت سامي، لـ"الوطن"، "التجمع الأساسي سيكون بالمكتبة لحضور حفل التوقيع"، موضحة أنها لن تتردد إذا وجدت فاعلية بالميدان.
يذكر أن الديوان، مكتوب بالعامية المصرية، وكتبه الشاعر بعد هزيمة يونيو 1967، وصدرت الطبعة الأولى في يناير 1972، ويتضمن الديوان مقاطع من "الخميس الدامي"، قصة "ثمانية عسكر" و"حكاية من بورسعيد".
كان الغلاف الأول من تصميم الفنان الراحل أحمد فؤاد سليم، والغلاف الجديد من تصميم الفنان محمد الشناوي.