أفغانيات يتحدين رصاص «طالبان»
فى مجتمع يحرّم على الفتاة الخروج للتعليم، لم تجد الفتيات الأفغانيات طريقة للتعبير عن رفضهن هذه العادات إلا التزلج فى الشوارع.. فى الحديقة التى افتتحتها جمعية «Skateistan» الخيرية شمال مدينة «مزار الشريف».
الجمعية تحاول خلق جيل قادر على أن يكون له دور فى قيادة المجتمع، خصوصاً أن معظم النماذج التى تنتشر أمام الأطفال هناك أمراء حروب وشخصيات متعصبة تشجع على القتل. «حنيفة»، 16 عاماً، بائعة شاى فى شوارع كابول، كانت أولى المنضمات لحديقة التزلج، وبسبب موهبتها انضمت إلى المؤسسة لتصبح من المعلمين الذين يدربون الفتيات على التزلج بعد أن صارت نموذجاً ملهماً: «عندما جئت إلى المؤسسة تغيرت حياتى تماماً لأننى تركت مهنتى السابقة، التى كانت سبباً فى تعرضى للتحرش، عندما اتصل بى المديرون فى المدرسة فرحت، والآن أشعر بالسعادة وأنا أعلّم الفتيات التزلج، وأعتقد أن بإمكانى خلق مستقبل أفضل لنفسى».[SecondImage]
جمعية «Skateistan» أنشأها الأسترالى «أويلى بريفتش» الذى بدأ العمل بجمع أكثر من 800 طفل من جميع أنحاء أفغانستان لمساعدتهم فى صناعة مستقبل أفضل: «سعينا إلى أن يكون لهؤلاء الأطفال قدوة بدلاً من أمراء الحرب الذين يمرون دوماً فى المدن بسيارات نصف نقل تحمل رجالاً يحملون بنادق ويلوحون بها لتخويف الآخرين».
وحسب «أويلى» فإن أفغانستان عاشت صراعاً لأكثر من 30 عاماً، حتى أن «اليونسيف» اعتبرتها الدولة الأسوأ لولادة طفل على مستوى العالم: «نحاول بث شعور الأمل وخلق جيل جديد من القادة يساهم فى معالجة المشاكل التى يواجهونها».
التفكير فى إنشاء حديقة للتزلج والدراسة بدأ عام 2007 من خلال ثلاثة ألواح ودراجة نارية كانت تقل المؤسسين حول كابول المدمرة، حتى توفرت لهم الاستثمارات التى مكنتهم من إنشاء حديقة كاملة خاصة بهم، لها حدود واضحة، وقد تم تصميم الحديقة فى منطقة «مزار شريف» بعد توفير مسارات مختلفة للتزلج توفر قدراً كبيراً من الحرية، والفصول الدراسية فى الهواء الطلق، والرياضة تمارس فى مناطق خضراء.[ThirdImage]
وقال الأسترالى الأربعينى: «لدينا نحو 550 طالباً وطالبة، ونحاول الآن توفير معلمين وحافلات للمساعدة فى نقل الطلاب إلى المرفق». والتحديات التى تواجه فريق العمل صعبة للغاية حسب «أويلى»، خاصة أنهم فى 2012 فقدوا واحداً من المعلمين وثلاثة طلاب تم قتلهم بوحشية خلال هجوم انتحارى على قاعدة عسكرية دولية فى كابول.