شيخ الأزهر: الجدل السياسي يفسد الحج
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أنه لابد للحاج أن يلتزم بالمشاعر التعبدية فقط، لأن الحج عبادة بدنية مالية، وهو ركن له هيبة خاصة في المشاعر يتميز عن باقي أركان الإسلام، والحج لا يقبل التضليل، فالحاج عليه أن يوطن نفسه على أنه أمام تكاليف تنفذ حرفيا وعليه أن ينفذها بدون نقاش.
وأضاف الطيب، فى تصريحات إعلامية، أنه ممنوع على الحاج أن يمارس أي فعل من الاعتداء حتى ولو قتل الذباب أو النبات، فكل هذا يخرج عن آداب الحج، وأهم مقصد من مقاصد الحكم هو الأمن في الكلام والجدال، كما لابد من عدم الجدال أو التدافع والتزاحم بالطواف، وعدم الخوض في النقاشات السياسية.
ولفت الطيب إلى أن من يحج بهذه الصورة يعود مغسولا من ذنوبه، إلا الحقوق التي تتعلق بالعباد فإنها لا تغفر إلا باعتذار العبد لأخيه المسلم.
وأوضح أن أركان الحج أربعة على مذهب الإمام مالك، أولها الإحرام، وهي نية النسك، ويكفي توجه القلب والتلفظ ليس شرطا، وله وقت زماني ومكاني، أما الزماني فهو من أول يوم في شهر شوال إلى فجر يوم النحر، وأما المكاني فهو أماكن وعلامات معروفة بالنسبة للناس القادمة من الشمال أو أي مكان، ولا يجوز أن يتخطاها الفرد إلا إذا كان محرما بحج أو عمرة، والركن الثاني من أركان الحج هو السعي بين الصفا والمروة، والثالث الوقوف بعرفة جزءا من الليل، والرابع طواف الإفاضة والرمي.
وأشار إلى وجود فارق بين الحج كركن وكواجب، فأما الركن فهو الذي يبطُل الحج بتركه، وما غيره فهو الواجبات، مثل الطواف والرمي والحلق، ويصح الحج بدونها، وتُجْبَرُ بالفَدْي، بل إنه يمكن اختصار الحج كله في الوقوف بعرفة، وهو أهم أركان الحج وينقذه من البطلان، "فالحج عرفة".
ونصح شيخ الأزهر كل الحجاج بعدم الاختلاف في الرأي مع الآخرين، فقال: "لا يصح للحجاج أن يشكك بعضهم في بعض، فيُكتفَى بسؤال المختصين فقط وعدم التشعب في المذاهب المختلفة، علما بأن الحج مبني على التخفيف، فلا داعي للتشدد".