الأهالى ينتقدون غياب المحافظ والمسئولين عن جنازة «بكار» ومشاركتهم فى مراسم عزاء رقيب الشرطة
لحظات من الأسى والمرار عاشها سكان عزبة أبوشاهين بمدينة المحلة الكبرى أمس الأول حزناً على فراق نجلهم المغاورى محمد عبدالعال، وشهرته «بكار»، الذى لم يتجاوز عمره الـ12 عاماً، حيث استشهد حال وجوده بعمله داخل ورشة لحام السيارات، وذلك أثناء نشوب سلسلة من معارك الكر والفر بين قوات الشرطة ومسجل خطر مدجج بسلاح آلى. انتابت أسرة الشهيد «بكار» حالة من الألم والوجيعة على فراق نجلهم، وأكد والده محمد المغاورى (نجار مسلح) لـ«الوطن»، أنه التقى بنجله قبيل استشهاده بنصف ساعة، وهو يبتسم ويمرح ويقول له «هات بوسة يا بابا أنا هرجع وهجيلك البيت بدرى وأقعد معاكم كلكم».[Quote_1]
واتهم والد الشهيد الضابط أحمد عبدالشافى من قوة مباحث قسم أول المحلة باتخاذ نجله كدرع بشرية للدفاع عن نفسه أثناء الاشتباكات مع المسجل ولجوئه إلى الهرب منه لحظة نفاد ذخيرته، كما طالب اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية بالتحقيق فى الواقعة والقصاص لحق نجله، مشيراً إلى أن نجله لقى حتفه واستشهد يوم عيد ميلاده، وأنه يتصف بالروح الطيبة والعلاقة والمودة الحسنة مع أشقائه وأصحابه من الجيران، وتحسر على فراق نجله قائلاً: «حسبى الله ونعم الوكيل وحق ابنى مش هيضيع».[Quote_2]
«متسبنيش تانى يا مغاورى.. الصبر يا رب وحشتنى يا بكار ضحكت عليا وسبتنى يا قلب أمك ليه.. يا حبيب أمك يا ابنى.. حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا حسن أبوالمجد يا ضابط قسم أول المحلة».. كلمات ظلت ترددها سهام أحمد (ربة منزل) أم الشهيد، مضيفة أن نجلها وحبيبها بكار كثيراً ما كان يرافقها، ويساعدها فى تلبية احتياجات وشغل البيت عقب رجوعه من المدرسة حباً فى إرضائها. وووجهت والدة الشهيد رسالة للدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، قائلة: «ارحم شعب بلدك وشوف حل لضرب النار وقتل الأبرياء.. أنت مسلم إزاى قلبى اتحرق على ضنايا بسبب الداخلية مش ذنبنا إننا انتخبناك وبقيت رئيس وأنت حرقت قلبى على ابنى وأنا عاوزاه يرجع لحضنى تانى».[Image_2]
وأكدت شقيقة الشهيد الكبرى «صابرين»، أنها تعشق «بكار» لقربه منها ولإقبالها على تربيته منذ صغره، موضحة أنها رأت شقيقها وهو ينزف من أنفه لساعات متواصلة داخل مستشفى المحلة وسط حالته من الإهمال الطبى والتقصير فى علاجه ومتابعة حالة الصحية من الأطباء، مضيفة: «أتمنى ميكونش زعلان منى، وهو قلبه أبيض وهيغفر لى». وانتقد أهالى وسكان عزبة أبوشاهين غياب المستشار محمد عبدالقادر، محافظ الغربية، واللواء مصطفى بدر سكرتير مساعد المحافظة واللواء صالح المصرى مدير أمن الغربية وباقى ممثلى الأجهزة التنفيذية عن مراسم تشييع جثمان الشهيد «بكار» وتقديم العزاء، على الرغم من مشاركتهم فى تشييع جثمان حسن فوزى رقيب شرطة من قوة مباحث قسم أول المحلة فى جنازة عسكرية أمس الأول بمسقط رأسه بقرية صفط تراب - دائرة مركز المحلة، وصرفهم إعانات مالية والموافقة على وظائف لعدد من ذويه ومساعدتهم، معبرين عن استيائهم من تجاهل الجهات المشار إليها من الوقوف بجانب أسرة الشهيد «بكار» الكادحة من خلال تقديم أى إعانات مالية تكفل تأمين حياة أشقائه وذويه بهدف بعث طمأنينة واستقرار لحياتهم خلال المرحلة المقبلة.